تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذكر بعض الرحلات الحجازية لعلماء مغاربة]

ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 06:29 م]ـ

"ذكر بعض الرحلات الحجازية لعلماء مغاربة "

إنجاز: ذ. خالد بن احمد الصقلي

كلية الآداب –ظهر المهراز

جامعة سيدي محمد بن عبد الله - فاس

جاء الإسلام استمرارا وختما للرسالات السماوية السابقة وبعث خير الأنام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين بخير رسالة بما يضمن للفرد ويكفل للجماعة سعادة الدارين، ولقد بني الإسلام على أركان خمسة، ويتجسد آخر هذه الأركان في فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

وفي المقابل سأبرز عناوين رحلات حجازية لعلماء مغاربة. وأستهل ذكر ذلك بالإشارة إلى أحداث مرتبطة بالكعبة بدءا بصلح الحديبية وانتهاء بحجة الوداع مع التذكير بكون الحج ظل معظما باستمرار عند المسلمين المغاربة كما هو الشأن بالنسبة لإخوانهم المشارقة.

ويقصد بالحج التوجه في أيام معلومات إلى البيت الحرام للنسك والعبادة [1].

ونجد أن أهم كتب الفقه الإسلامي تتحدث عن هذه الفريضة كما هو الشأن بالنسبة لكتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس [2].

وكما هو معلوم فمكة التي تقع في (وادي غير ذي زرع) [3] كما يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام، هي مقر ظهور الإسلام ومكان ازدياد محمد عليه الصلاة والسلام. وبدأ فيها نزول الوحي وبها تقع الكعبة المشرفة، وقضى بها محمد عليه الصلاة والسلام حوالي 13 سنة في تبليغ الدعوة الإسلامية ثم هاجر إلى يثرب التي قضى بها 10 سنين في مواصلة تبليغ هذه الدعوة، وفي تأسيس الدولة الإسلامية.

وتمدنا أهم مصادر التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية بأخبار تاريخية مهمة حول تاريخ الكعبة المشرفة خلال عهد البعثة النبوية. ونجد من نماذج ذلك كون محمد صلى الله عليه وسلم أراد خلال سنة 6 هـ أداء مناسك العمرة وولوج مكة ومنع من ذلك، وتمخض عن ذلك عقد صلح الحديبية، الذي نجد من بنوده الأربعة سماح قريش للمسلمين بأداء المناسك المذكورة عام 7 هـ.

وعقب صلح الحديبية نزلت سورة الفتح، ولقد أدى المسلمون مناسك العمرة في العام المذكور وهي التي تعرف بعمرة القضاء.

وخلال شهر رمضان سنة 8هـ تم فتح مكة على أيدي المسلمين بعد أن نقضت قريش أحد بنود الاتفاق السابق بمدها حليفتها قبيلة بني بكر بالمساعدة في حربها ضد حليفة المسلمين قبيلة خزاعة. وقام محمد صلى الله عليه وسلم بهدم 360 صنما كانت توجد بالكعبة وتعامل بتسامح مع سادة الكعبة. وكان فتح مكة بمثابة دق آخر مسمار في نعش عبادة الوثنية بأم القرى وتم بفضل هذا الفتح إقرار السلطة السياسية الإسلامية في ربوعها، كما نتج عنه عدة نتائج جد إيجابية على مسار تاريخ الإسلام نظرا لأهمية مكة اقتصاديا ودينيا.

وخلال سنة 9 هـ أرسل محمد صلى الله عليه وسلم أبا بكر لترأس الحجيج ودعاه بأن يدعوهم إلى إزالة كل ما تعودوا عليه في حجهم وهو مخالف للإسلام.

ومنذ وقتئذ كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) [4]، منع على غير المسلمين ولوج مكة.

وخلال عام 10 هـ أدى محمد صلى الله عليه وسلم حجة الوداع التي تحدث عنها ابن حزم في كتاب خاص عنوانه: حجة الوداع، وكذلك ابن سعد في طبقاته، وابن هشام في السيرة النبوية، وابن الأثير في كتابيه: (الكامل في التاريخ) و (أسد الغابة) والمقريزي في (إمتاع الأسماع). وإن طريقة حجه عليه أفضل الصلاة والسلام هي التي يحتدى بها المسلمون في أداء مناسكهم، وتتحدث خطبتها النبوية التي دونها عمرو بن بحر الجاحظ في البيان والتبيين عن مجموعة من التعاليم الإسلامية التي دعا محمد صلى الله عليه وسلم إلى تطبيقها والعمل بمقتضاها.

وعندما نقوم بدراسة علاقة المغرب بالحجاز فنجد أنها ظلت باستمرار علاقة وطيدة [5].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير