تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أشير أخيرًا إلى أمر؛ لئلا يلتبس على القارئ أمرُه، وهو "المركز العالمي للقرآن الكريم"، الذي أسَّسه أحمد صبحي منصور، وهو مؤسس فرقة القرآنيين بمصر، ومنكر للسنة النبوية، أنشأه بأمريكا بعد تدريسه في جامعة هارفارد بسنة واحدة، ويُعتبر هاربًا من ملاحقات قضائية بمصر، حيث كان أستاذًا في جامعة الأزهر، ثم طُرد منها لإنكاره السنَّة.

أما كان على أهل السنة أن يكونوا سبَّاقين إلى إنشاء مركز عالمي لكتاب ربهم بحق؟!

أدعو الله - تعالى - أن يُلْهِم هذا المشروعَ القرآني عقولاً، ويحمس نفوسًا، ويثيرَ عزائم، لإيجاده على خريطة الواقع قريبًا - إن شاء الله.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 11:13 ص]ـ

المسلمون والتقصير في خدمة كتاب الله (3/ 3)

التفسير الصحيح للقرآن الكريم

محمد خير رمضان يوسف

مقالات للكاتب ( http://www.alukah.net/articles/1/authorarticles.aspx?authorid=338)

مقالات ذات صلة ( http://www.alukah.net/articles/1/4974.aspx#relatedArticles)

تاريخ الإضافة: 30/ 1/1430 هجري 27/ 01/2009 ميلادي

مدخل:

هل هناك تفسير صحيح لكتاب الله تعالى؟

من المؤسف أن أقول للقارئ: إنني لا أعرفُ له وجودًا، حتى عام 1420هـ على الأقل! وهذا أمر يدعو إلى العجب حقًّا، على الرغم من الاهتمام العظيم بالقرآن الكريم، ومن كثرة أهل العلم والتفسير على مدى قرون طويلة.

وعلى الرغم من أهمية هذا النوع من التفسير من بين جميع التفاسير التي وجدت، المأثورة المُسْنَدة، وتفاسير الرأي، والنحوية، والبلاغية، والفقهية، والإشارية، والبسيطة، والوسيطة، والموجَزة.

فأنواع التفاسير معروفة لدى القارئ، وكلها فيها الصحيح وغيره، وآراء وأقوال وروايات متعدِّدة، وفيها ما هو متبايِن ومخالف لبعضها البعض، وإذا أضيف إليها أسباب النزول، وفضائل الآيات والسور، ووجوه من القراءات، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك مما يورده المفسرون، كثر الضعيف، وربما الموضوع.

ولست بصدد بيان أهمية التفسير الصحيح من بين الأنواع الأخرى منه، فالماء الزلال الذي يأتي من عين صافية، غير الماء الذي يجري ويختلط به الطين وغيره، وتَزَوُّد المسلم بالمعلومات الصحيحة دون غيرها يُشَكل شخصيته الثقافية القوية، غير المضطربة، وغير المعوجَّة، ما عدا التأثيرَ السيئ لآراء وأفكار قد لا تكون سديدة، ولا يَخفى ما للإسرائيليات، والخرافات، والأحاديث الموضوعة من تأثير على عقيدة المسلمين، حيث يتناقلها بعضهم على أنها من الدين، فيكون من واجب العلماء الذَّودُ عن دين الله وتفسير كتابه، وتصفية ما شابه مما ليس منه.

والمطَّلع على التفاسير القديمة خاصة يعلم ما فيها من إسرائيليات وغيرها، كما تتعدد أقوال المفسرين في بيان معاني آيات، ويوردون آثار التابعين وأتباعهم بكثرة، حتى يضيع القارئ بينها.

المقصود بالصحيح:

إن المقصود بالصحيح هو ما ذكره المفسِّرون والعلماء من أن أفضل وأصح تفسير هو تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسيره بالسنة النبوية الكريمة، ثم بأقوال الصحابة - رضوان الله عليهم - الذين نهلوا من مَعِين السنة، وأخذوا العلم من رسول هذه الأمة - صلى الله عليه وسلم - ثم بأقوال تابعيهم - رحمهم الله - الذين تعلموا على أيديهم، وروَوا عنهم علوم الإسلام.

فهل هناك تفسير شامل مقتصر على ما ذُكر؟

إن الأمر ليس بهذه السهولة:

أ- فتفسير آيات القرآن يجب أن تكون صحيحة؛ حتى تفسَّر بآياتٍ من مثلها، والآيات المشابهة قد تكون من باب المبيِّن للمجمَل – يعني: تفصيلاً للموجز - وقد تكون هناك دلالات إضافية في الآية لمناسبة ما؛ لما فيها من زيادة كلمة أو كلمتين عن مثيلتها، فتحتمل زيادة معنى، وقد يكون التفسير قابلاً لهذا أو ذاك، أو لكليهما، فاحتمال أكثر من وجه وارد في الآيات لهذا السبب أو غيره؛ بل أعتبر ذلك من وجوه إعجاز القرآن الكريم، فقد تدلُّ الآية على معنيين يكون كلاهما صحيحًا؛ فقوله – تعالى -: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196]، يعني: حتَّى يبلغَ الهديُ مكان ذبحه، وهو للمُحصَر في المكان الذي حُصِرَ فيه، ولغير المحصَر في مِنى، فالآية شملت المعنيَين، وقد أورد العلماء تفصيلاً في هذا، وذكروا أن الحقَّ لا يتعدَّد، وأن الصحيح معنى منه، وما إلى ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير