أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

ومحمد أحمد باشميل اشبه بمصطفى صادق الرافعي في حماسه لدينه وقسوته على خصومه فقد اشتبك - رحمه الله - مع الكثير من المشهورين من أبناء جيله في معارك فكرية طاحنة، كان فيها شديد المراس لا تلين له قناة، عنيفا يرد الصاع صاعين، يضرب الجبان ضربة ينخلع لها قلب الشجاع، ولكن مهما قيل عن قسوته في خصوماته فحسبه انها كانت جميعا في سبيل الدفاع عن ما يعتقد انه حق، وانه غضب الله لا لنفسه، وقد أثبتت الاحداث والايام ان كل الذين حاربوا محمد أحمد باشميل وشغفوا عليه، وكالوا لهم التهم عادوا الى ما كان يدعوهم اليه، ويقاتلهم عليه، وقد افضوا جميعا بما قدموا الى ربهم غفر الله لهم وله وكان بعضهم يتمنى - كما قيل لي - يتمنى ان لو كان باشميل على وعيه الذي عرفوه به لذهبوا اليه وبادلوه الصلة والود والمحبة، ولكنهم لم يستطيعوا، فليشيبهم الله على نياتهم فإنما الاعمال -في ديننا- بالنيات فما اعظمه من دين وأكرمه من رب.

يضيف حميد: وكما ان معارك باشميل الفكرية مع معاصريه واعماله الاخرى المخطوطة دينا ومسؤولية تقع على أعناقنا جميعا وفي مقدمتنا ابناؤه البررة فان باشميل كان شاعرا فذا، رقيقا واحدا معا، وله شعر فصيح وشعر عامي بالحميني اليمني، وله أناشيد تسمى في اللهجة اليمنية بـ (الزوامل) ترنم بها الناس حينا من الدهر لأنها لامست شغاف قلوبهم في كثير من مسائل حياتهم وقضاياها، وكل هذا يحتاج الى جمع وطباعة وأعظم البر بالاديب صاحب الرسالة نشر رسالته وايصال كلمته، لأن كلمة الحق الصادقة المؤمنة صدقة جارية تتداول عبر الازمنة والامكنة لا يعترضها نصر أو بحر أو سهل أو جبل. رحم الله الشيخ محمد احمد باشميل وغفر له وتجاوز عن سيئاته وأثابه عن كل حرف خطه ألف ألف حسنة، ونفع بأعماله كل مسلم الى يوم الدين.

أسلوبه عصري النكهة توضيحي الفكرة توثيقي المعلومة:

في مقال مطول نشره ملحق (التراث) الصادر عن المدينة في 25 محرم1412هـ كتب الشيخ الدكتور عبدالعزيز عبدالفتاح القارئ وصف أسلوب الشيخ محمد أحمد باشميل بأنه عصري النكهة، توضيحي الفكرة، توثيقي المعلومة.

واستعرض فيه دراساته عن المغازي والسير، مؤكدا حقيقة ناشد بها المعنيين بشأن أمثاله قائلا:''ما أحق هذا المؤرخ بالتكريم، وما أجدره بالتقدير، كفاء ما قدم من جهود في خدمة السيرة النبوية''، موضحا أنه صور في كتبه المواقف متسلسلة، وركز على ما فيها من دروس، وجعل قارئه يعيش أجواء الأحداث كأنه في العصر النبوي''.

وأضاف القارئ: ومن أحسن ما يمتاز به الأستاذ باشميل في كتبه ربطه بين الحوادث وبين الآيات القرآنية فهو يفلسف لك الحوادث ويفسرها ولا يكتفي بوصفها وتصويرها، فضلا عن سردها، كما يفعل غالب الإخباريين.، ووصف مقدرته على توثيق المعلومات ومقدرته في عرض مصطلحات عسكرية مهمة توضح حالات الحروب في العصر النبوي من إعلان حالة الطواريء في المدينة مثلا، والاستخبارات النبوية لمعرفة أسرار العدو، والمتطوعون في المعركة وكيفية قبولهم، وما شابه ذلك.

جريدة المدينة السعودية 3/ 5/1426 هـ

منقول

ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[02 - 04 - 07, 09:45 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي العوضي عل هذا الكم الوافي من المعلومات عن الشيخ باشميل - رحمه الله -

ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 04:50 م]ـ

وإياك أخي الكريم.