تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أخرج أحمد بإسناد صحيح عن عَمْرة بنت أرطأة العدوية قالت:خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة، فمررنا بالمدينة و رأينا المصحف الذي قتل و هو في حجره، فكانت أول قطرة من دمه على هذه الآية {فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم} قالت عمرة: فما مات منهم رجل سوياً. انظر: فضائل الصحابة (1/ 501) بإسناد صحيح. و أخرجه أيضاً في الزهد (ص127 - 128).

روى ابن عساكر في تاريخه (39/ 446 - 447) عن ابن سيرين قال: كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي و ما أظن أن تغفر لي! قلت: يا عبد الله! ما سمعت أحداً يقول ما تقول! قال: كنت أعطيت الله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قتل و وضع على سريره في البيت، و الناس يجيئون فيصلون عليه فدخلت كأني أصلي عليه، فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه و سجيته و قد يبست يميني، قال محمد بن سيرين: رأيتها يابسة كأنها عود.

و عن قتادة أن رجلاً من بني سدوس قال: كنت فيمن قتل عثمان فما منهم رجل إلا أصابته عقوبة غيري، قال قتادة: فما مات حتى عمي. أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 102).

و روى مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن البصري يقول: ما علمت أحداً أشرِك في دم عثمان رضي الله

عنه و لا أعان عليه إلا قُتل. و في رواية أخرى: لم يدع الله الفسقة - قتلة عثمان - حتى قتلهم بكل أرض. تاريخ المدينة المنورة لابن شبّة (4/ 1252).

دور هذا اليهودي في نشأة الرافضة، وسيكون الحديث فيها عن الجانب الديني الذي قام به عبد الله بن سبأ في تلك الفتنة لإبعاد المسلمين عن دينهم.

قام هذا اليهودي الخبيث بدعوة من اغتر به من عوام المسلمين إلى بعض المبادئ اليهودية وغلف دعوته هذه بالتظاهر بحب آل البيت والدعوة إلى ولايتهم والبراءة من أعدائهم، فاغتر به جماعة ممن لم يتمكن الإسلام في قلوبهم من الأعراب و حديثي العهد بالإسلام، حتى غدوا يكونون فرقة دينية تخالف في عقيدتها العقيدة الإسلامية وتستمد أفكارها ومبادئها من الديانة اليهودية.

فانتسبت هذه الفرقة إلى مؤسسها ومبتدعها ابن سبأ، فأطلق عليها السبأية ومن السبأية استمدت الرافضة عقيدتها وأصولها فتأثرت بتلك المبادئ اليهودية المغلفة التي دعا إليها ابن سبأ.

ولهذا اشتهر بن العلماء أن عبد الله بن سبأ هو أول من ابتدع الرفض وأن الرفض مأخوذ من اليهودية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/ 483): و قد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ، فإنه أظهر الإسلام وأبطن اليهودية و طلب أن يفسد الإسلام، كما فعل بولص النصراني – الذي كان يهودياً – في إفساد دين النصارى.

و قال في موضع آخر من الفتاوى (4/ 428): إن الذي ابتدع الرفض كان يهودياً أظهر الإسلام نفاقاً، و دس إلى الجهال دسائس يقدح بها في أصل الإيمان، و لهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة.

ويقول أيضاً في موضع آخر من الفتاوى (4/ 435): وأصل الرفض من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق، وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه، وادعى العصمة له و لهذا لما كان مبدأه من النفاق قال بعض السلف: حب أبي بكر وعمر إيمان و بغضهما نفاق، و حب بني هاشم إيمان و بغضهم نفاق.

قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية (ص 578): إن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق، قصد إبطال دين الإسلام والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر العلماء، فإن عبد الله بن سبأ لما أظهر الإسلام، أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره و خبثه، كما فعل بولص بدين النصرانية، فأظهر التنسك ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى سعى في الفتنة عثمان و قتله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير