تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم حنان]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:11 م]ـ

جرت مراسلت بين الطرفين، أرسل يوسف بن تاشفين إلى الفونس يعرض عليه الدخول في الإسلام أو الجزية أو الحرب، فغضب الفونش لهذه الرسالة ورد بكتاب عنيف مملوء بالوعيد، اكتفى ابن تاشفين بعبارة كتبها في ظهر الرسالة (الذي يكون ستراه).

جرت الإستعدادات في المسكرين، وقامت الأساقفة والرهبان برفع الصليب، ونشر الإنجيل، ووعظ يوسف وابن عباد أصحابهما، وأخذ الفقهاء والعباد يعظون الناس ويحثونهم على الصبر.

أراد الفونش أن يخدع المسلمين، فكتب إليهم يوم الخميس يخبرهم أن المعركة ستكون يوم الإثنين، لكن ابن عباد وابن تاشفين أدركا تلك الخديعة، وتأكد المسلمون من استعداد النصارى للحرب فاتخذوا الحذر، وبعد مضي جزء من الليل جاء الى ابن عباد الفقيه الناسك أبو العباس أحمد بن رميلة القرطبي فرحا مسرور، وبشره بالنصر لرؤيا راّها في النبي صلى الله عليه وسلم يبشره

فيها بالفتح والشهادة في سبيله.

ولما كان صباح الجمعة الثاني عشر من رجب سنة 479هجرية، زحف الفونش بجيشه على المسلمين، ودارت المعركة حامية الوطيس، شديدة الضراب، وفي بداية المعركة كان ابن عباد يقاتل مع أصحابه العدو وتأخر يوسف، حتى إذا اشتدت المعركة وقتل عدد كبير من أصحاب ابن عباد، وتكسر سيفه، ومات فرسه، فاستل سيفا اخر وركب فرسا ثانيا، واستأنف الهجوم والقتال،

ثم تحرك جيش ابن تاشفين وأشعلوا النيران، وهاجموا الأعداء من الخلف، وزحف باقي الجيش في صفوف منتظمة في أيديهم السيوف والحراب، فزلزلت الأرض، وأظلم النهار من كثرة الغبار،

وما أن حل المغرب حتى اضطر الفونش إلى الإنسحاب، بعد أن أصيب وأصيب من معه، وطورد الفارون في كل مكان حتى دخل الظلام، واستمرت المعركة يوما واحدا لاغير.

تسلل في الظلام مع الفونشو حوالي خمس مئة فارس مثخنين بالجراح، متجهين إلى طليطلة

حيث توفي أكثرهم في الطريق ولم يدخل معه طليطلة إلا حوالي مئة فارس.

ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:28 ص]ـ

عهد المرابطين 484 - 540 هجرية

يرجع تأسيس الدعوة والدولة المرابطية إلى قبيلة لمتونة، احدى بطون صنهاجة من البرانس (البربر)

، وكانوا يتلثمون فسموا بالملثمين.

وتعود أوليتها إلى يحيى بن ابراهيم الجدالي أمير جدالة (كدالة، بطن أخرى لصنهاجة)، توجه يحيى في جماعة إلى الحج مستخلفا ابنه ابراهيم، وعرجوا في عودتهم على القيروان للإستماع إلى بعض علمائها سنة 440 هجرية، واتصلوا هناك بأبي عمران موسى الفاسي شيخ المذهب المالكي وطلبوا أن يرسل معهم عالما يفقههم في الدين، لإنقطاعهم في الصحراء، فأرسل معهم عبدالله بن ياسين الجزولي، وصحبهم إلى ديارهم وبدأ يفقه الناس في دينهم ويعلمهم شريعة ربهم، أقام بن ياسين رباطا، والتف حوله جماعة انقادت له، مستوعبة هذا الفهم ومخلصة له، وبلغ عددهم حوالي ألف رجل، فأطلق عليهم اسم (المرابطون)

نتوقف قليلا هنا للتعليق: لو تأملنا قيام الدولة المرابطية وكيف كانت بدايتها بتعليم ابن ياسين

للناس دينهم، لأدركنا مدى تاثير العلم والعلماء على الناس، نحن - في هذا الزمان- بحاجة إلى العلماء الربانيين القياديين الذين يقودون الامة روحيا، ودورنا نحن كطلبة علم أن نكون خير قدوة للناس، وان نحرص على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء بسنته حتى يكون لنا تاثير

ودور في دعوة الناس إلى الخير، وتوجيه أفراد الامة إلى مافيه صلاحهم، وان نقرن العلم بالعمل

فبهما يكون الفلاح لنا ولأمتنا، ولتكن ثقتنا في انفسنا كبيرة، فنحن بإذن الله منتصرون على أعدائنا مهما طال الزمن (وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لايشركون بي شيئا)

ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:17 م]ـ

كان ممن التف حول عبدالله بن ياسين زعيم قبيلة لمتونة"يحيى بن عمر بن إبراهيم "، وخلفه بعد وفاته أخوه أبوبكر بن عمر، وكان -كأخيه- مثال الإخلاص والتضحية.

حدث خلاف بين بعض قبائل صنهاجة سنة 463هجرية، دعي أبو بكر عمر للتوجه من أجل حسمه، وأوكل إدارة الدولة لابن عمه يوسف بن تاشفين، فأدارها بمقدرة ومهارة، الأمر الذي أكسبه مكانة عالية، وعرف كرجل دولة، بجانب شهرته العسكرية التي ظهرت في مهام كلفه بها أبوبكر بن عمر.

وحين عاد أبوبكر ورأى حال الدولة ومايتمتع به يوسف من مكانة، تنازل ليوسف، الذي استمر حكمه حتى وفاته سنة 500 هجرية.

قلت: كان موقف أبي بكر عظيما حين تنازل ليوسف بن تاشفين عن الحكم؛ حين تتشرب القلوب عقيدة التوحيد تختفي المصالح الشخصية وتؤثر مصلحة الجماعة على المصالح الفردية؛ فكانت النتيجة ظهور قائد عظيم أحرز للمسلمين انتصارات عظيمة.

إذن لنتعلم التضحية من اجل الدين، فماأضعفنا إلا الفردية وحب الذات، ولو أردنا النجاح لاعتبرنا من أحداث التاريخ، فليسع كل منا إلى التوحد ونبذ التفرق (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير