ـ[أبو السها]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:02 ص]ـ
أخي عمر فولي
كل ما أوردته عن الشيخ عطية صقر لا يعد دليلا على سنية هذا اللفظ:
أولا: استدلاله بقول الحكيم الترمذي لا يعد شيئا، ومن هذا الترمذي حتى يكون كلامه حجة ونأخذ عنه مسائل ديننا
والحكيم الترمذي هذا هو أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين الترمذي المتوفى سنة (320 هـ)
قال أبو عبد الرحمن السلمي: ((أخرجوا الحكيم من ترمذ وشهدوا عليه بالكفر وذلك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية، وكتاب علل الشريعة، وقالوا: إنه يقول: إن للأولياء خاتماً كالأنبياء لهم خاتم، وإنه يفضل الولاية على النبوة، واحتج بحديث: يغبطهم النبيون والشهداء. فقدم بلخ فقبلوه لموافقته لهم في المذهب)). (سير أعلام النبلاء 13ـ441).
والحكيم الترمذي يعد أول من أورد قصص الصوفية في الخضر فقال في كتابه ختم الولاية في جوابه عن علامات الأولياء: ((وللخضر عليه السلام، قصة عجيبة في شأنهم ـ أي الأولياء ـ وقد عاين شأنهم في البدء ومن وقت المقادير فأحب أن يدركهم، فأعطى الحياة حتى بلغ من شأنه أنه يحشر مع هذه الأمة وفي زمرتهم، حتى يكون تبعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو رجل من قرن إبراهيم الخليل، وذي القرنين، وكان على مقدمة جنده، حيث طلب ذو القرنين عين الحياة ففاتته وأصابها الخضر ... )) (ختم الولاية صفحة 362)
وقال أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي: ((رأيت أكثر العباد على غير الجادة فمنهم من صح قصده، ولا ينظرون في سيرة الرسول وأصحابه ولا في أخلاق الأئمة المقتدى بهم، بل قد وضع جماعة من الناس لهم كتباً فيه رقائق قبيحة، وأحاديث غير صحيحة، وواقعات تخالف الشريعة، مثل كتب الحارث المحاسبي وأبي عبد الله الحكيم الترمذي وأبي طالب المكي)) (الفروع: 6ـ381).
أعلى مثل هذا يؤخذ الدين؟
وأما عن قول الأحناف "لو تكلَّم المصلى بتسبيح مثل. صدق اللّه العظيم عند فراغ القارئ من القراءة لا تبطل صلاته إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة" فهذا فهمهم وفقههم في المسألة لا يعتبر دليلا، مع أنهم يرون من أتى بها فقد أساء
ففي البحر الرائق 2/ 8:
(في الخانية والظهيرية: ولو قرأ الإمام آية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته اه
وفي مبسوط محمد ابن الحسن الشيباني 1/ 204:
(قلت: أرأيت الرجل يكون خلف الإمام فيفرغ الإمام من السورة أتكره للرجل أن يقول صدق الله وبلغت رسله؟
قال أحب إلي أن ينصت ويستمع
قلت فإن فعل هل يقطع ذلك صلاته؟
قال لا صلاته تامة ولكن أفضل ذلك أن ينصت) اه
على أن هذه مسألة فقهية أراها خارجة عن صورة مسألتنا وهو الإتيان بلفظ صدق الله العظيم إثر التلاوة على سبيل الدوام واالمحافظة عليها وكأنه آية أو جزء من آية
أما قولك أخي:"فاللجنة الدائمة قد أجازت بشرط عدم الاستمرار. ...
وأقول: إذا كانت المسألة لم ترد في عهد النبوة أو الصحابة فلم قيدت بالاستمرار؟
فلم لم يعتبروا أنها بدعة ما دامت لم ترد في عهد النبوة والصحابة؟ "
أقول بل وردت ولكن ليست على سبيل الاستمرار وعلى هذا بنت اللجنة الدائمة فتواها، ففي سنن أبي داود بسند صحيح عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر ثم قال صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في الخطبة
وعند النسائي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام ثلاثة أيام من الشهر فقد صام الدهر كله ثم قال صدق الله في كتابه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
وغيرها من الأحاديث التي تدل في جملتها على أن الإتيان بلفظ صدق الله العظيم إذا قاله القارئ أحيانا مستشعرا تمام صدق الله عز وجل واستشعارا لعظيم كلامه فلا بأس بذلك إن شاء الله
وعلى هذا المحمل تحمل تلك الآيات،قال تعالى: {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} آل عمران:95، وقال {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} الأحزاب: 22
ثم أخي دعنا من قول فلان وفهم علان وجاء في كتاب الأحناف أو ورد في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، إن هذا ليس بالمورد عند التنازع، إنما المرد هو قال الله قال رسوله: يقول ابن القيم رحمه الله:-في أبيات له
العلم قال الله قال رسولُه ... قال الصحابةُ ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأى فقيه
كلا ولا جحْد الصفات ونفيها ... حذرا من التمثيل والتشبيه
الفوائد جزء 1 ص 105
لأننا نحن معشر السلفيين- أهل السنة- ليس عندنا إلا قال الله و قال رسوله و قال الصحابة وأئمة الهدى من بعدهم؛
فإن كان ثبت عندك أن أحدا من خير هذه القرون أتى بهذا اللفظ" صدق الله العظيم" على الوجه الذي يقوله القراء اليوم فات به، فإن ظفرت به فنحن إن شاء الله السباقون إلى العمل به وسنرفض حينئذ جميع الفتاوى التي تمنعنا من ذلك، ودعني رحمك الله من فتوى الشيخ عطية بحيث نصبتها مرجعا تلجأ إليه عند الخلاف،والله الهادي إلى سواء السبيل
¥