تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القَوْلُ المَأْمُولُ فِي تَكْذِيبِ مَا نُسِبَ إِلَى حَوَارِيِّ الرَسُوْلِ

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[31 - 08 - 04, 01:08 ص]ـ

القَوْلُ المَأْمُولُ فِي تَكْذِيبِ مَا نُسِبَ إِلَى حَوَارِيِّ الرَسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ؛

كَمَا هِي طَرِيْقَةُ الرَّافِضَةِ وَالمبتدعَةِ فِي كُلِ زَمَانٍ التَّنْقِيبُ فِي كُتُبِ أَهْلِ السُّنَّةِ لَعَلَّهم يَجِدُونَ مَا يُقَوِّي جَانِبَ الكَذِبِ وَالكُفْرِ الَّذِي فِي كُتُبِهِم، فيُخَرِّجُوْنَ مِنْهَا بِزَعْمِهِمْ مَا يَجعلُوْنَهُ حُجّةً عَلَيْنَا، وَيَظنُّوْنَ أَنَّنَا نُسَلِّمُ لَهُمْ بِذَلِكَ، وَخَاصَّةً ما يَتَعَلَّقُ بِأَحَادِيْثِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، فَنَحْنُ أُمَّةُ الإِسْنَادِ.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ: " الْإِسْنَادُ مِنْ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ صَحِيحِهِ (1/ 15).

وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: " لاَ تَنْظُرُوا إِلَى الحَدِيْثِ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى الإِسْنَادِ، فَإِنْ صَحَّ الإِسْنَادُ، وَإِلاَّ فَلاَ تَغْتَرُّوا بِالحَدِيْثِ إِذَا لَمْ يَصِحَّ الإِسْنَادُ ".

أَخْرَجَهُ الخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ فِي " الْجَامِعِ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَالسَّامِعِ " (1301)، وَإِسْنَادُه صَحِيْحٌ.

فَيَا لَيْتَهُمْ تَفَرَّغُوا لإِحْرَاقِ كُتُبِهِم، أَو عَلَى أَقَلِ تَقْدِيْرٍ تَنْقِيَتُها مِمَّا َفِيْهَا.

وَمِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي تَشدَّقَ وَطَارَ بِهَا الرَّافِضَةُ حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ مَتْناً، مَوْضُوْعٌ إِسْنَاداً، نَذكُرُ مَتْنَهُ وَإِسنَادَهُ، وَكَلاَمٌ أَئِمَّةِ الشَّأْنِ فِيهِ.

* مَتْنُ الحَدِيْثِ:

رَوَى الحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/ 364) بِسَنَدِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِدْرِيْسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَأَتَيْتُهُ وَهُو مَع بَعْضِ نِسَائِهِ فِي لِحَافِهِ، فَأَدخلنِي فِي اللِحَافِ فَصِرنَا ثَلاَثَة.

قَالَ الحَاكِمُ: " هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِجَاهُ ".

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " التَّلْخِيص ": " صَحِيْحٌ ".

تَخْرِيْجُ الحَدِيْثِ:

أَخْرَجَهُ البَزَّارُ كَمَا فِي " كَشْفِ الأَسْتَارِ " (2595)، وابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " السُّنَّةِ " (1394) مِنْ طَرِيْقِ إِسْحَاقِ بنِ إِدْرِيْسَ بِهِ.

وَالحَدِيْثُ فِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانِ القَزَّازُ، تَكَلَّمَ أَئِمَّةُ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ فِيْهِ، وَنَقَلَ المِزِّيُّ فِي " تَهْذِيْبِهِ " (25/ 323 رقم 5268)، جُمْلَةً مِن كَلاَمِهِم، فَمِنْ ذَلِكَ:

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: وَسَمِعْتُهُ – يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ – يَتَكَلَّمُ فِي مُحَمَّدِ بنِ سِنَانِ يُطْلِقْ فِيْهِ الكَذِبَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ عَنْهُ أَبِي بِالبَصْرَةِ، وَكَانَ مستوراً فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا بِبَغْدَادَ سَأَلْتُ عَنْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ خِرَاشٍ فَقَالَ: " هُوَ كَذَّابٌ ".

وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ: فِي أَمْرِهِ نَظَرٌ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يُوْسُفَ يَذْكُرُهُ، فَقَالَ: وَلَيْسَ عِنْدِي بِثِقَةٍ.

وَقَالَ الحَاكِمُ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ أَصْلُه بَصْرِيٌّ، سَكَنَ بَغْدَادَ، لاَ بَأْسَ بِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير