[القاعدون في الفتنة ... وقعودهم لا يعني تخلفهم عن بيعة علي رضي الله عنه]
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 12 - 06, 11:48 م]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[القاعدون في الفتنة ... وقعودهم لا يعني تخلفهم عن بيعة علي رضي الله عنه]
فقد كانت لي مشاركة سابقة رداً على إستفسار طرحه أحد الإخوة الفضلاء بالمنتدى حول تخلف بعض الصحابة رضوان الله عليهم عن بيعة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، وبينت فيه موقف الصحابة من بيعتهم لعليّ وأنه لم يتخلف عن البيعة أحد من السابقين من المهاجرين أو الأنصار، وأن التخلف أو القعود عن القتال مع عليّ رضي الله عنه لا يعني التخلف عن البيعة.
وها أنا أُعيد ما ذكرته من موقف كل صحابي ممن توهم البعض أنه تخلف عن بيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
من القاعدين فى الفتنة سعد بن أبى وقاص، أسامة بن زيد، عبد الله بن عمر، محمد بن مسلمة، أبو بكرة، الأحنف بن قيس رضى الله عنهم جميعا، وآخرين.
أولا: سبب تخلف أسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص عن القتال مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم
أخرج البخاري في الصحيح (7110):
حدثنا على بن عبد الله حدثنا سفيان قال: قال عمرو اخبرني محمد بن على لن حرملة مولى اسامه اخبره قال عمرو وقد رأيت حرملة قال: " أرسلنى أسامة إلى علىّ وقال: إنه سيسألك الآن فيقول: ما خلف صاحبك؟ فقل له: يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره، فلم يعطني شيئا، فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا لي راحلتي."
قال الحافظ فى الفتح (13/ 83):
قوله: (وقال انه سيسألك الآن فيقول:ما خلف صاحبك ... الخ) هذا هيأه أسامة اعتذارا عن تخلفه عن عليّ لعلمه أن عليا كان ينكر على من تخلف عنه ولا سيما مثل أسامه الذي هو من أهل البيت، فاعتذر انه لم يتخلف ضنا منه بنفسه عن علىّ ولا كراهة له، وأنه لو كان في أشد الأماكن هَوْلاً لأحب أن يكون معه فيه ويواسيه بنفسه، ولكنه إنما تخلف لأجل كراهيته فى قتال المسلمين وهذا معنى قوله " ولكن هذا أمر لم أره ".
قوله (لو كنت فى شدق الأسد) بكسر المعجمة .......................... ،
وهو كناية عن الموافقة حتى فى حالة الموت، لان الذى يفترسه الأسد فى شدقة فى عداد من هلك.
قال ابن بطال: أرسل أسامة إلى عليّ يعتذر عن تخلفه عن حروبه، ويعلمه أنه من أحب الناس إليه،وأنه يحب مشاركته فى السراء والضراء، إلا أنه لا يرى قتال المسلم،قال:والسبب فى ذلك انه لما قتل ذلك الرجل ـ يعنى الماضي ذكره فى " باب ومن أحياها " في أوئل الديات ولامه النبى صلى الله عليه وسلم بسبب ذلك، وآلى على نفسه أن لا يقاتل مسلما، فذلك سبب تخلفه عن عليّ فى الجمل وصفين. انتهى ملخصا.
وأخرج البخاري فى صحيح (6872):
حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا هشيم حدثنا أبو ظبيان " قال سمعت أسامة بن زيد بن حارثة رضى الله عنه يحدث قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة من جهينة، قال فصحبنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، قال فلما غشيناها قال: لا اله إلا الله، قال: فكف عنه الأنصارى فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم، قال: فقال لي: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا الله إلا الله؟ قال قلت: يا رسول الله إنه إنما كان متعوذا، قال: قتلته بعد ما قال لا الله إلا الله؟ قال: فما زال يكررها على حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك".
قال ابن حجر في الفتح (12/ 235):
قال ابن بطال: كانت هذه القصة سبب حلف أسامة أن لا يقاتل مسلماً بعد ذلك، ومن ثم تخلف عن عليّ فى الجمل وصفين.
قلت (أى ابن حجر): وكذا وقع فى رواية الأعمش المذكورة
" إن سعد بن أبى وقاص كان يقول لا أقاتل مسلماً حتى يقاتله أسامة " اهـ
قلت صلاح الدين:
الشاهد مما سبق أن أسامة وسعد رضي الله عنهما امتنعا عن المشاركة في القتال، ولا يعنى هذا امتناعهما من البيعة،إذ أنه لا يتصور أن يرسل عليّ إلى أسامة مطالباً له بمناصرته دون أن يكون أسامة بايعه على الخلافة! كما سيتبين ذلك في توقف الأحنف بن قيس في قتال الجمل.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 12:02 ص]ـ
الحمد لله
¥