تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا لما أورد الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ بعض الحكايات وكلام الأقران بعضهم في بعض في كتابه " سير أعلام النبلاء " قال ـ رحمه الله تعالى ـ: 5/ 275: " كلام الأقران يطوى ولا يروى، فإن ذُكر، تأمله المحدّث فإن وجد له متابعا وإلا أعرض عنه " وقال مرةً (10/ 92): " كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى ... " ا. هـ.

والإنسان بشر، يغضب وتعتريه حِدّة نفَس،ويغلط في بعض الأحيان، فتصدر منه بعض الكلمات التي قد يتراجع عنها فيما بعد.

وقد يكون ذلك النقد وهماً من أحد النقاد بحيث يريد شخصا فيقع النقد على آخر، وهذا كثير في كتب الرجال والتراجم.

ومن الأمثلة على ذلك ـ وهو محل تأمل ـ أن ابن حبان جزم في أن النسائي أنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي، لا في أحمد بن صالح المصري الإمام الحافظ المشهور ـ كما في التقريب (48) ـ وهذا مبحث معروف عند أهل العلم، وهو مبحث: الرواة الذين يقع الاشتباه في أسمائهم، ولا يكاد يسلم من الوهم فيه إمام من الأئمة، رحمة الله على الجميع.

التنبيه الخامس:

أن ما ذكر من التنبيهات،ينبغي ألا يحدث ردة فعل عكسية،بحيث يبدأ الإنسان لا يقبل ثناءً ولا مدحا قيل في فلان إلا بعد التثبت والنظر، كلا، فجانب المدح والثناء على الشخص الأمر فيه أسهل، والخطب فيه أيسر، اللهم إلا إذا ترتب على توثيقه وتعديله أثراً في الحكم على الأحاديث النبوية، فهنا يأتي مجال الجرح والتعديل لرواة الحديث النبوي، ولهذا الميدان رجاله وفرسانه.

أما إذا كان المدح والثناء على شخص بكثرة التعبد، وبالزهد،وببر الوالدين، وصلة الأرحام، فلا حاجة هنا للبحث والتفتيش، إذْ الأصل في المسلم عموماً هو الخير والصلاح، فكيف إذا نقل هذا عن أهل علم وفضل وصلاح؟!.

وعلى كل حال: فإن الإنسان إذا اشتهر فضله،وذاع في الخير صيته، وعُرِف صلاحه عند صلحاء الأمة، كان ذلك برهانا على صلاحه،وأمر السرائر إلى الله تعالى، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ كما في الصحيحين ـ من حديث أنس – رصي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض ".

التنبيه السادس والأخير:

يقف بعض قراء السير على مواقف لبعض السلف – رضوان الله عليهم ـ، سواء كان ذلك الموقف في التعامل مع الأهل، أو مع الوالدين، أو مع الأصحاب، أو حتى مع السلاطين والحكام، فيتخذ من ذلك الموقف أو تلك القصة منهجا يتعامل به، وقد يكون ذلك الموقف غير صحيح من الناحية الشرعية،وهو إما اجتهاد مرجوح، أو غلط صدر منه وهو معذور فيه، لكنه لا يتابع عليه.

ومكمن الخطأ الذي قد يقع فيه البعض هنا، أنه يبدأ يتحاكم إلى هذا الموقف، فيصوب ما وافقه، ويخطّئ ما خالفه،وأشد من ذلك أن يجعل هذا الفعل منهجاً،فيقول: منهج السلف هكذا، وهذه طريقة السلف، وهو حينما يتحدث، ربما ليس في ذهنه إلا هذا المثال،مع أنه قد يتبين من خلال البحث أن ذلك الإمام مخالف من قِبَل آخرين من ممن شهدت لهم الأمة بالإمامة.

إن من الخطأ البين أن يختصر منهج السلف كله في منهج رجل أو رجلين، أصاب أو أخطأ!! إن منهج السلف – رضوان الله عليهم ـ يتشكل من النظر في سيرة عشرات بل مئات من الأئمة الذين عاشوا في تلك الحقبة المباركة من عمر هذه الأمة، فبمجموع ما ينقل عنهم ويُسْتقرأ من أحوالهم ـ إما كلُهم أو أغلبُهم على الأقل ـ يمكن أن يصف الإنسان ذلك المنهج بأنه منهج السلف أو بعبارة أدق: منهج كثير من السلف.

ومما ينبغي التنبه له أيضاً، معرفة منازل أولئك الأئمة،ومقدار بلائهم في الدين، علما وعملاً ودعوة،ولكل منهم قدره وفضله،لكن: " ولكل درجات مما عملوا ".

هذا ما أحببت الإشارة إليه في هذه العجالة، وفي اعتقادي أن الموضوع يحتاج إلى بسط ومزيد أمثلة، ولعل فيما تقدم تنبيه على ما لم يذكر،

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:33 ص]ـ

جزاك الله خير

ـ[الرايه]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:11 م]ـ

جزاك الله خير

وإياك

وهذا ملف به تفريغ محاضرة لوزير الشؤن الاسلامية الشيخ صالح ال الشيخ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير