تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد كانوا كثيراً ما يخذلون المسلمين، ويوالون النصارى عليهم (14) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#14-)، وأفعال القرامطة في الحرم المكي مما لا ينساه التاريخ فقد هدموا الكعبة، وقتلوا حولها أكثر من مائة ألف من الحجاج، وأخذوا الحجر الأسود إلى الإحساء وهذا لا يُتصور أن يصدر من مسلم. وأما العبيديون في مصر والشمال الإفريقي فقد قتلوا من أهل السنة الكثير، وأظهروا الرفض بالإكراه، وألزموا المؤذنين بأن يقولوا في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله وحي على خير العمل) ونشروا بدع القبور، وشجعوا العوام على تقديسها، كما أنهم تعاونوا مع الصليبيين ضد المسلمين، فقد قال ابن الأثير:"إن أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة، ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، خافوا وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه، ويكونوا بينهم وبين المسلمين، والله أعلم" (15) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#15-). واستولى الصليحيون على اليمن، والحمدانيون على أجزاء من الشام وهم من الرافضة، وإن كان لهم دور في محاربة النصارى لكن قتالهم إنما هو للدفاع عن أراضيهم وليس لغرض الجهاد (16) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#16-). فقد كان بين هذه الدول الباطنية تعاون لاتحادهم في المذهب، فعلى سبيل المثال نجد أن سيف الدولة الحمداني يساعد القرامطة في حربهم لكافور الإخشيدي مع ماعمله القرامطة من مخاز لا تجهل (17) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#17-). 6- التجاوب الضعيف من المسلمين لنصرة إخوانهم المنكوبين: فعندما هاجم الصليبيون الرها سنة 361ه ألح الناس على بختيار البويهي (18) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#18-) أن يقوم بواجبه، فماطلهم ولم يحصل منه شيء، وعندما استولى الصليبيون على القدس هام الناس على وجوههم فارين من وحشية العدو الصليبي، وخرج الفقهاء من بغداد ليندبوا الملوك على الجهاد، فلم ينفع سعيهم، وتجهز بعض الفقهاء في بغداد ومعهم جمع من المتطوعة سنة 504ه للجهاد ثم رجع كثير منهم حين بلغهم كثرة الصليبيين، وعندما أرسل صلاح الدين رسالة إلى ملك المغرب يطلب منه المساعدة بأسطول بحري يقطع إمدادات الصليبيين القادمة عبر مضيق جبل طارق غضب؛ لأنه لم يخاطبه بأمير المؤمنين (19) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#19-). 7- الاستنصار بالأعداء النصارى في النزاعات الداخلية: ومن ذلك ما فعله عمارة اليمني الشاعر المشهور عندما كاتب الصليبيين لغزو مصر، واسترجاع الحكم الفاطمي، وفيه يقول الشاعر: عمارة في الإسلام أبدى جناية ... وبايع فيها بيعة وصليبا (20) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#20-) وأمسى شريك الشرك في بغض أحمد ... فأصبح في حب الصليب صليبا (21) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#21-) وكان خبيث الملتقى إن عجمته ... تجد منه عوداً في النفاق صليبا (22) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#22-) سيلقى غداً ما كان يسعى لأجله ... ويسقى صديداً في لظى وصليبا (23) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#23-) (24) (http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#24-) بوادر العودة: في ظل تلك الأوضاع السيئة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم نجد أن العلماء تحركوا للقيام بما أوجب الله تعالى عليهم من إصلاح المجتمعات المسلمة، فكان لهم جهود لا تخفى لاستنهاض الأمة لتعود إلى الجهاد، ففي سنة 362ه اجتمع أبو بكر الرازي الحنفي، وأبو الحسن الرماني، وابن الدقاق الحنبلي بعز الدولة بختيار وحرضوه على غزو الروم الذين استولوا على الرها وبعض بلاد الشام، فبعث جيشاً إلى الشام فأظفره الله بهم، وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وبعثوا برؤوسهم إلى بغداد فسكنت أنفس الناس (25) ( http://saaid.net/mktarat/flasteen/62.htm#25-). وقد كان للعلماء محاولات جادة في الإصلاح، فمنهم من اهتم بالجانب التنظيري فألف الكتب في معالجة مواضع الخلل عند المسلمين، ومنهم من اهتم بالإصلاح الشعبي فعقد المواعظ والدروس لإعادة الناس إلى الدين، ومن أمثلة الاتجاه الأول: الإمام الماوردي، والجويني، والغزالي، ومن أمثلة الاتجاه الثاني: الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وسبط ابن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير