أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

[طريقة مقترحة للتثبت من صحة الروايات التاريخية]

ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 07, 07:16 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

الكل يعلم أن حركة تدوين الحديث الشريف المباركة عندما نشأت دون علماؤنا معها لمحات من التاريخ،ولمحات من تراجم الشخصيات التي عاشت في تلك الحقبة من الزمن.

ولا سيما سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالناظر لصحيح البخاري وصحيح مسلم على سبيل المثال يرى بوضوح ملامح سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم تعطر الأجواء.

وبوضوح أيضا تظهر سيرة الصحابة الكرام ضمن الأحاديث الشريفة وضمن الآثار المنقولة عنهم.

وهذه الكمية من المعلومات المنتشرة هنا وهناك تصلح لأن تكون حكما مرهوب الجانب للروايات المكذوبة،وما أكثر ما نسب للصحابة الكرام زورا وبهتانا، والمحقق يرى العجب العجاب في بعض أسفار التاريخ الإسلامي.

وهذا يجعلنا أما ثروة مهمة عن طريقها يمكننا تنقيح التاريخ الإسلامي، حيث ان هذه الملاحظات المثبتتة بالإسناد ستكون أساسا لبناء صورة أقرب إلى الحقيقة عند الجمع بين الروايات سواء الحديثية أو التاريخية.

وهناك طريقة أخرى للتثبت من الروايات التاريخية وهي تتبع كتابات أهل ذلك العصر، حيث انها ستكون شاهدا على ذلك العصر، فروح العصر لابد أن تنطبع على الكاتب وبالتالي كتابته، والمتصفح لكتب الفقه الإسلامي على سبيل المثال سيرى روح العصر الذي كتبت فيه موجودة لطالبها.

والآثار التي صحت نسبتها لعصر ما إن وجدت ستساعد أيضا على فهم التاريخ وأحداثه في عصر من العصور؛ وذلك عند تأمل أبعادها الفنية والجغرافية، وبهذا نستطيع أن نتثبت من صحة ما كتب عن ذلك العصر أيضا.

والله أعلم وأحكم.