أشارت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تقديم الكتاب إلى أنه من المصادر الأساس لتاريخنا الوطني، ويعد سجلاً دقيقاً لكثير من المواقع والحروب التي عاصرها المؤلف، فوق كونه حافلاً بأسماء كثير من القبائل والمدن والعلماء، وفي كلمته الأولى أشار الأستاذ عبدالله المنيف إلى أن أهمية هذه المخطوطة تنبع من كون المؤلف قرأها وأكثر من نسخها، ونهج في ترتيبها نهجاً يخالف غيرها من النسخ وذلك بجعل السوابق في أول الكتاب بعد أن كانت في النسخ الأخرى مبثوثة في ثناياه، ثم قام الأستاذ المنيف بالتعريف بالمؤلف، والتعريف بالكتاب، وذكر أن من أهم مصادر ابن بشر التي لم ينص عليها صراحة تاريخ ابن لعبون في السوابق، وتاريخ ابن غنام في ما بعد ذلك، وأوضح أنه استفاد منهما في تصحيح بعض المعلومات في عنوان المجد وسوابقه، ثم تتبع مصادر ابن بشر في عنوان المجد مسحاً إحصائياً وتتبعاً تحليلياً، كما أشار الأستاذ المنيف إلي طبعات الكتاب وأنها وصلت إلى أكثر من عشر طبعات ولعدة مرات في كل طبعة، وأبدى مرئياته حيال كل طبعة، منوهاً بطبعة دارة الملك عبدالعزيز من حيث الفهارس والكشافات وجودة الطباعة، ثم قام بوصف المنهج الشكلي في النسخ الخطية والمطبوعة، وأعطى معلومات مفصلة عن الوصف الاكتناهي للمخطوطة التي اعتمدت عليها هذه الطبعة من حيث مسطرتها وعدد صفحاتها وألوان الحبر وطريقة التنقيط ونوع الخط ونحو ذلك، مما أعطى لهذه الطبعة شخصية علمية تخصصية تفتقدها مهنة الوراقة في كثير من تحقيقات ونشر المخطوطات، وأتمنى أن يكمل الأستاذ المنيف ما بدأه في هذه الطبعة، وما وعد به في مناسبة سابقة من تتبع خصائص الكتابة في المخطوطات النجدية من حيث رسم الخط وطريقة الكتابة والحبر ومسطرة السطر وغير ذلك من المداخل المهمة للتعريف بتلك المخطوطات، فالموضوع يستحق الجهد، والباحث أهلٌ له.
وختم الأستاذ المنيف مقدمته بذكر مسوغات نشر هذه النسخة من وجهة نظره مشيراً إلى جملة أسباب تتعلق بالمؤلف ابن بشر من حيث خلفيته العلمية وقدراته الفكرية، وتميزه مع ابن غنام في ذكر تفاصيل الأحداث التي عاصرها.
استغرقت المقدمة بما فيها تصدير المكتبة وكلمة المعلق ثلاثين صفحة، منها صفحتان خصصتا لفهرس زمني بتواريخ أحداث السنوات التي تناولها ابن بشر من عام 850هـ حتى عام 1268هـ والصفحة التي ورد فيها تاريخ كل سنة في هذه الطبعة، فكان فهرس السنوات هذا بديلاً عن فهرس الموضوعات، كما تضمنت المقدمة صورة لوقفية الكتاب.
وفي نهاية هذه الطبعة أُلحق كشاف هجائي معجمي للأعلام والقبائل والأماكن والوقائع في ثمان وسبعين صفحة، ولقد لحظت أنه بالنظر إلى ما ذكره ابن بشر في كتابه من كُتُبٍ كان الأولى أن يشمل التكشيف سجلاً بتلك الكتب المذكورة في الكتاب لما في ذلك من فائدة.
كتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» لمؤلفه عثمان بن بشر بدراسة وتقديم الأستاذ عبدالله بن محمد المنيف تجربة فريدة حيث لم يسبق في حدود علمي أن صدر من كتب التاريخ الوطني كتاب عن تحقيق مخطوطة مصوراً عن تلك المخطوطة بإخراج ملون جميل، وزاده جمالاً حسن طباعته، وجودة تجليده ونوعية ورقه، مما يسر طبعه في مجلد واحد في خمسمائة وخمس وثلاثين صفحة تضاف إلى المقدمة التي جاءت في قرابة ثلاثين صفحة ليصبح مجموع صفحاته خمسمائة وخمساً و ستين صفحة.
الأمر المستغرب في هذه الطبعة هو عدم ذكر اسم المقدم للكتاب الأستاذ عبدالله بن محمد المنيف في الغلاف الخارجي للكتاب ولا في الورقة المعدة فوق الغلاف الخارجي، وكذلك تَجاهُل ذكر اسمه في نهاية كلمته التي صدر بها دراسته للكتاب، والأمر المستغرب الآخر أن فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية المطبوعة خلت من اسم المقدم، برغم أن ذلك حق من حقوقه، وبرغم أن الناشر جهة علمية على اطلاع بحقوق النشر وتبعاته، والاكتفاء بالإشارة إلى المعلق في العنوان الداخلي للكتاب لا يكفي في رأيي للتعبير عن حقوقه.
هذا وبالله التوفيق.
[email protected]
* ملاحظة: سأضع في هذا الموضوع جميع المقالات التي سأحصل عليها حول كتاب (عنوان المجد) لكي أثري الموضوع وبالله التوفيق
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
كان بودي أن أنتقد هذا المؤلَّف، أو أرى من ينتقده؛ إلا أني أخشى الطرد و الإبعاد من هذا الملتقى الذي علمني كثيرًا!!
.
و بالتالي سأظل صامتًا!!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:45 م]ـ
إذا كان ثم نقد علمي مستند على أدلة فحيهلا بالفائدة فأهل الحديث كما نحسبهم (ولا نزكي على الله أحداً) لا يعظمون الرجال على حساب الحق
فإن كان نقدك مبني على غير أساس علمي فوفر على نفسك!!!!
ـ[أبو معطي]ــــــــ[05 - 12 - 06, 01:20 م]ـ
هناك وثائق (مراسلات ومبايعات وقسّاميات وماشابه ذلك) ظهرت مؤخراً بخط الشيخ عثمان بن بشر وابنه الشيخ محمد، وعددها لا بأس به مع العلم أنه في السابق يقلّ أن توجد وثائق أصليّة بخطه رحمه الله وغفر له، ومن هذه الوثائق مراسلات بينه وبين بعض العلماء مثل الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وغيره رحمهم الله تعالى
¥