تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو معطي]ــــــــ[11 - 01 - 07, 10:02 م]ـ

إمارته للوشم وأحداث حصار شقراء من قبل الأتراك:

- تحدث المؤرخ ابن بشر عن حكمة هذا الأمير وحنكته وبعد نظره وذلك في أحداث سنة 1232هـ، عند حديثه عن استعداد شقراء لحرب الباشا وحفر الخندق حول السور، فقال:

(وفيها آخر ذي الحجة أمر حمد بن يحيى أمير شقراء وناحية الوشم على أهل بلد شقراء أن يحفروا خندق بلدهم، وكانوا قد بدأوا في حفره وقت طوسون، فلما صارت المصالحة تركوه، فقاموا في حفره أشد القيام واستعانوا فيه بالنساء والولدان لحمل الماء والطعام حتى جعلوه خندقاً عميقاً واسعاً وبنوا على شفيره جداراً من جهة السور، ثم ألزمهم كل رجل غني يشتري من الحنطة بعدد معلوم من الريالات خوفاً أن يطول عليهم الحصار، فاشتروا من الطعام شيئاً كثيراً، ثم أمر على النخيل التي تلي الخندق والقلعة أن تشذب عسبانها ولا يبقى إلا خوافيها، ففعلوا ذلك وهم كارهون، وذلك لأن أهل هذه البلد هم المشار إليهم في نجد والمشهورون بالمساعدة للشيخ وعبدالعزيز ومن بعدهم، وكثيراً ما يلهج بهم الباشا في مجالسه، فخاف حمد على بلدهم من الروم،، فألزمهم ذلك فكانت العاقبة أن سلّم الله بلادهم من الروم بسبب الخندق، وحمدوا الله على ذلك وصالحهم الباشا على مايريدون، وصاحب الطعام الذي اشتراه على عشرة آصع باع خمسة، وسلمت النخيل المشذوبة من القطع في الحرب دون غيرها لأنها ما تستر عن الرصاص) [20]

ولعلنا نلحظ من النص السابق - إضافة الى بعد النظر والحنكة - استفادته الشرعيّة من سيرة الرسول صلى الله عليه وما عمله في غزوة الأحزاب عندما حفر الخندق مما يدل على أنه يملك رؤية شرعيّة في التصرّف أثناء الفتن والحروب.

كما أنه في النص السابق ذكر بأنه قد بدأوا حفره أيام طوسون، ولم يحدد هل هو في أوائل قدوم طوسون أم في أواخره، فإن كان في أوائله فلا يستبعد أن يكون من بدأ بهذا الخندق هو أمير الوشم محمد بن إبراهيم بن يحيى آل غيهب الملقب بالجميح من بني زيد (وهو جد أسرة الجميح أهل شقراء)

وقد أفاد الدكتور محمد بن سعد الشويعر أن هذا الخندق ردمه ابراهيم باشا بعد صلحه مع أهل شقراء، وقام فوقه شارع عرف باسم (الحفر) ويمثل هذا الخندق غالب الشارع الدائري حول البلد القديمة [21].

وتوجد وثيقة عثمانيّة هامة فيها رسم لشقراء في زمن الحرب يتضح فيها حدود الخندق وغيرها من معالم شقراء [22]

ومن خلال الوثائق والمكاتبات المحليّة بينه وبين الإمام عبدالله بن سعود أثناء توليه إمارة الوشم، نلحظ كثرة تكليفه وندبه لبعض المهام كالصلح بين فريقين والنظر في أمرهم حتى يتم، وغيرها من الأمور التي تدل على مدى ثقة ولاة الأمر به [23]

ـ[أبو معطي]ــــــــ[11 - 01 - 07, 10:03 م]ـ

الحرب:

تحدث ابن بشر عن الحرب في أحداث سنة 1233هـ بتوسع وذكر أن الأمير حمد بن يحيى جرح جرحاً بليغاً وأموراً أخرى في هذه الحرب تدل على شجاعته وإقدامه فقال:

(فلما كان يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول ركب - أي الباشا - من أشيقر بخيله وترك مخيمه ومحطته وسار معه بمدفع صغير، وقصد بلد شقرا فأتاها واستدار فيها، وقاسها وعرف موضع منزله ومنزل عسكره وقبوسه؛ لأنه يعلم أن أهلها له محاربون، وأهل صدق في الحرب مجربون، ورجع في يومه ذلك إلى مخيمه، فلما كان صبيحة الجمعة رحل من أشيقر بمخيمه وعساكره وقبوسه ومدافعه وقنابره، وكان قد أتى اليه امداد من العساكر والقبوس، وصار في قوة عظيمة فسار الى شقراء، فنزل أسفل البلد وشمالها فخرج إليه أهلها فساق الباشا عليهم الروم، فوقع بينهم قتال شديد في وسط النخيل وخارجها، فقتل من الروم قتلى كثيرة وجرح عليهم جرحى عديدة، فتكاثرت عليهم أفزاع الروم، وجرح الأمير حمد بن يحيى ببندق جرحاً شديداً، فدخلوا البلد واحتصروا فيها، ثم إن الباشا جر القبوس والقنابل والمدافع وجعلها فوق المرقب الجبل الشمالي، فرمى البلد منه رمياً هائلاً أرهب ماحوله من القرى والبلدان من أهل سدير ومنيخ والمحمل وغيرهم، حتى سمعه من كان في العرمة ومجزل وما حولهما، فلما احتصر أهل البلد فيها أنزل قبوسه ومدافعه وقنابره من رأس الجبل وقربها من السور، وحقق عليهم الحرب والرمي المتتابع حتى قيل إنه رماها في ليلة بثلاثمائة حمل من الرصاص والبارود) [24]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير