ثالثاً: بالنسبة لسماع قيس من بلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد ذكر الأخ الخليفي ذلك من الأمثلة على المعاصرة وعدم السماع بناء على كلام المديني والرد عليه
أن رواية قيس عن بلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صحيح البخاري في كتاب المناقب
قال البخاري
حدثنا ابن نمير، عن محمد بن عبيد: حدثنا إسماعيل، عن قيس:
أن بلالا قال لأبي بكر: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما أشتريتني لله، فدعني وعملي لله.
فهل يرى الأخ الخليفي عدم صحة هذا الحديث أم أنها العجلة!
رابعاً: وقال العلائي ردا على كلام ابن المديني:في هذا القول نظر وقيس لم يكن مدلسا وقد ورد المدينة عقب وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة بها مجتمعونفإذا روى عن أحد فالظاهر سماعه منه!
وهذا أكبر رد على كلام الأخ الأمين وبعده الأخ الخليفي
خامسا: ذكر الإمام مسلم رواية قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من ضمن الأمثلة على منهجه في إمكانية السماع بين الراوي والمروي عنه عند المعاصرة وقد سبق أن نقلتُ ذلك ولا بأس أن أعيده (اقتباس:
وأسند قيس بن أبي حازم، وقد أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أخبار.
وأسند عبدالرحمن بن أبي ليلى، وقد حفظ عن عمر بن الخطاب، وصحب عليا، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثا.
وأسند ربعي بن حراش عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثين. وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثا. وقد سمع ربعي من علي بن أبي طالب، وروى عنه.
فكل هؤلاء التابعين الذين نصبنا روايتهم عن الصحابة الذين سميناهم، لم يحفظ عنهم سماع علمناه منهم في رواية بعينها ولا أنهم لقوم في نفس خبر بعينه.
وهي أسانيد عند ذوي المعرفة بالأخبار والروايات من صحاح الأسانيد. لا نعلمهم وهنوا منها شيئا قط. ولا التمسوا فيها سماع بعضهم من بعض.
إذ السماع لكل واحد منهم ممكن من صاحبه غير مستنكر. لكونهم جميعا كانوا في العصر الذي اتفقوا فيه.
وكان هذا القول الذي أحدثه القائل الذي حكيناه في توهين الحديث، بالعلة التي وصف - أقل من أن يعرج عليه ويثار ذكره.)
قال الشريف:وكأن الإمام مسلم رحمه يرد عليك في هذا الكلام فهو قد ذكر قيس بن أبي حازم من ضمن الأمثلة التي أوردها في تطبيق منهجه بغض النظر عن صحة هذا المثال بعينه
هل سمع قيس من أبي مسعود أم لم يسمع؟
فهذه مسألة اخرى والصحيح أنه سمع منه كما ورد ذلك منصوصاً من كلام ابن المديني
وورد ذلك منصوصاً التصريح بالسماع
والكلام هنا عن القاعدة لا عن الأمثلة
فالقاعدة ثابتة لكن الأمثلة قد تختلف بين محدث وآخر
وللحديث بقية
ـ[أحمد العسقلاني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:18 ص]ـ
أخي الكريم أحسنت في نقلك عن ابن كثير والذهبي و ابن حجر والألباني رحمهم لله وفيه كفاية لمن أراد العلم والمعرفة ولكن لابأس من نقاش بعض المتداخلين للفائدة والمعرفة وأرجو أن يستفيدوا من المداخلات والله الموفق
أخي الكريم أبو حاتم الشريف: أردتُّ المشاركة للإفادة والاستفادة، وأستغرب أنَّ الإخوة الكرام قد تجاهلوا نقلي عن هؤلاء العلماء، وأضيف إلى تصحيح الذهبي وابن كثير وابن حجر والألباني وابن حبان تصحيحات بعض المعاصرين:
1 - قال الشيخ شعيب الأرنؤوط محقق سير أعلام النبلاء تعليقاً على حديث الحوأب في الهامش: إسناده صحيح كما قال المؤلف. (السير ج2 ص177 مؤسسة الرسالة).
2 - قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتابه (الصحيح المسند من دلائل النبوة): ((قال الإمام أحمد رحمه (ج6 ص97): ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة قالت: لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي معلقاً على الحديث: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. (الصحيح المسند من دلائل النبوة ص417، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1407هـ - 1987م).
3 - صحَّح الحديث حمزة أحمد الزين محقق مسند الإمام أحمد بن حنبل، حيث قال عنه في كلا الموضِعّين: إسناد صحيح.
الموضع الأول: مسند الإمام أحمد بن حنبل ج17 ص273 ح24135، دار الحديث- القاهرة.
الموضع الثاني: مسند الإمام أحمد بن حنبل ج17 ص395 ح24535، دار الحديث- القاهرة.
إذاً فمصححي حديث الحوأب الذين ذكرناهم إضافةً إلى من نقل الشيخ الألباني تصحيحهم هم:
1 - ابن حبان.
2 - الحاكم.
3 - الذهبي.
4 - ابن كثير.
5 - ابن حجر العسقلاني.
6 - الشيخ الألباني.
7 - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
8 - الشيخ شعيب الأرنؤوط.
9 - الشيخ حمزة أحمد الزين.
وفي رأيي الشخصي، لا أعتقد أنَّ كل هؤلاء مشتبهون في تصحيح الحديث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥