تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الغيب والشهادة]

ـ[ناجح سلهب]ــــــــ[28 - 01 - 09, 04:40 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[الغيب والشهادة]

كتبها ناجح سلهب

"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ" سورة الأنعام, الآية 73

أن يشهد المرء أمرا أي أن يكون حاضرا إياه فيحسه ويشعر به, و الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ, فأمَّا قوله جلَّ وعزَّ: شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُو [آل عمران 18]، فقال أهلُ العِلم: معناه أَعلَمَ الله عزَّ وجلَّ، بيَّن اللهُ، كما يقال: شَهِدَ فلانٌ عند القاضي، إذا بيَّنَ وأعلَمَ لمن الحقُّ وعلى مَنْ هو.

فإن حصل العلم بحضور الشيء بوساطة حواس الانسان من سمع وبصر وشم ولمس وغيرها فهو شهادة.

فأصل الشهادة الحضور. وهو علم حاضر على ما هو كائن. والمشاهدة من معانيها المعاينة.

أما الغيب فهو ما استتر واختفى عن الحواس فما هو بحاضر.

فالشمس وهي تحت النظر فهي مشاهدة أي حاضرة للشعور, فإن غربت فما عادت بحاضرة فهي غائبة أي أصبحت غيبا.

ويفقد الغيب معناه إن لم يكن قابلا لأن يكون شهادة, وتجد أن خلق الله العلي العظيم إما أن يكون مستترا مخفيا فهو غيب وإما أن يزول حجاب الغيب عن شيء منه فيصير شهادة بسلطان الحواس والعلم.

وعلينا أن نعرف أن علم الله عز وجل لا تحده حجب ولا يتعلق بوسائط وحواس فهو ليس كمثله شيء, فالغيب له علم كالشهادة, وهو صاحب الغيب فلا يصير شهادة إلا بإذنه العلي القدير.

" قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " البقرة 33

" وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "

النحل 77.

والغيب كغيب بالنسبة للإنسان لا يمكن أن يعلمه أبدا إلا بعد أن يصير شهادة وذلك إما بوصوله لحواس الإنسان وإما بنقل خبره من ثقة.

" ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ" آل عمران 44

" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " هود 49

فهنا أصبحت تلك المغيبات علما بعد أن تم نقل نبأها.

وهنا ننوه أن العلم هو كل ما من شأنه أن يكون معلوما, أي له علامات تشير إليه فهناك إشارات ودلالات يتم متابعتها لحضور العلم عن ذلك الشيء المبحوث, وهنا دل الوحي على تلك الأنباء المغيبات فأصبحت علما.

173160 - سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: " اللهم! رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل. فاطر السماوات والأرض. عالم الغيب والشهادة. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ".

الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 770

خلاصة الدرجة: صحيح

المهم أن نعرف جيدا أن لا يمكن أن ندرك الغيب إلا بعد أن يصير شهادة أو ينقل نبأه من لدن عليم.

2611 - مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة}

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4778

خلاصة الدرجة: [صحيح]


2589 - مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4697
خلاصة الدرجة: [صحيح]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير