ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[17 - 04 - 07, 08:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(معذرة للتطويل في الرد)
هل يجوز طرح هذا السؤال ... وهل هو من باب إضاعة الوقت بمالايزيد من الحسنات؟
أرى أنه قد يجب ذلك أو يجب علم ذلك فقد قال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنية: اعلم أن من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم الإيمان بأن الله تعالى جعل خلق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا بعده خلق آدمي مثله فيكون ما يشاهد من خلق بدنه آيات على ما يتضح من عظيم خلق نفسه الكريمة وما يتضح من عظيم أخلاق نفسه آيات على ما تحقق له من سر قلبه المقدس
وقال المناوي: وقد صرحوا بأن كمال الإيمان اعتقاد أنه لم يجتمع في بدن إنسان من المحاسن الظاهرة ما اجتمع في بدنه صلى الله عليه وسلم والمحاسن الظاهرة آيات الباطنة ولا أكمل منه في هذا المدلول فكذا في الدال (المواهب اللدنية 5/ 238، 239، شرح الشمائل للمناوي 1/ 18)
وسأذكر إن شاء الله تعالى ما يسر الله به من بعض الأحاديث التي تفيد كونه صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأحسنهم ثم أتبعها ببعض الشرح اليسير عليها ثم أذكر ما ورد في شأن سيدنا يوسف وكيفية فهمه أو الجمع بينه وبين ما عندنا
أما الأحاديث في كونه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أو التي تشير إلى حسنه صلى الله عليه وسلم فكثيرة منها
1ـ في الحديث المتفق عليه عَنْ الْبَرَاءِ [رَضِيَ الَلَّهُ عَنْهُ]: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا (البخاري 6/ 652 ح 3549، ومسلم 4/ 1819 ح 2337)
وعن البراء أيضا " لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ " (البخاري 6/ 652 ح 3551 ومسلم 4/ 1818 ح 2337)
وفي رواية النسائي " لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحَدًا هُوَ أَجْمَلُ مِنْهُ " (النسائي 8/ 183)
2ـ وفي حديث جابر بن سمرة .. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى الْقَمَرِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ الْقَمَرِ (الترمذي 5/ 118 ح 2811 والنسائي في الكبرى 5/ 476 ح 9640، والحاكم 4/ 186 وصححه وأقره الذهبي والدارمي 1/ 44 ح 57) وقَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ الأَشْعَثِ ... ثم قَالَ سَأَلْتُ مُحَمَّدًا قُلْتُ لَهُ حَدِيثُ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ أَصَحُّ أَوْ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ فَرَأَى كِلا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحًا
وفي حديث عن جابر أيضا مثل الشمس والقمر
3 ـ وفي حديث أبي هريرة عند الترمذي بإسناد حسن وعند ابن حبان بإسناد صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ .. الحديث) الترمذي 5/ 604 ح 3648، وأحمد 2/ 350، وابن حبان الإحسان 14/ 215 ح 6309 وغيرهم)
وفي حديث آخر عنه " أحسن الناس صفة وأجملها "
وعنه أيضا " لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم "
4ـ وعن حكيم بن حزام قال:كان محمد النبي أحب الناس إلي في الجاهلية فلما تنبأ وخرج إلى المدينة خرج حكيم بن حزام الموسم فوجد حلة لذي يزن تباع بخمسين درهما فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدم بها عليه و أراده على قبضها فأبى عليه
حسبت أنه قال: إنا لا نقبل من المشركين شيئا و لكن أخذناها بالثمن فأعطيتها إياه حتى أتى المدينة فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئا قط أحسن منه فيها يومئذ
هذه رواية الحاكم في المستدرك 3/ 485 وصححه وأقره الذهبي
وعند الطبراني في الكبير " .. فاشتراها فلبسها ثم خرج إلى أصحابه وهي عليه فما رأيت شيئا في شيء أحسن منه فيها صلى الله عليه وسلم فما ملكت أن قلت:
(ما ينظر الحكام بالفضل بعدما ... بدا واضح من ذي غرة وحجول)
(إذا قايسوه المجد أربا عليهم ... بمستفرغ ماء الذناب سجيل)
فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي يبتسم ثم دخل وكساها أسامة بن زيد
وفي لفظ آخر عنده لم أر شيئا أحسن منه يومئذ (وإسناد هذا الحديث لا يقل عن درجة الحسن إن شاء الله)
¥