تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحسن الله إليكم. لست متخصصا فى التاريخ ولا الرواية وأجد في نفسي كثيرا من الحملة الشديدة على الحجاج بن يوسف - غفر الله له - فما فتح الله على يديه من بلاد، تلهج اليوم بذكر الله والثناء عليه،تزعزع فحش القول فيه، وكونه أحد قادة دولة الفتوح الأموية يجعله لا شك عرضة لطعون محتملة الغرض، لهذا نسأل أهل الذكر أن يفيضوا علينا من القول المدقق فيما نسب إلى الحجاج وجزاهم الله خيرا.

أخي العزيز .. لي من عليك من الملاحظات الشيء الكثير، وأرجو أن يتسع لي صدرك حتى آتيك بما يفيدك.

أولاً: كونك بما وصفت به نفسك من عدم الاختصاص في التاريخ أو الرواية لا يعني أن تبالغ في الثناء على الحجاج وتجد في نفسك ممن يرمونه بما فيه، فأخباره مستفيضة في الظلم والجور وسفك الدماء بغير حق، (وليس المثبت كالنافي) كما قال الذهبي رحمه الله.

ثانياً: كما أسلفت لك إنه في عداد الظلمة الذين جردوا السيف على الأمة بدعوى السمع والطاعة لولي الأمر بغير حق، واقرأ ترجمته في (البداية والنهاية) لابن كثير، فقد ذكر بعض التهم التي وُجِّهَتْ له، ورجح أن المعروف عنه كثرة سفكه للدماء، وقد ترجم له الذهبي في (سير أعلام النبلاء) في ثُلُثَي صفحة فقط بكلام يعلمك بمعرفة الذهبي له ولسيرته، فكان منها: (وكان عثمانياً ناصبياً) عثمانياً: أي من شيعة عثمان المغالين فيه، وناصبياً: أي من المعادين لعلي والمجافين فيه ولآل البيت رضي الله عنهم. ثم قال: (نسبه ولا نحبه). وحينما ترجم له ابن حجر في (تقريب التهذيب) قال عنه: (وليس بأهل أن يُروى عنه).

ثالثاً: ليس أهل السير كالذهبي وابن حجر (من أهل الطعون محتملة الغرض)، فمن كان له أدنى اطلاع على واقع صدر الفترة الأموية يعرف مدى ظلم هذا الرجل وتجبره وطغيانه، فما تقول فيمن قتل أمير المؤمنين عبدالله بن الزبير رضي الله عنه؟ إذا الصحيح من أقوال اهل التأريخ والسير والتراجم أنه كان أحق وأولى بالخلافة من مروان بن الحكم وأبنائه، لأن الأمور قد انتظمت له عدا بعض المناطق الشامية التابعة لبني أمية، بل هَمَّ الأمويون أن يبايعوه لولا صنيع ابن زياد الخبيث الذي أثناهم عن سيرهم إليه، فهم كانوا الخارجين عليه، حتى صنع به الحجاج ما صنع، فما الغرض من عرض حقيقته؟

ثم تعال وانظر ما صنع بأنس بن مالك رضي الله عنه، إذ ختم على عنقه بالرق وغله من يديه وعنقه حتى شكاه أنس إلى عبدالملك في رسالة نارية، كانت ردة فعل عبدالملك لأجلها قوية وغاضبة.

ويكفيك أنه حينما صلب عبدالله بن الزبير مُنكساً في مكة ثم طُلِب منه أن ينزله، رفض ذلك حتى تاتي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها (أم عبدالله) فتطلب ذلك ليذلها، وحينما طلب أن تأتيه ورفضت قال في صلف وقبح: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك (وكانت قد كف بصرها وبلغت مائة عام)، فهل هذا فعل من يحترم الصحابة ويحفظ لهم فضلهم؟؟!!

وأما اضطهاده لعلماء الأمة فمعلوم .. وقتله لسعيد بن جبير مشهور لا يخفى على أحد، قال الإمام أحمد: (مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج لعلمه).

ملحوظة: أقول قاتل الله السياسة المجردة من الدين، فالحجاج كان هو وأبوه معلمين للصبيان القرآن في الطائف، فلما انشغل بالسياسة وشؤون الحكم ماذا صار حاله؟ وكذلك عبدالملك بن مروان الذي عَمِل الحجاج تحت كنفه كان طالب علم في المدينة، فلما تولى الخلافة أطلق يد الحجاج في الدولة وعبث بدماء الأمة، سئل أحد السلف عن عبدالملك بن مروان، فقال: ما أقول في رجل أعظم ذنوبه الحجاج!!

ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[11 - 08 - 07, 01:52 ص]ـ

أخي: بارك الله فيك، أحب التعلم وأكره الحوار الذي لا يعذر المتحاورون فيه بعضهم بعضا، فقط أقول: لقد كذب الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع النهي المؤكد عن الكذب عليه تعمدا، ونقل الطبري وغيره من أعلام مؤرخينا روايات الواقدي وأبي مخنف،والتميمي، وفي السنن من الروايات الضعيف والمردود، وفي الصحاح ما صح سنده، وشذ متنه، واختلف أهل العلم في تأويله، فإن كان محل النظر سباسة أو سياسيا فتنازع الرأي وارد جدا، وقد حبانا الله أخي الكريم أن لا نقدس أحدا، والعصمة عندنا لا تكون إلا لنبي، ولا ينتقص ذلك من مكانة علمائنا وثقتنا فيهم، وقد علم ربي أني لم أقصد أحدا من مؤرخينا بتعمد الطعن أو الغرض، وذاك لا ينفي أن يكون قد تابع على قول قائل، أو نقل ناقل. هداني الله وإياك إلى ما يحق الحق ويبطل الباطل. والسلام.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:28 م]ـ

الحجاج رحمه الله بريء من ضرب الكعبة

سئل أحد السلف عن عبدالملك بن مروان، فقال: ما أقول في رجل أعظم ذنوبه الحجاج!! [/ size]

القائل هو أحد الخوارج في قصة مشهورة!!!

ـ[ابو عبدالرحمن العكروش]ــــــــ[23 - 08 - 07, 10:30 م]ـ

اخي محمد الأمين .. رحمني الله وإياك ..

أرى أنك لم تتضلع من القراءة في كتب التاريخ والسير، أنت تنكر ما عرفه أهل هذا الفن وأقروه وأثبتوه. لقد نصب الحجاج المنجنيق على جبل أبي قُبَيس فضربها حتى تهالكت، وكان هذا احد الأسباب التي دعته لهدم الكعبة وبناءها مرة أخرى .. أرجو أن تتوسع في قراءة التاريخ من (تاريخ الطبري) و (البداية والنهاية) وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير