تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسلمون والتَّقصير في خدمة كتاب الله

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 01 - 09, 03:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المسلمون والتَّقصير في خدمة كتاب الله (1/ 3)

محمد خير رمضان يوسف

تاريخ الإضافة: 10/ 01/2009 ميلادي - 13/ 1/1430 هجري

المسلمون والتَّقصير في خدمة كتاب الله (1/ 3)

دار المصاحف

للأثرياء لغةٌ لا أُتْقِنها؛ ولذلك لا أزورهم؛ حتى لا أزعجَهم بلغة العِلم، ولا يزعجوني بلغة المال، لكن الذي حَدَث أنَّني قُمْتُ بزيارةٍ لأحد كبارهم، وكان ذلك رغمًا عنِّي، فقد جاء بأخٍ لي شقيقٍ لم أَرَه منذ ربع قرن كامل، فقَدِم إلى البلد الذي أقيم فيه بواسطته؛ لِيَرَاني فقط، ثم يرجع، فكان عليَّ أن أُقَدِّمَ له واجب الشكر على الأقل، ولو لَمْ أطلب منه استقدامه؛ بل ما كنت أطلب منه ذلك، ولو لم أره حتى وفاتي.

وبدا لي في الجلسة القصيرة أن أكافئه ببضاعتي، وأردَّ له شيئًا منَ المعروف، يكون له فيه أجر كبير، وسنَّة حسنة، فأقبلتُ إليه باشًّا، وقلت: جزاكَ الله خيرًا على المكتبة التي أنشأتها - أيها الشيخ - فلا شك أنَّ الروَّاد يستفيدون منها؛ ولكن ما ميزة مكتبتكم بين المكتبات الموجودة في البلد؟

فَعَدَّد مناقبها، وذكر وظائفها، وأشار إلى الآلات الحديثة والسريعة التي اقتناها مما أفرزتها التقنيةُ الحديثةُ للمكتبات ومراكز المعلومات، وبيَّن أسعارها الغالية، وما إلى ذلك.

فقلتُ: هذا شيء طيبٌ تُشْكَرُون عليه، ويرتاح له المراجعون - إن شاء الله - ولكن كنتُ أودُّ أن تذكرَ لي الميزة التي تميَّزت بها مكتبتكم، مما لا يوجد منه في المكتبات الأخرى.

فصار يذْكُر مجموعاتِ المخطوطات، والكُتُبَ النادرة التي أَحْضَرَها، والدورياتِ القديمةَ، والبردياتِ والوثائقَ، التي قد لا توجد في مكتبات أخرى.

وما أن بدأتُ بِذِكْر سؤالي بصيغةٍ أخرى حتى لا أحرجه، إذا به يخرج عن خُلقه، ويرفع صوته، ويقوم مِن مَجْلِسه وهو غاضب، ويقول: ويقول: أنت جعلْتَ منَ المسألة ألف ليلة وليلة، ونامت شهرزاد، وسكتَ عنِ الكلام المباح، ليأتي مرة أخرى و ...

وعلمتُ أن بضاعتي غير مرخَّصة عنده، ولُغَتي غير مرحَّبٍ بها في مجلسه، وتجرَّعت كأس الصبر دقائق أخرى عنده؛ لأجل شقيقي الحنون، وأجَّلْتُ الحديث عنِ المشروع المقتَرَح؛ ليكبر ويستقل، ويكون فيه خير أكثر، ويهب الله تنفيذه لمن أراد له مثوبة أكبر.

لقد أحْبَبْتُ أن أقترحَ عليه مشروع مكتبة خاصَّة بالقرآن الكريم، يمكن أن تسمَّى "دار المصاحف"؛ يُجمع فيها ما يُمكن مِن مخطوطات المصاحف الشريفة، وتصوير ما لا يمكن منها ورقيًّا، أو ميكروفيلميًّا، أو نُسَخًا على الأقراص المُدْمَجة، ويدخل في المخطوط منها ما وجد على أوراق البردي، والجلود، والعظام، والأحجار، وقشور البيض، وما إلى ذلك.

إضافةً إلى جَمْع طبعات المصاحف منذ بَدْء الطباعة حتى تاريخه، سواء كانتْ طبعاتٍ قيِّمةً أم مُزَيَّفَة، في الشرق أو الغرب، ولو نُسخةً واحدة مِن كل منها، ويكون هذا مهمة هذه المكتبة، ويمكن أن يكونَ هذا قسمًا في مكتبة كبيرة.

وفائدةُ هذه المكتبة المُتَخَصِّصة تاريخيَّة توثيقيَّة علميَّة، وهي مفيدةٌ للعلماء والباحثينَ، في دراساتهم وبُحُوثهم القرآنية، وللرد على شُكُوك المُشَكِّكينَ والمُرجفينَ في شُبُهات عقيمة لهم حول تاريخ تدوين القرآن الكريم وأطواره.

وأزعم أنها بالإضافة إلى فائدتها العلميَّة المذكورة ستكون تحفةً إسلاميَّةً، وسابقة ثقافيَّةً تراثيةً لا تقدَّر، ولا يجاريها متحفٌ أو مكتبة في تخصُّصات أخرى؛ لمكانة القرآن الكريم أولاً، ولافتخار المسلمين وتباهيهم بما يملكونه أو يرثونه من مصاحفَ مخطوطةٍ، أو أنواع وأشكال نادرة منها، ويكون من بينها ما لا يخطُر على البال، فهناك مصاحف صغيرة جدًّا لا تتجاوَز السنتمتر الواحد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير