ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:18 م]ـ
7 - مارستان مراكش:
من عجيب ما شاده يعقوب المنصور الموحدي بمدينة مراكش البيمارستان، الذي كان تحفة في بابه.
قال صاحب الإعلام (1/ 59) نقلا عن المعجب (ص 190):
(وبنى بمدينة مراكش بيمارستان ما أظن أن في الدنيا مثله، وذلك أنه تخير ساحة فسيحة بأعدل موضع في البلد، وأمر البنائين بإتقانه على أحسن الوجوه، فأتقنوا فيه من النقوش البديعة والزخارف المحكمة ما زاد على الاقتراح، وأمر أن يغرس فيه مع ذلك من جميع الأشجار المشمومات والمأكولات، وأجرى فيه مياها كثيرة تدور على جميع البيوت زيادة على أربع برك في وسطه إحداها رخام أبيض، ثم أمر له من الفرش النفيسة من أنواع الصوف والكتان والحرير والأديم وغيره بما يزيد على الوصف، ويأتي فوق النعت، وأجرى له ثلاثين دينارا في كل يوم برسم الطعام، وما ينفق عليه خاصة خارجا عما جلب إليه من الأدوية، وأقام فيه من الصيادلة لعمل الأشربة والأدهان والأكحال، وأعد فيه للمرضى ثياب ليل ونهار للنوم من جهاز الصيف والشتاء، فإذا نقه المريض فإن كان فقيرا أمر له عند خروجه بمال يعيش به ريثما يستقل، وإن كان غنيا دفع له ماله وتركته وسببه، ولم يقصره على الفقراء دون الأغنياء، بل من مرض بمراكش من غريب حمل إليه وعولج إلى أن يستريح أو يموت، وكان في كل جمعة بعد صلاته يركب ويدخله يعود المرضى ويسأل عن أهل بيت يقول: كيف حالكم، وكيف القومة عليكم، إلى غير ذلك من السؤال، ثم يخرج. لم يزل مستمرا على هذا إلى أن مات رحمه الله اهـ).
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 12:07 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
تنبهت بعد كتب ما حررت أعلاه أن كتاب قيام دولة المرابطين طبع منذ 50 سنة مما يعني أنه الآن أصبح ملكا عموميا يحق لكل ناشر طبعه، فلو تطوع بعض الإخوة لتنبيه الناشرين وأصحاب دور الطبع لهذا الأمر لكان خدمة للعلم وللتاريخ.
والسلام
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:06 ص]ـ
فوائد وصورٌ تاريخيةٌ رائعة، وقد دوّنت بعض أسماء الكتب التي وردت لعلّ الله ييسر تحصيلها.
جزاك الله خيراً.
فائدة:
ممن رحل من الحجاز إلى المغرب بالتحديد (ليبيا) الشيخ فالح الظاهري المدني –رحمه الله- وهو من أعلام المدينة النبوية، وشارك في الجهاد ضد الطليان وله شعرٌ عذب.
وأيضاً الشيخ المجاهد زيد الشمّري – رحمه الله – وقد كان رفيقاً لمحمد أسد في رحلته لليبيا، وقد أتى ذكره في كتاب (الطريق إلى الإسلام) للأخير.
واصل نفع الله بك.
ـ[نبيل بن صالح]ــــــــ[24 - 11 - 06, 06:08 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الظاهر أن دار الفكر العربي قد طبعت كتاب قيام دولة المرابطين و هذا رابط الكتاب على موقع النيل و الفرات لبيع الكتب عبر الانترنت:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb48389-48395&search=books
ـ[عصام البشير]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:13 م]ـ
8 - قصيدة استغاثة من أهل الأندلس:
بعد سقوط آخر معاقل الإسلام بالأندلس، لم ينقرض الوجود الإسلامي في تلك البقاع. بل بقيت ثلة غير قليلة من المسلمين هناك، قابضين على دينهم كالقابض على الجمر.
وقد بذلوا جهدا عظيما في استثارة غيرة ملوك الإسلام لمساعدتهم في محنتهم.
من ذلك استغاثة شعرية حزينة ذكرها أستاذنا الباحث الداعية علي بن المنتصر الكتاني – رحمه الله – في كتابه المفيد (انبعاث الإسلام في الأندلس).
قال رحمه الله (ص 64):
(واستغاث الأندلسيون بالسلطان بايزيد مرة ثانية سنة 1502م، فلم تأت هذه الاستغاثة بنتيجة. وهذه الاستغاثة هي عبارة عن وثيقة شعرية من 103 بيت يصف فيها كاتبها المجهول وضع الأندلسيين وصفا مؤثرا، إذ يقول مستهلا بعد بضعة أبيات:
سلام عليكم من عبيد تخلفوا ... بأندلس الغرب في أرض غربةِ
أحاط بهم بحر من الروم زاخر ... وبحر عميق ذو ظلام ولجة
سلام عليكم من عبيد أصابهم ... مصاب عظيم يا لها من مصيبة
ثم يقول:
غدرنا ونصّرنا وبدل ديننا ... ظلمنا وعوملنا بكل قبيحةِ
وكنا على دين النبي محمد ... نقاتل عمال الصليب بنية
ثم يقول:
فلما دخلنا تحت عقد ذمامهم ... بدا غدرهم فينا بنقض العزيمة
وخان عهودا كان قد غرنا بها ... ونصّرنا كرها بعنف وسطوة
وأحرق ما كانت لنا من مصاحف ... وخلطها بالزبل أو بالنجاسةِ
وكل كتاب كان في أمر ديننا ... ففي النار ألقوه بهزء وحقرة
ثم يقول بعد وصفه لمنعهم كل شعائر الإسلام:
وقد أمرونا أن نسب نبينا ... ولا نذكره في رخاء وشدة
وقد سمعوا قوما يغنون باسمه ... فأدركتهم منهم أليم المضرة
ثم يقول:
وقد بدلت أسماؤنا وتحولت ... بغير رضا منا وغير إرادة
فآها على تبديل دين محمد ... بدين كلاب الروم شر البرية
ثم يختتم:
وصرنا عبيدا لا أسارى نفتدى (1) ... ولا مسلمين نطقهم بالشهادة
فلو أبصرت عيناك ما صار حالنا ... إليه لجادت بالدموع الغزيرة
فيا ويلنا يا بؤس ما أصابنا ... من الضر والبلوى وثوب المذلة).
1 - كذا، ولعلها: (فنفتدى).
ولم أغير شيئا من القصيدة، مع أن فيها أبياتا مكسورة الوزن.
¥