تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الملاحي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 04:59 م]ـ

منقول

عرب الصقر (المفارجة) الطائية ترسخ ولاية ظاهر العمر في طبرية

إعتمدت عرب الصقر على علاقة ظاهر العمر بباشا صيدا، كوسيلة للسيطرة على مرج بن عامر، وضمه الى الجليل، ورأت في هذه العلاقة عاملا أساسيا في سلخ باشا صيدا عن جبل نابلس، أو قل دق إسفين بينهما، وهنا تلتقي المصالح ... عرب الصقر الناظرون بعيونهم للهيمنة على مرج بن عامر، والإنفراد بخيراته، وعيونهم تراقب بنظرات الريبة والخشية الوالي العثماني في صيدا، الداعم لحكام جبل نابلس والمتحالف معهم ... وهناك ظاهر العمر المتطلع الى ولاية في طبرية.

عرب الصقر غير المتحالفة مع أحد، تعتمد على فرسانها ... الا أن الدولة أعظم وأقوى، وحتى إن صمدت في حروبها مرة أو مرارا، فإنها لن تصمد الى الأبد. فما هي الوسيلة للسيطرة على المرج بأقل الخسائر؟ لا يوجد أمام عرب الصقر سوى المنازلة تلو المنازلة، لحين البحث عن وسيلة، تتنوع فيه قوى الصراع، بإيجاد جناح آخر لحفظ التوازنات، فمالت على ظاهر العمر مستفيدة من علاقته الطيبة مع باشا صيدا، مضعفة جناح جبل نابلس ومقوية جناح ظاهر العمر.

أسرة الزيادنة أيضا تنظر الى مصلحتها من زاويتها الخاصة فتتطلع الى أن تتبوأ مركز الصدارة في نواحي طبرية، ولن يتحقق لها هذا الأمر الا بالتحالف، والإعتماد الكلي على قوة مهيبة، فجائتها دعوة عرب الصقر في وقتها، وهنا تلتقي المصالح، فاجمعوا على ضرورة سلخ محمد باشا عن جبل نابلس، محاولين إستخدام المكر والدهاء لإبعاده كليا عن مشايخ جبل نابلس، بإفتعالهم الفتن وإخمادها، وبذلك تتحقق أهدافهم، أولها: إتساع نفوذ أسرة الزيادنة، متمثلة بظاهر العمر، المعين أصلا رئيسا رمزيا لعرب الصقر، بتوطيد علاقته مع الوالي العثماني في صيدا، وثانيها: انتشار عشائر عرب الصقر، في مناطق أوسع وأخصب، وتوسيع مصادر عوائدهم، خصوصا وأنها عشائر تعتمد على الحلال في حياتها، والفروسية والقتال في معيشتها، مصلحتها بتأمين الماء والكلأ وأموال الخاوة، وثالثها: تأمين شر جبل نابلس بإنكفائه عن القتال، فتبقى عرب الصقر تجوب المرج بأمن وسلام.

وقد إتفق الطرفان على أن تبدأ حياكة الفتنة من طبرية، بحيث ترحل أسرة الزيادنة من سهل عرابة البطوف، للإستقرار في طبرية، وهناك على أسرة الزيادنة أن يتحرشوا بمتسلم طبرية الرسمي، ثم تهرع عرب الصقر لفض الخلاف، والإنتصار للزيادنة، وفي المقابل رحلت عرب الصقر، وضربت أطنابها على أطراف المرج قريبا من طبرية.

وقبيل تنفيذ خطتهما، ولحسن حظهما فقد نشب خلاف بين متسلم طبرية وأحد تجارها، الذي أراد قائد العسكر إبتزازه، بتغريمه أتاوات غير مستحقة، وامتنع التاجر عن دفعها، فرماه في السجن، فنصح بعض أهل طبرية والده، أن يطلب وساطة ظاهر العمر لتخليص إبنه من السجن، وبعد أن نقل الرجل الى ظاهر العمر تفاصيل الخلاف، إستشار ظاهر أخاه سعد، واتفقوا على ضرورة وضع أمير الصقر إرشيد الجبر بالصورة، مقترحين أن يرسل لهم خمسين فارسا للإغارة على طبرية، وتخليص الرجل المحبوس بالقوة، إذا لزم الأمر. فرابطت فرسان عرب الصقر في مكان على أهبة الإستعداد، علّ ظاهر العمر يخلص المحبوس، بالتفاهم والمصالحة مع قائد عسكر طبرية، الا أن ظاهر العمر لم يتوصل الى أي حل سلمي، وخرج مغتاظا من مكتب قائد العسكر، وأشار على فرسان الصقر بمهاجمة السجن وفتحه بالقوة، فأخرجوا السجين، ولما سمع قائد عسكر طبرية بما جرى في سجن طبرية فر هاربا، فلحقه عشرين خيالا من عرب الصقر واقتادوه الى طبرية، وهناك باشر ظاهر العمر بتدوين أحداث هذه الواقعة، حسب أقوال قائد العسكر والحضور من أعيان طبرية، ودفع بالتقرير الى باشا صيدا. ثم إن ظاهر العمر بالغ ومن خلال هذه الحادثة في التودد الى باشا صيدا، كسبا لدعمه وصولا الى النفوذ، فكاتب، وكما جاء في المخطوطة، محمد باشا العظم في صيدا يبين له مساعيه في حل النزاع الذي إرتكبه قائد عسكر طبرية، مقترحا عليه أن لا يعين متسلما على طبرية، وأنه هو سيتكفل بتوريد أموال الميري الى خزينة الدولة في صيدا، وفوق هذا كله، أبلغه بأن فرس عرب الصقر المسماة " الزرقاء"، التي كان باشا صيدا طلب شراؤها، إمتلكها ظاهر من عرب الصقر وهي في طريقها اليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير