تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي ذكر أنه من أهل الحيرة هو عبد الله بن السوداء و لم يتعرض لابن سبأ بشيء، لهذا لا يمكننا أن نجزم بأن البغدادي نسب ابن سبأ المشهور في كتب الفرق و مؤسس فرقة السبأية إلى الحيرة، فلعله قصد شخصاً آخر غيره، و مما يدل على أنه لا يعني ابن سبأ، أنه قال عند حديثه عن عبد الله بن السوداء: (كان يعين السبأية على قولها)، فدل على أنه غير مؤسس السبأية.

أما ابن كثير فلا أعلم أحداً من المؤرخين وأصحاب المقالات وافقه في نسبة ابن سبأ إلى (الروم)، و قد جاء في بعض النسخ المطبوعة من البداية والنهاية كلمة (ذمياً) بدل (رومياً) انظر الطبعة الثانية (7/ 173) مكتبة المعارف، فلعل أصل الكلمة ذمياً و لكن حدث في الكلمة تصحيف من قبل النساخ، وكون ابن سبأ ذمياً لا ينافي ما تناقله العلماء من كونه يهودياً. و لهذا لا يعارض قوله هذا ما اشتهر نقله في كتب التاريخ والفرق من أن أصل ابن سبأ من اليمن.

فترجح بهذا أن ابن سبأ من اليمن و نحن لا نقطع بنسبته إلى قبيلة معينة لعدم توفر الأدلة على ذلك. و الله أعلم.

و قد اختلف المؤرخون وأصحاب المقالات أيضاً في نسبة ابن سبأ لأبيه، فمنهم من ينسب ابن سبأ من جهة أبيه إلى (وهب) كما عند البلاذري في أنساب الأشراف (5/ 240)، و الأشعري القمي في المقالات والفرق (ص 20) والذهبي في المشتبه في الرجال (1/ 346) و المقريزي في الخطط (2/ 356).

أما من قال أنه: (عبد الله بن وهب الراسبي) كما هو عند الأشعري القمي في المقالات (ص 20)، فلعل ذلك وقع نتيجة الخلط بين عبدالله بن سبأ هذا و بين عبد الله بن وهب الراسبي صاحب الخوارج، و هناك فرق بين الشخصيتين ما لا يخفى على مطلع، فعلى حين يكتنف شخصية ابن سبأ الغموض في المنشأ و الممات، نجد شخصية الراسبي واضحة المعالم، فهو رأس الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه، شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 172)، و هو المقتول في وقعة النهروان، العبر في خبر من غبر للذهبي (1/ 44)، و قبل ذلك فقد عرفت حياته أكثر من ابن سبأ، فقد شارك في الفتوح – فتوح العراق – وكان مع علي ثم خرج عليه خروجاً صريحاً. أنظر آراء الخوارج لعمار الطالبي (ص 94).

و مما يؤكد الفرق بين الاسمين ما نص عليه السمعاني في الأنساب (7/ 24) بقوله: (عبدالله بن وهب السبئي رئيس الخوارج، و ظني أن ابن وهب هذا منسوب إلى عبد الله بن سبأ).

و هناك من ينسب ابن سبأ من جهة أبيه أيضاً إلى حرب، كما فعل الجاحظ في البيان والتبيين (3/ 81)، و هو ينقل الخبر بإسناده إلى زحر بن قيس قال: (قدمت المدائن بعد ما ضرب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فلقيني ابن السوداء و هو ابن حرب .. ).

ومعظم أهل العلم ينسبون ابن سبأ من جهة أبيه إلى سبأ، فيقولون: (عبد الله بن سبأ)، ومن هؤلاء البلاذري في أنساب الأشراف (3/ 382) ابن قتيبة في المعارف (ص 622) و الطبري في التاريخ (4/ 340) وأبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/ 86)، والشهرستاني في الملل والنحل (1/ 174)، والذهبي في الميزان (2/ 426) وابن حجر في لسان الميزان (3/ 290)، وابن عبد ربه في العقد الفريد (2/ 405) و شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/ 483)، وابن حبان في المجروحين (2/ 253) والجوزجاني في أحوال الرجال (ص38) و المقدسي في البدء والتاريخ (5/ 129) والخوارزمي في مفاتيح العلوم (ص 22) وابن حزم في الفصل في الملل والنحل (4/ 186) و الأسفرايني في التبصرة في الدين (ص 108) وابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 3)، والسمعاني في الأنساب (7/ 24) و ابن الأثير في اللّباب (2/ 98)، و غيرهم الكثير. و من الرافضة: الناشئ الأكبر في مسائل الإمامة (ص 22 - 23)، و الأشعري القمي في المقالات والفرق (ص 20) و النوبختي في فرق الشيعة (ص 22).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير