تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نشكر والدنا الدكتور المحاضر على ما أفادنا به من معلومات، كما نشكر الأساتذة المتدخلين، ولكن عندي بعض الإضافات الطفيفة:

ذلك أني قرأت سنة 1994م، بحثا كتبه الدكتور علي مروة، وهو باحث لبناني يدرس في بعض جامعات نيويورك، كتب هذا البحث بمناسبة مرور خمسمائة عام على اكتشاف أمريكا على حسب دعوى الغرب، وهو في عشر صفحات بالإنجليزية. ومضمنه: أن كريستوف كولومب لم يكن أول من اكتشف أمريكا، إنما كان المسلمون قبله منذ القرن الثامن الميلادي، ومن ضمن هذه الإضافات التي ذكرها: نقول عن كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، والتي تنص على علاقات بين المممالك الإسلامية في وسط إفريقيا وبين المسلمين في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.

وكذلك نقل من رحلة كريستوف كولومب التي كتبها بعد رحلته، بعض الآثار الإسلامية، وبعض المعالم الإسلامية التي شاهدها، ومن ذلك: أنه عندما اقترب إلى كوبا وجد مسجدا مبنيا على تل من تلالها، ووصف ذلك المسجد. وهذا يدل على أنه حتى في كتبهم – الغربيين – أنفسهم كانت هذه المسألة عندهم معروفة.

ومن المفيد في هذا البحث: أنه نقل عن حوالي ثلاثين مرجعا، وتلك المراجع أغلبها كتبت في أمريكا وفي أوروبا، أغلبها وهو حوالي تسعين في المائة منها، أحدها مقال في بعض الجرائد الغربية يقول: "لست أنت أول من اكتشف أمريكا يا كولومبوس". كما نص المقال على وجود جامعات إسلامية في أمريكا الشمالية قبل كولومب، وهذه المعلومة تجعلنا نتساءل: ما هو التراث العلمي والفقهي والتاريخي والمذهبي الذي أنتجته تلك الجامعات، وأين هو؟.

ومن ضمن المسائل المفيدة: أن العبيد وما كان من محنتهم بعد القرن الخامس عشر الميلادي، كان عندما قامت الحرب الصليبية ضد الممالك الإسلامية في إفريقيا، وكان أغلب العبيد الذين رحّلوا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية من المسلمين، وهم حوالي 84 في المائة، وكان فيهم علماء، وكان فيهم شعراء. والآن توجد عدة جمعيات تجمع التراث الذي وجدوه مخبأ مما كتبه هؤلاء العبيد، فيه من الشعر، ومن الكتابات الدينية، وعندنا صور لبعض المخطوطات من البرازيل، وهي بالخط العربي الكوفي الإفريقي.

وهذا المجال – وهو الحروب الصليبية الأمريكية ضد المسلمين في إفريقيا – يا حبذا أن يبحث كذلك، إما ضمن الجمعية أو خارجها.

تدخل الدكتور المهدي الحلو

أنا أضيف رأيي إلى اقتراح مولاي إدريس ومن بعده، وهذا سيزيدك – الدكتور علي – شغلا على شغلك، لأن هذا الذي ذكرت لنا إنما هو من الفرضيات، لأن قولك بأن العرب اكتشفوا أمريكا قبل كريستوف كولومب بستمائة سنة (قال الدكتور علي: عفوا؛ كلمة "اكتشفوا" الغها من كلامك، أنا إنما قلت: تواجدوا). نعم: أقصد: تواجدوا.

ولكن الأعمال التي أطلبها منك حتى يكون لكلامك هوامش قوية:

- فالسؤال الأول: من أول من ذهب من العرب لأمريكا وكيف ذهب، ومتى ذهب؟. وكيف انتشر الإسلام في أمريكا؟، بحيث إن كلامك اعتمد على أنه: إذا وجدنا آثارا فذلك حجة.

- كيف عندما جاء كريستوف كولومب، وجاء مع قوم من أوروبا أواخر القرن الخامس عشر، كيف تمكنوا من محو هذا التواجد الإسلامي؟، ثم الآن وبعد 1492م، وهذا هو السؤال الذي أعتقد أنه مهم، لأنه لا يحيلنا فقط على هذا التاريخ، إنما يحيلنا كذلك على المستقبل، وأنا أعتقد أن المستقبل – في بعض الحالات – أهم من الماضي، مع أن معرفة التاريخ مهمة، لأنها تعتبر الأساس في مستقبلنا.

والتاريخ فعلا مهم، فقد ذكروا بأن هذا الرجل جاء واكتشف أمريكا – زعما – عام 1492م، ثم جاءت الساكنة الأوروبية شمالا وجنوبا أواسط القرن الثامن عشر، وأنه خلال قرنين من الزمان خلقت هذه القارة أقوى قوة سياسية واقتصادية استراتيجية وعسكرية على المستوى العالمي.

كيف أننا نحن الدول الإسلامية والعربية، وكانت عندنا الإمكانيات، ونحن من بين الأوائل ممن ذهب إلى تلك القارة، بين القرنين 8، و15م، كيف تخلينا أصلا عن كل تواجد لنا في تلك المنطقة، وسمحنا لأوروبا أن تكون هي المسيطرة على العالم انطلاقا من ذلك؟. وأعتقد أن هذا أكثر أهمية، حيث التاريخ يعطينا إشكالية أننا – كعرب ومسلمين – منذ كنا من الأوائل الذين اكتشفوا تلك القارة حتى أصبحنا اليوم في موقع التبعية بشكل أو بآخر لهم.

-يتبع-

ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:15 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير