تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك فرق كبير بين أن يبحث كل مَن يلزمه أمرٌ في القرآن، فيسأل ويبحث، وقد يسافر وينفق المال والجهد؛ حتى يحصل على ما يريد، أو جزء مما يريد، وبين أن تكون هناك مؤسسة تجمع هذه المعلومات، وتوفر جهود آلاف الساعات، وتكون المعلومات فيها أشملَ وأكثر تنويعًا على الغالب.

ولا يتصور أن يكون هذا عملاً مستحيلاً أو كبيرًا، بحيث لا يمكن حَصْرُه وجمع نواحيه؛ فإن الهمَّة والعزيمة مطلوبة، ولا يوجد يأس في حياة المسلم إذا كان متوكلاً على الله، والمشروع الذي يبدأ فيه ينمو ويكثر - بإذن الله - ويصير بعد عقد من الزمن كشجرة طيبة مباركة، تؤتي ثمارها لكل الناس، والله يوفق من أخلص في عمله، ويبارك فيه.

ويمكن الاستفادة من أعمال جاهزة، سبق أن قام بها أفراد أو مؤسسات، ثم يكمل ما بعده.

فقد قامت مؤسسة آل البيت في عمَّان بعمل شامل طيب، من خلال إصدار فهرس عام، يشمل بياناتِ جميع مخطوطات علوم القرآن في العالم، بالاستفادة من الفهارس العامة المطبوعة للمخطوطات في بلدان عديدة، وتلزم متابعة العمل وبذل الجهد؛ لإضافة ما استجدَّ من فهارس المخطوطات الجديدة، وبخاصة التي أصدرتها مؤسسة الفرقان في لندن.

وبالنسبة للكتب المطبوعة، فإن هناك "معجم مصنفات القرآن الكريم"، الذي سبق صُدوره في أربعة أجزاء منذ زمن، ويشمل المخطوط والمطبوع، ولعله صار ضِعْفَ حَجْمه، وسبق أن أعلنتْ جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت عن عزمها على طبعه بزياداته الجديدة إن أمكن، ولم يصدر.

والأفضل هو القيام بعمل جديد، من خلال متابعة الببليوجرافيات الوطنية التي تُصْدِرها كل دولة، وتخزنها في أقراص.

وأشير إلى عمل آخر يُستفاد منه، وهو تصنيف ما أثير من شبهات حول القرآن الكريم، من خلال الكتب والدراسات التي ألَّفها الملحدون، والعلمانيون، وأهل الكتاب، والمناوئون عامة، والخروج بكتاب مرجعي شامل، يردُّ على جميع هذه الشبهات، ونشره بلغات عالمية، وتوزيعه على مستوى دولي؛ حتى لا تبقى حُجَّة لأحد في عدم اتِّباع كتاب رب العالمين، وليكون تَبْرِئةً لذِمَّة المسلمين، وتبليغًا منهم لكتاب ربهم، ويكون هذا جزءًا من مشروع إسلامي عالمي لإخراج إصدارات موسوعية شاملة، في الموضوعات المهمة التي تخص دينهم، فهم مسؤولون عن تبليغ دين التوحيد، وتوصيله إلى الناس بلغاتهم.

إن جمع هذه المعلومات وتخزينها في وسائط إلكترونية، ومتابعة ما يستجدُّ منها، بالتعاون مع الجامعات والمراكز، والجمعيات والمؤسسات الثقافية، والمكتبات ومراكز المعلومات ودور النشر، وما إليها، وتجنيد الخبراء في مجال المكتبات والمعلومات، والإعلام والدعاية والنشر لأجل ذلك، وتصميم مواقع، وإصدار دوريات، ومتابعة نشاطات في هذا الشأن - كلُّ هذا يساعد على نشر ثقافة إسلامية وقرآنية عامة، وعلاقات ثقافية بين الشعوب الإسلامية خاصة، من خلال التنبيه إلى ترجمة الأعمال العلمية الرصينة التي كُتِبت في التفسير وعلوم القرآن إلى لغات عالمية، كما أن قيام مجموعة من المتخصصين بتصنيف هذه المعلومات موضوعيًّا يُبْرز النقصَ الحاصل في هذا المجال؛ مثل معرفة التفاسير التي تُرْجمت، واللغات التي لم تُترجم معاني القرآن إليها بعدُ، ويبعث الأمر على نشاطات فكرية وثقافية جديدة، من خلال ما تطرق إليه بلغات دون أخرى، والمعلومة تقدح المعلومة فتثيرها، والعلمُ يزيد بين اثنين.

إن إنشاء بنك معلومات عن القرآن الكريم، تأخَّر كثيرًا في ظل الثورة العلمية والثقافية، التي تنامت مع الاختراعات الجديدة في الطباعة والتخزين إلكترونيًّا، وسهل لنا ما لم نحلم به قبل سنوات، ولنقارن ما كان يقوم به أجدادنا من نسخ مخطوطات في شهور وسنوات، وهو في يومنا هذا لا يحتاج إلى أكثر من النسخ واللصق في ثوانٍ.

إننا أمة علم وإيمان، وأصحاب دعوة ورسالة، ودعاة إصلاح وتغيير، وعلينا أن نُثْبت أننا كذلك علميًّا وعمليًّا، وهذا اقتراح "معلوماتي" يتعلق بمصادر العلم والثقافة، والمعلومات جمع معلومة، والمعلومة من العلم، والعلم نحن له إن شاء الله، وهو في دعوتنا قائم على الحق، والعدل، والتوحيد، والنصح لكل الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير