[هل كان ورقة بن نوفل على دين سيدنا عيسى عليه السلام قبل البعثة؟]
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[13 - 12 - 06, 01:07 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم, أما بعد:
السلام عليكم إخوتي في الإسلام , لقد دخلت في مناقشة مع أحد إخوتي في حال ورقة بن نوفل قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم , و كنت لا أعلم دليلا قطعيا على أن ورقة بن نوفل كان على دين سيدنا عيسى عليه السلام أو أنه كان مع أهل الباطل من النصارى , و لكن أخي إستشهد بقول سمعه من الشيخ محمد حسان و أسمعني إياه و هو أن ورقة بن نوفل كان على دين سيدنا عيسى عليه السلام. و لكني لم أجد دليلا على ذلك , فإن كان من أهل العلم من يعلم الدليل فلا يبخل علينا من علمه. و جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - 12 - 06, 05:02 ص]ـ
هذا الكلام من: (الرد على القس أبى موسى الحريري و الآب يوسف الحداد ( http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=3331) )
جاء في البداية والنهاية لابن كثير: 2/ 340:
" أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدالله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث كانوا ثم صنم لهم يجتمعون إليه قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا كانوا يعظمونه وينحرون له الجزور ثم يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب الثالثة فلما رأوا ذلك اغتموا له وأعظموا ذلك فقال عثمان بن الحويرث ماله قد أكثر التنكس إن هذا لأمر قد حدث وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عثمان يقول أيا صنم العيد الذي صف حوله صناديد وفد من بعيد ومن قرب تنكست مغلوبا فما ذاك قل لنا أذاك سفيه أم تنكست للعتب ... ".
إذن ورقة ظل يعبد الأصنام طيلة 60 سنة و لم يكن نصرانيًا قبل ذلك!
بعد هذه الفترة خرج ورقة بن نوفل يطلب الدين الأصح بعد أن استمر في عبادة الأصنام 60 سنة، فما الدين الذي اتبعه بعد ذلك؟
جاء في " الاستيعاب " في أثناء الحديث عن زيد بن عمرو 2/ 616 " ومن خبره في ذلك خرج في الجاهلية يطلب الدين هو وورقة بن نوفل فلقيا اليهود فعرضت عليهما يهود دينهم فتهود ورقة.ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم فترك ورقة اليهودية وتنصر وأبى زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذلك وقال: ما هذا إلا كدين قومنا نشرك ويشركون"!
ثم لقى ورقة بعض الرهبان الذين كانوا على دين عيسى عليه السلام الذى لم يتبدل فأمن به و صار نصرانيًا حنيفيًا موحدًا لا نصرانيًا بولسيًا مثلثًا , يعبد الله و يؤمن برسالة المسيح عليه السلام الحقة من أنه ليس إلا عبد جاء ليبين لبنى اسرائيل بعض الذى فيه يختلفون و جاء ليبشر بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه و سلم.
قال الحافظ ابن حجر: (وكان (ورقة) قد لقي من بقي من الرهبان على دين عيسى ولم يبدل، ولهذا أخبر بشأن النبي صلى الله عليه وسلم والبشارة به، إلى غير ذلك مما أفسده أهل التبديل .... وأما ما تمحل له السهيلي من أن ورقة كان على اعتقاد النصارى في عدم نبوة عيسى ودعواهم أنه أحد الأقانيم فهو محال لا يعرج عليه في حق ورقة وأشباهه ممن لم يدخل في التبديل ولم يأخذ عمن بدل) (فتح البارى فى شرح صحيح البخارى – كتاب بدء الوحي -).
و قد سألت الأخ صاحب الموضوع:
كلام ابن حجر لم أجد مثله لغيره ... فهل كتب ذلك مترجم، أن ورقة كان على النصرانية السليمة (التوحيد) بأن قابل بعض الرهبان الصالحين أو: هل أسند ابن حجر هذا الخبر؟
فأجاب:
بالنسبة لسؤالك , فاعلم أن الحافظ إبن حجر ما كان ليروي الخبر إلا و عنده علم واسع بصحة الخبر و تواتره , فهو من فحول علماء الحديث على مر العصور.
و أذكرك أخي الحبيب برواية لأبي نعيم بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه في هذه القصة أن خديجة أولاً أتت ابن عمها ورقة فأخبرته الخبر فقال: (لئن كنت صدقتني إنه ليأتيه ناموس عيسى الذي لا يُعَلِمُه بنو إسرائيل أبناءهم) أى النصرانية التى لا يعتقدها النصارى و لا التي يُعلمها النصارى أبناءهم , بل النصرانية الحنيفية التى جاء بها المسيح عليه السلام , و هذه الرواية ذكرها الحافظ في فتح الباري , و هذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ورقة كان على التوحيد العيسوي لا على الشرك البولسي!
كما أن الناظر إلى روايات بدء الوحي يجد أن ورقة قد شهد للنبي صلى الله عليه و سلم بأنه نبي أخر الزمان , و أنه المبشر به في أسفار السابقين , و أنه لو أدركه حين يخرجه قومه لكان ناصره , و إلى غير ذلك مما يبين بجلاء إعتقاد ورقة و دينه , و حسبنا شهادة النبي صلى الله عليه و سلم لورقة بأنه من أهل الجنة و هو الذي قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم: ما من يهودي و لا نصراني يسمع بالذى أرسلت به و يعرض إلا كان من أهل النار.
و أختم بمقولة الحافظ إبن حجر:
(وأما ما تمحل له السهيلي من أن ورقة كان على اعتقاد النصارى في عدم نبوة عيسى ودعواهم أنه أحد الأقانيم فهو محال لا يعرج عليه في حق ورقة وأشباهه ممن لم يدخل في التبديل ولم يأخذ عمن بدل) (فتح البارى فى شرح صحيح البخارى – كتاب بدء الوحي -).
¥