تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيقول: أمضه نزلت في كذا وكذا , قال: وكان الذي يلي كلام عثمان في سنك ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج فعرفها , فقال: استغفر الله وأتوب إليه ثم قال لهم: ما تريدون؟ قالوا: فأخذوا ميثاقه وكتب عليهم شرطا ثم أخذ عليهم أن لايشقوا عصا, ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم أو كما أخذوا عليه. فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء؛ فإنما هذا المال لمن قاتل عليه, ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين. قال: فقام خطيبهم فقال: إني والله ما رأيت وفدا في الأرض هم خير من هذا الوفد الذين من أهل مصر ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه , ومن كان له ضرع فيحتلب ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه , ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فغضب الناس وقالوا: هذا مكر بني أمية.

ثم رجع الوفد المصريون راضين فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم قالوا له: مالك إن لك أمرا ما شأنك؟ فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه؛ فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف؛ فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا فقالوا: ألم تر إلى عدو الله يكتب فينا كذا وكذا , وإن الله قد أحل دمه قم معنا إليه. قال: والله لا أقوم معكم إليه. قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتابا قط.قال: فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: لهذا تقتلون أم لهذا تغضبون فانطلق علي يخرج من المدينة إلى القرية فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا له: كتبت فينا كذا وكذا, وإن الله قد أحل دمك فقال: إنهما اثنان أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني بالله الذي لاإله إلا هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت , وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل , وقد ينقش الخاتم على الخاتم. قالوا: فوالله لقد أحل الله دمك بنقض العهد والميثاق. قال: فحاصروه فأشرف عليهم وهو محصور ذات يوم فقال: السلام عليكم قال أبو سعيد: فوالله ما أسمع أحدا من الناس رد عليه إلا أن يرد الرجل في نفسه.فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل علمتم؟ قال: فذكر شيئا في شأنه, وذكر أيضا أرى كتابته المفصل بيده ففشا النهي فجعل يقول للناس: مهلا عن أمير المؤمنين فقام الأشتر: فلعله قد مكر به وبكم. قال: فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ فيهم الموعظة , وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها؛ فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم. قال: ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه , وذاك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا عثمان أفطر عندنا الليلة. قال أبي: فحدثني الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته فقال: لقد أخذت مني مأخذا أو قعدت مني مقعدا ما كان أبوك ليقعده أو ليأخذه , فخرج وتركه ودخل عليه رجل يقال له الموت الأسود فخنقه ثم خنقه ثم خرج فقال: والله لقد خنقته فما رأيت شيئا ألين من حلقه حتى رأيت نفسه تردد في جسده كنفس الجانة. قال: فخرج وتركه.

وقال في حديث أبي سعيد دخل عليه رجل فقال: بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر. فقال: بيني وبينك كتاب الله تعالى فأهوى بالسيف واتقاه عثمان بيده فقطعها؛ فما أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها. قال عثمان: أما والله إنها أول كف خطت المفصل. قال: وقال في غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي فأشعره مشقصا فانتضح الدم على هذه الآية: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} قال: فإنها في المصحف ما حكت بعد قال: فأخذت بنت القرافصة حليها فوضعته في حجرها , وذلك قبل أن يقتل ... قال أبو سعيد: فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا.

المقاصد العالية (4/ 286) وعزاه لإسحق وقال: رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض.

قال ابن كثير في البداية والنهاية (7

193):وروى الحافظ ابن عساكر أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الأنصراف ولم يبق عنده سوى أهله تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه وليس فيهم أحد من الصحابة ولا ابنائهم إلا محمد بن أبي بكر وسبقه بعضهم فضربوه حتى غشى عليه وصاح النسوة فانزعروا وخرجوا ودخل محمد بن أبي بكر وهو يظن أنه قد قتل فلما رآه قد أفاق قال على أي دين أنت يا نعثل قال على دين الإسلام ولست بنعثل ولكني أمير المؤمنين فقال غيرت كتاب الله فقال كتاب الله بيني وبينكم فتقدم إليه وأخذ بلحيته وقال إنا لا يقبل منا يوم القيامة أن نقول ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا وشطحه بيده من البيت إلى باب الدار وهو يقول يا ابن أخي ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي وجاء رجل من كندة من أهل مصر يلقب حمارا ويكنى بأبي رومان وقال قتادة أسمه رومان وقال غيره كان أزرق أشقر وقيل كان أسمه سودان بن رومان المرادي وعن ابن عمر قال كان اسم الذي قتل عثمان أسود بن حمران ضربه بحربة وبيده السيف صلتا قال ثم جاء فضربه به في صدره حتى أقعصه ثم وضع ذباب السيف في بطنه واتكى عليه وتحامل حتى قتله وقامت نائلة دونه فقطع السيف أصابعها رضي الله عنها ويروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت حلقه والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها فتذمم من ذلك وغطى وجهه ورجع وحاجز دونه فلم يفد وكان أمر الله قدرا مقدورا وكان ذلك في الكتاب مسطورا.

وأما القول بأن الصحابة كانوا يستطيعون أن يمنعوا ألئك فالروايات التي أوردها أهل السير تبين أن هذه الفاجعة حصلت وكثير من الصحابة كانوا في الثغور وكان كذلك في موسم الحج وهؤلاء الخوارج كانوا في كثرة والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير