تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من دلائل النبوة: الجامع الكبير في صنعاء]

ـ[خالد العمري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 06:41 م]ـ

قصة إسلام أهل اليمن ومعجزة تحديد القبلة:

كان أهل اليمن يمثلون ثقلاً سكانياً كبيراً في الجزيرة العربية، وقد جعل الله في إسلامهم آية، فتذكر كتب الحديث والسير والتاريخ أنهم أسلموا برسالة دون حرب، لكن هذه الرسالة كانت معجزة، وشاء الله أن تحتوي أحداث قصة إسلام أهل اليمن على معجزة جديدة أظهرتها الأبحاث في جيلنا في شهر رجب عام 1427هـ.

أما الرسالة التي أسلم عليها أهل اليمن فقد كانت بعد أن وصل رسولا باذان [بابويه وخرخسره] إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلبان منه السفر إلى كسرى ملك الفرس للمثول بين يديه يسأله عن رسالته التي تجرأ بزعمه وأرسلها إليه يدعوه إلى الإسلام [وباذان هو الوالي الفارسي الذي كان يحكم اليمن في مدينة صنعاء] فأخبرهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صبيحة اليوم التالي لوصولهما أن الله قد انتقم له وقتل كسرى الذي تطاول على نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن ربي تبارك وتعالى قد قتل ربك يعني كسرى "رواه أحمد 5/ 43 برقم: 20455 وصححه الأرنؤوط.

وفي رواية "اذهبوا إلى صاحبكم فأخبروه أن ربي قد قتل ربه الليلة".

وفي رواية "أبلغا صاحبكما أن ربي قتل ربه كسرى في هذه الليلة" السلسلة الصحيحة 3/ 414، وروى نحوه ابن أبي شيبه 7/ 346 برقم 36656، كما وردت القصة مطولة في كتب السير والتاريخ انظر سيرة ابن هشام 1/ 69 والسيرة النبوية لابن كثير 3/ 509 وتاريخ الرسل والملوك للطبري 2/ 31 والكامل في التاريخ لابن الأثير1/ 318 ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور وسبل الرشاد 10/ 67 والروض الأنف 1/ 146 والسيرة النبوية للصلابي 2/ 1120.

فعاد الرسولان بهذا الخبر الغيبي المزلزل للفرس الذين كانوا يحكمون اليمن، ولأهل اليمن الذين انتشر فيهم الخبر حتى وصل حضرموت، وما هي إلا أسابيع وجاءت الأخبار مؤكدة لهذا الخبر الذي أخبر به في صبيحة ليلة حدوثه وهو على مسافة بعيدة لايصل منها الخبر إلا بعد أكثر من شهر فظهرت المعجزة فعرفوا صدق رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. =

= فأسلم الفرس الذين كانوا في اليمن بقيادة باذان، وأسلم أهل اليمن، وتحرك اليمنيون بوفودهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عام الوفود ولما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (النصر:1) قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن هم أرق أفئدةً والإيمان يمان والحكمة يمانية" أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه 2/ 277 برقم 7709 وقال الأرنؤوط إسناده على شرط الشيخين، وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة 9/ 149 برقم3369 والدارمي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنه 1/ 51 برقم79 واللفظ له والطبراني في المعجم الأوسط 2/ 284 برقم 1996 والنسائي في السنن الكبرى 6/ 525 برقم 1712 الحديث في صحيح مسلم بدون ذكر الآية الكريمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ك/ الإيمان ب/ تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن 1/ 71 برقم 52.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ "إذا جاء نصر الله والفتح" وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم، لينة طباعهم، سخية قلوبهم، عظيمة خشيتهم، فدخلوا في دين الله أفواجا" أخرجه الطبراني في مسند الشاميين 1/ 283 برقم493.

وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن أحد عشر معلماً، منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى همدان بن زيد، ومنهم معاذ بن جبل رضي الله عنه أرسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى مخلاف الجند، ومنهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أرسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى تهامة، ومنهم وبر بن يُحنَّس الخزاعي رضي الله عنه الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى صنعاء وأمره أن يبني لهم = =مسجدا، قال وبر بن يحنس الخزاعي رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين" أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 1/ 253 برقم83 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير