تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

موقف الأحنف بن قيس رضي الله عنه من البيعة والقتال

أخرج البخاري فى صحيحه (7083)

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد عن رجل لم يسمه عن الحسن قال: " خرجت بسلاحي ليالي الفتنه، فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار، قيل: فهذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: انه أراد قتل صاحبه "

قال حماد بن زيد، فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد وأنا أريد إن يحادثني، به فقالا: إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبى بكرة، حدثنا سليمان حدثنا حماد بهذا، وقال مؤمل حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس وهشام ومعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف عن أبى بكرة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ورواه معمر عن أيوب، ورواه بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبى بكرة، قال غندرحدثنا شعبه عن منصور عن ربعي بن حشاش عن أبى بكرة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يرفعه سفيان عن منصور.

الشاهد من الحديث قول الأحنف رضى الله عنه: " خرجت بسلاحي ليالي الفتنة ".

قال الحافظ فى الفتح (13/ 40): المراد بالفتنة الحرب التى وقعت بين عليّ ومن معه وعائشة ومن معها، وقوله: " خرجت بسلاحي " فى رواية عمر بن شبة عن خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن" عن الأحنف قال: التحفت علىّ بسيفيِ لأتى عليا لأنصره "، .......... ،

وقوله: " نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم " فى رواية مسلم " يريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعنى عليا " قال فقال لى: يا أحنف ارجع ". اهـ

ومن المعلوم أن الأحنف اعتزل القتال فى وقعة الجمل رغم انه كان قد بايع لعلى، فدل ذلك على أن التخلف عن القتال لا يعنى عدم المبايعة، كما انه قاتل بعد ذلك فى صفين مع علىّ.

قال الحافظ فى الفتح (13/ 43):

تنبيه: ورد فى اعتزال الأحنف القتال فى وقعة الجمل سبب آخر، فاخرج الطبرى بسند صحيح عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو عن جاوان قال: " قلت له أرأيت اعتزال الأحنف ما كان؟ قال: سمعت الأحنف قال: حججنا فإذا بالناس مجتمعون فى وسط المسجد ـ يعنى النبوي ـ وفيهم على والزبير وطلحة وسعد إذا جاء عثمان " فذكر قصة مناشدته لهم فى ذكر مناقبه، قال الأحنف: فلقيت طلحة والزبير فقلت: أنى لأرى هذا الرجل ـ يعنى عثمان ـ إلا مقتولا، فمن تامرانى به؟ قالا: على، فقدمنا مكة فلقيت عائشة وقد بلغنا قتل عثمان فقلت لها: من تأمريني به؟ قالت: على، قال: فرجعنا الى المدينة فبايعت عليا ورجعت الى البصرة فبينما نحن كذلك إذ أتاني آت فقال: هذه عائشة وطلحة والزبير نزلوا بجانب الخريبة يستنصرون بك، فأتيت عائشة فذكرتها بما قالت لى، ثم أتيت طلحة والزبير فذكرتهما " فذكر القصة وفيها " قال فقلت والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أقاتل رجلا أمرتمونى ببيعته، فاعتزل القتال مع الفريقين. اهـ

وهذا يؤكد ما ذهبتُ إليه من أن التخلف عن القتال مع علىّ رضى الله عنه لا يعنى التخلف عن مبايعته.

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 12:14 ص]ـ

الحمد لله

موقف الصحابي عبد الله بن بديل بن ورقاء الخز اعي رضي الله عنه

وهناك موقف مغاير لموقف الأحنف وقفه الصحابي عبد الله بن بديل بن ورقاء الخز اعي

ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 71) حيث قال:

وأخرج ابن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن أبزي قال: انتهى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى إلى عائشة يوم الجمل وهى في الهودج فقال يا أم المؤمنين أتعلمين أنى أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني، فقلت إلزم عليا؟ فسكتت، فقال: اعقروا الجمل فعقروه، فنزلت أنا وأخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناه بين يدي علىّ فأمر بها فأدخلت بيتا.

قلت (صلاح الدين):

أي أن الأحنف امتنع عن القتال يوم الجمل، في حين أنه شارك مع عليّ في صفين! بينما شارك ابن بديل بن ورقاء في الجمل وصفين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير