تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الكشي فقد جزم بأن علياً رضي الله عنه قد أحرق عبد الله بن سبأ مع جملة أصحابه، و قد نقل أكثر من رواية تنص على أن علياً حينما بلغه غلو ابن سبأ و دعواه الألوهية فيه، دعاه و سأله فأقر بذلك، و طلب إليه أن يرجع عن ذلك، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار. انظر هذا النص عند الناشئ الأكبر في مسائل الإمامة (ص 22).

ثالثاً: الأدلة على كون علي أحرق جماعته، ومن ثم نفى ابن سبأ إلى سباط.

ذكر ابن تيمية في منهاج السنة (1/ 23، 30) و (3/ 459) و ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 10) و الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء و البدع للملطي (ص 29 - 30): أن علياً حرّق جماعة من غلاة الشيعة و نفى بعضهم، و من المنفيين عبد الله بن سبأ.

و ذكر البغدادي في الفرق بين الفرق (ص223): أن السبئية أظهروا بدعتهم في زمان علي رضي الله عنه فأحرق قوماً منهم و نفى ابن سبأ إلى سباط المدائن إذ نهاه ابن عباس رضي الله عنه عن قتله حينما بلغه غلوه فيه و أشار عليه بنفيه إلى المدائن حتى لا تختلف عليه أصحابه، لاسيما و هو عازم على العودة إلى قتال أهل الشام.

و قال الشهرستاني في الملل والنحل (1/ 155): السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي كرم الله وجهه: أنت أنت، يعني الإله، فنفاه إلى المدائن.

و قال الجوزجاني في أحوال الرجال (ص 38): أن من مزاعم عبد الله بن سبأ ادعاءه أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، و علمه عند علي، و أن علياً نفاه بعدما كان هم به.

والراجح في هذه المسألة أن ابن سبأ لم يحرق بل نفي إلى سباط في المدائن، كما قال بذلك الكثير من أهل العلم، والأدلة على كونه نفي ولم يحرق، ما ذكرته قبل قليل من كونه لم يحرق بل نفي إلى سباط، و ما سيأتي من كون ابن سبأ له ظهور بعد مقتل علي رضي الله عنه، و يكفي الباحث أن يقف على هذه العبارات التي تجدها في كثير من المصادر ليتبين له أن ابن سبأ لم يحرق مع طائفته:-

قال ابن سبأ لمن جاءه بنعي علي رضي الله عنه: (لو أتيتنا بدماغه في سبعين صرة ما صدقناك، و لعلمنا أنه لم يمت، و إنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه. مسائل الإمامة للناشئ الأكبر (ص 22) و كذلك أنظر إلى دلالة العبارة في الفرق بين الفرق للبغدادي (ص 234)، و البدء والتاريخ لابن طاهر المقدسي (5/ 129)، والمقالات والفرق للقمي (ص20 - 21) والبيان والتبيين للجاحظ (3/ 81) و المجروحين لابن حبان (1/ 298) و تثبيت دلائل النبوة للهمذاني (2/ 549) و فرق الشيعة للنوبختي (ص 43).

ذكر الصفدي في ترجمة ابن سبأ: ابن سبأ رأس الطائفة السبئية ... ، قال لعلي رضي الله عنه أنت الإله، فنفاه إلى المدائن، فلما قُتل علي، زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءاً إلهياً و أنّ ابن ملجم قتل شيطاناً تصوّر بصورة علي، و أن علياً في السحاب، و الرعد صوته و البرق سوطه، و أنه سينزل إلى الأرض. الوافي بالوفيات (17/ 190).

و جاء في الفرق الإسلامية للكرماني (ص 34): أن علياً رضي الله عنه لما قتل زعم عبد الله بن سبأ أنه لم يمت وأن فيه الجزء الإلهي.

و يذكر أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/ 85)، عبد الله بن سبأ و طائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أنّ علياً لم يمت و أنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

و هذا الذي ذكرت لا يعني أنه لم يقتل بيد غيره، لكن و حسب علمي القاصر واطلاعي على الكثير من الكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع، فإنه لم يرد فيها ذكر شيء من هذا القبيل.

و لكن: هذا لا يمنع بأن جميع من شارك أو أعان في قتل عثمان رضي الله عنه قد قتل أو أصابه الله بعقاب من عنده، و إن الله عز وجل لم يهمل الظالمين بل أذلهم و أخزاهم و انتقم منهم فلم ينج منهم أحد، و هاكم بعض الأمثلة على ذلك:-

روى خليفة في تاريخه (ص175). بإسناد صحيح: أن أول قطرة قطرت من دمه - أي عثمان - على المصحف، ما حكت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير