كان الشيخ رحمه الله يغتذي بالتمر واللبن ولم أره يوماً يتناول طعاماً غيره إلا مرة واحدة دعانا إلى غداء عنده فقدّم لنا بعض لحم الضأن غير المنضج فنسل منه قطعة صغيرة امتضغها ثم تناول لبنه.
كان الشيخ كثير التمرين لتلاميذه، وقد كان الشيخ يستثمر رحلته ماشياً إلى منزله لمرافقتنا فكان يلقي علينا مسائل التمرين في العربية نحوها وصرفها ولغتها ويحاورنا في جوابنا، وكانت أجمل فرصي يوم أن أرافقه وحدي فألقى منه الكثير من الرعاية والاهتمام ولعله كان يفعل ذلك بغيري فهذا دأبه رحمه الله.
ومن أطرف ما وقع لي في شأن ذلك أنني مررتُ بالشيخ رحمه الله وهو يصلي إلى أسطوانة أبي لبابة في الروضة الشريفة فظننته أول الأمر واقفاً لغير صلاةٍ فسلمتُ عليه فمدّ لي يده وصافحني وهو في صلاته وأراد بذلك تنبيهي على جواز ذلك في مذهب الإمام مالك رحمه الله.
كان الشيخ رحمه الله دائم الفكرة قليل الكلام باسم الوجه حلو المعشر جم التواضع يريحك بطَلّته ويحب ممازحة تلاميذه ومضاحكتهم، فيه هيبة العلم وحلم العالم وقد رأينا ذلك في صبره على تجرّؤ بعض الأدعياء عليه ناسبين إليه الأشعرية أو التصوّف دون أن يعرفوا من حاله شيئاً أو يتبينوا إن كان كذلك أم لا! فلم يكن يرد عليهم أو يلتفت لهم بل كان بعضهم يأتيه ويقرأ عليه وهو يعلم أنهم ينسبون له ما يسمونه البدعة – ولم تكن فيه – دون أن يكون لهم دليل سوى أنه لم يصرّح للناس بمقالتهم التي يقولون بها على جهة التفصيل وما دروا أنه لم يكن من محبي علم الكلام أو أهله.
وكان الشيخ رحمه الله دائم السؤال عن أحوال أهلنا في فلسطين وكان يؤذيه ما يسمع من قتلهم واستهدافهم ويحوقل ويسترجع كلما بلغه يحزنه عن أحوال فلسطين وكان يردد على مسامعي: متى تكون للعرب شوكة يكسرون بها هؤلاء اليهود!!.
رحم الله الشيخ أحمدو وأسبغ عليه من رحمته وجزاه الله عن العلم والعلماء خيراً.
د. أسامة جمعة الأشقر
المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة
دمشق 14/ 4/2007
http://82.96.75.104/[email protected]@.3ba9f8f6
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 09:01 م]ـ
اللَّهمَّ ارحم الشيخ أحمدّو وتُبْ عليه، ونَوِّرْ له في قَبْرِه، وأفسح له فيه .. آمين .. آمين .. آمين
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - 04 - 07, 09:42 م]ـ
رحم الله الشيخ أحمدو
وأسبغ عليه من رحمته
وأسكنه فسيح جنته
وجزاه الله عن العلم والعلماء خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 03:13 م]ـ
يخبرني أحد تلامذته، بأنه مرة كان يقرأ عليه بعض الطلبة، وفجأة أجهش في البكاء، حتى رحمه التلميذ، ثم قال الشيخ أحمدّو: أتظن أن الله يعذبني؟!!
فأسأل الله تعالى ألا يعذبه، اللهم أجره من النار، اللهم أجره من النار، اللهم أجره من النار.
ومن المواقف المؤثرة - وبالمناسبة فالشيخ من المعمرين - أن الشيخ يشرح بعض المعلقات هذه أو تلك، وكان يقلل الشرح، فيكتفي بالبيت أو البيتين يشرحهما للطالب، فإذا رأى منه إصرارا، وصبرا، زاده، حتى يصل ربما إلى خمسة عشر بيتا، وهذا يعتبر من ذوي الحظوة!، فكان أحد طلبته ممن يشرح له من المعلقة كل يوم أربعة عشر بيتا، ومرض الشيخ حتى صار الدم يسيل من كل مكان من جسمه، ونقل إلى المستشفى، فجاءه الطالب يزوره، وهو المريض الذي لا يستطيع الكلام من المرض، فلما رأى الشيخ الطالب، قال: نكتفي اليوم بسبعة أبيات - ظنه يريد ورده من الشرح!!، فما بقي أحد من زواره من الشناقطة إلا وبكى بكاء مرا لهذا الموقف.
فأسأل الله تعالى أن يتجاوز عنه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 03:20 م]ـ
فيه هيبة العلم وحلم العالم وقد رأينا ذلك في صبره على تجرّؤ بعض الأدعياء عليه ناسبين إليه الأشعرية أو التصوّف دون أن يعرفوا من حاله شيئاً أو يتبينوا إن كان كذلك أم لا! فلم يكن يرد عليهم أو يلتفت لهم بل كان بعضهم يأتيه ويقرأ عليه وهو يعلم أنهم ينسبون له ما يسمونه البدعة – ولم تكن فيه – دون أن يكون لهم دليل سوى أنه لم العلم والعلماء خيراً.
د. أسامة جمعة الأشقر
المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة
دمشق 14/ 4/2007
http://82.96.75.104/[email protected]@.3ba9f8f6
بل كان الشيخ - غفر الله له - أشعريا جلدا.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 09:23 م]ـ
اللهم أكرم نُزُلَ الشيخ،
وأعْلِ مقامه،
واحشُرْه مع النَّبيِّ الأكرم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
وأسْبِلْ عليه من عفوك ورَحماتك،
وأسبغْ عليه من منِّك وكَرَمِك،
آمين .. آمين