تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

** التراثي الشهير الدكتور محمد يعقوب تركستاني عميد شؤون المكتبات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يصف محمد أحمد باشميل بأنه من الذين يخلدون في أعمالهم ويعيشون في قلوب الناس، ويقول: لقد كان نشاطه واضحا ومميزا، وجهده بارزا وسخيا في مجال تأليف الكب وإعداد البرامج الإذاعية، وكتابة المقالات الصحفية، من أوائل الثمانينيات إلى أوائل التسعينات الهجرية، فلم تصرفه أبحاثه ودراساته الجادة عن أن يتصدى لتوعية الناس ونفعهم من خلال الإذاعة والصحافة ويسهم فيهما بالنصيب الأوفر.

يضيف: لقد نذر نفسه لخدمة السنة النبوية وتفنيد التيارات الفكرية المنحرفة، وكشف أباطيلها، فألف جملة من كتبه في هذين المجالين بخاصة وهو ما عبرت عنه كذلك بعض كتاباته الكثيرة في الصحف المحلية، وبرامجه الإذاعية وعمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان من آثار ذلك أن جاوزت مؤلفاته الحد المألوف في العصر الحديث، وقاربت الكثيرين من القدماء.

ويقول تركستاني: إنه يعد بحق من ذوي الانتاج الغزير مع الجودة والجزالة والأثر البالغ فلقد أخرج - مذ هو يافع- عيون كتبه عن الغزوات، إلى أن استوى علما لهذا الشأن، وأخرج كتبه الفاضحات للتيارات الفكرية المنحرفة، وكانت له اليد المبسوطة فيها والبصر الناقد والنظر النافذ، وهو لايزال غض الإهاب.

يضيف: إنه رجل جاد بكل فضله وعلمه وعمله ووقته لأمته ومجتمعه، قرابة ربع قرن من الزمان، وترك في حياتنا الفكرية والثقافية والأدبية، أثرا كبيرا، لايبلغه إلا العاملون المخلصون من النابغون النابهون، ومن حق جيلنا الحاضر أن يتعز بأمثاله من الرواد، ويفخر بما خلفوه من آثار ستتوارثه الأجيال المقبلة، من بعدنا- إن شاء الله- جيلا بعد جيل وتبني عليه وتشيد.

دفاع حثيث عن الثوابت:

** الدكتور محمد خضر عريف وكيل كلية الآداب للدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، يشاركنا برأيه: الحقيقة لا أملك سيرة كاملة عن الراحل محمد أحمد باشميل، لكن كتبه قرأناها وتأملنا ما فيها من دفاع حثيث عن دينه وأمته وعروبته، ويكفيه أنه كان من القليلين الذين نافحوا عن الإسلام بتعرية الفكر الإلحادي والشيوعي والقومي الذي ساد في حقبة من الزمن، كانت مثل هذه التيارات تحاول أن تفرض نفسها بقوة الإعلام والسيطرة السياسية لتحل محل شعارات الإسلام، وقد قيض الله تعالى للأمة هذا الأديب العربي السعودي الكبير الذي أبان زيف مثل هذه الأفكار التي تتعارض مع ديننا وقيمنا وثوابتنا التي نحيا ونموت عليها ونلقى الله تعالى عليها.

ويضيف د. خضر: ومن هنا كان دوره - يرحمه الله - بارزا وواضحا وبصماته الدفاعية بالكلمة الطيبة مكتوبة عن طريق كتبه ودراساته، والمسموعة عن طريق الإذاعة التي كان لها تأثيرها في ذلك الوقت ..

ويختم: كنا نتمنى أن تعاد مثل هذه الكتب القيمة ليعرف الجيل الجديد كيف كان الأوائل لا يدخرون جهدا ولا وقتا في تسخير ما يملكون للدفاع عن دين الله تعالى وقضايا الإسلام والمسلمين في كل وقت وحين، ورحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله خيرا عما قدم من جهد وعلم ووقت.

الشعور بالمسؤولية:

** الدكتور الشيخ صالح بن سعد اللحيدان عضو اتحاد المؤرخين العرب يتناول في حديثه الخاص معنا عن باشميل الجانب التاريخي فيقول:

معرفتي بالمؤرخ المحقق محمد أحمد باشميل كانت منذ عام 14 حتى قرابة 23هـ وكان ذلك بحضور الشيخ عبد العزيز بن باز على هامش اجتماع رابطة العالم الإسلامي الذي احتفى به احتفاء كبيرا، وكنت قد قرأت له كتابه عن القومية العربية، وهو كتيب صغير، ثم درجت بعد ذلك على قراءة كتبه عن الغزوات، وقارنتها بكتب محمود شيت خطاب عن قادة فتح أفريقيا وقادة فتح المشرق، فأدركت أن الرجل يكتب عن طريق الشعور بالمسؤولية، فهو يكتب عن طريق العاطفة والعقل، وذلك بتحرير النص مما يشوبه، ولذا تركته حينما انتقدت جملة من المؤرخين وعلماء التحقيق في كتابي (نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير