ونحن في هذه العجالة ليس لدينا الوقت الكافي لكي نرد على كل ما جاء في النص، وهذه أسماء بعض الكتب التي أشارت إلى ثورة يحيى بن يحيى السويدي والصحيح ثورة الليبيين التي ساهم فيها هذا الشيخ يحيى بن يحي السويدي والتي لم يطلع عليها كاتب المقال:-]
كل ماذكرته من وثائق وكتب طالعتها قبل أن اكتب مقالي، ولم اقل – يا دكتور - اني لم اطلع عليها او اقرأها، بل قلت اني " لم أجد كتابا من كتب التاريخ وصفه بأنه ثائر ضد ظلم الأتراك عدا كتاب الصف الثامن من التعليم الأساسي" ولازلت اكررها، نعم لا يوجد .. ولإثبات ما قلته لنرى ماذا قالت الكتب والوثائق التي ذكرها الدكتور الطوير:
[1 - عمر على بن إسماعيل , انهيار حكم الأسرة القرمانلية في ليبيا , مكتبة القوجاني , طرابلس , ليبيا , 1966 , ص ص 29 - 31.
والذي يؤكد بان ثورة الشيخ يحيى السويدي جاءت وليدة تردي الأحوال السياسية والاقتصادية و أن السلطان العثماني وصف هذا الشيخ بأنه قد ادعى المهدية أو المهدي المنتظر رغبة من السلطان في انسام صفوف الثائرين.]
انقل لكم شذرات مما كتبه الاستاذ عمر علي بن اسماعيل: في ص29 يقول (ففي سنة 996هـ وفي بلدة تاجوراء التي كانت على الدوام قاعدة للنضال الشعبي ظهر يحيى بن يحيى السويدي وادعى بانه المهدي المنتظر وبانه بعث لخلاص الناس مما هم فيه من ضيق وتعد لحدود الشرع الشريف فالتف الناس حوله واعلنوا الولاء حوله لا تصديقا لما ادعاه وانما لما في انفسهم من حقد وكراهية على الوضع الذي يعيشون فيه)، وفي ص 30 (غير أن ثورة المهدي استمرت في قوتها ولم يضعفها سفره إلى الجبل الاخضر ببرقة لنشر دعوته هناك، ولكن بعد عودته من سفره اخذ انصاره يبتعدون عنه، وذلك لانهم اطلعوا على حقيقته، يحدثنا عزيز سامح بأنه بعد أن اشتهر اسمه جعل دائرة جريم ملاها بأجمل بنات العائلات الكريمة) ا. هـ فالمؤلف ذكر بوضوح وجلاء أن يحيى السويدي هو من ادعى انه المهدي المنتظر وبأنه بعث لخلاص الناس وليس السلطان العثماني هو من وصفه بالمهدي ابتداء، وان إلتفاف الناس حول يحيى كان بسبب تعسف وظلم الاتراك لا تصديقاً لدعواه بأنه بعث لخلاص الناس.
[2 - عزيز سامح , الأتراك العثمانيون في أفريقيا الشمالية , ترجمة عبد السلام ادهم بيروت , 1969 ص ص , 100 – 109. والذي يشير في جميع هذه الصفحات إلى الشيخ يحيى بن يحيى السويدي بالقائد لحركة المقاومة التي ضمت ألآف الثائرين ولولا الخلاف الذي حدث بين هذا الشيخ وشيخ المحاميد احمد بن نوير لعجز جيش الانكشارية في القبض على الشيخ يحيى وقطع رأسه.]
طيلة الصفحات التي ذكرتها – يا دكتور- كان عزيز سامح يصف يحيى بزعيم العصاة، وانه ادعى انه المهدي المنتظر، وينقل من مصادر ووثائق فجائعه وجرائمه: ص 100 (ظهر في هذه الاونة بتاجوراء شخص اسمه يحيى بن يحيى سويدان يدعي انه المهدي المنتظر فالتف حوله الشعب الملتاع الفؤاد)، وفي ص 102 (ولم يستفد المتمردون أي شيء من محاصرتهم المدينة، وذلك بسبب الشقاق الذي ظهر بينهم) .. اما عن قبض ابن نوير شيخ المحاميد على يحيى ومشاركته في اخماد فتنته فهو واجب وطني ينسجم مع يقظة الليبيين وانكشاف نوايا يحيى وانفضاضهم من حوله، ولا ادل على خيانته من هرعه للصليبيين لطلب العون منهم لتحقيق مآربه السلطوية، فلم يلام ابن نوير على قبضه على هذا السفاح قتله؟!
[3 - احمد النائب الأنصاري , المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب , مكتبة الفرجاني , طرابلس – ليبيا , ص 222. والذي يؤكد استمرار الثورة بمسلاته وتاجوراء لمدة سنتين من 996 هـ وحتى 998 هـ.]
ربما لم تر يا دكتور ما كتبه المؤرخ الليبي بحق الأستاذ احمد النائب في نفس الصفحة التي ذكرتها: (وفي سنة 996هـ انتزى بناحية تاجوراء يحيى بن يحيى السويدي، والتف حوله كل ناعق من جفاة الاعراب واجلافهم، ومن يتلمس الرزق بسلاحه)، حتى قال (فانتدب " شيخ قبيلة بني نوير " المحاميد واقبل من جمهور عشيرته واتباعه وقبض على يحيى السويدي، ومكن منه جعفر باشا فقتله، وتشتت تلك الذئاب العاوية وتمهد الهناء) ا. هـ .. لاحظ أن الاستاذ النائب هنا يشير إلى أن اعوان يحيى في ثورته كانوا من المرتزقة وجفاة الاعراب الذين تعودوا الغزو والسلب، بل جعل قتله سببا للهناء.
¥