تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب23وأن عمرو بن العاص قال يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قال من الرجال قال أبوها قال ثم من قال أبو عبيدة بن الجراح

من مناقبه (رضي الله عنه) يجتمع نسب"أبو عبيدة" مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في جدِّه وكان أبو عبيدة أَصْبحَ الناسِ وجهًا، وأحسنهم خلقًا، وأشدَّهم حياء،

قتل أباه في بدر

فجأة أبصر أباه –وكان أبوه مشركًا- وهو يقاتل في صفوف المشركين، وهاله أن يجد إخوانه من المسلمين يُقتلون بسيف أبيه، فانطلق بسرعة نحو أبيه فابتدره بطعنة قاتلة بسيفه قبل أن يسبقه إلى أحد المسلمين فيقتله.

{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} المجادلة22" وقد قال سعيد بن عبدالعزيز وغيره أنزلت هذه الآية "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر" إلى آخرها في أبي عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة ولو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته وقيل في قوله تعالى "ولو كانوا آباءهم" نزلت في أبي عبيده قتل أباه يوم بدر "أو أبناءهم" في الصديق هم يومئذ بقتل ابنه عبدالرحمن "أو إخوانهم" في مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ "أو عشيرتهم" في عمر قتل قريبا له يومئذ أيضا وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ فالله أعلم " أي هؤلاء حزب الله أي عباد الله وأهل كرامته وقوله تعالى "ألا إن حزب الله هم المفلحون" كما قال تعالى "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه" تنويه بفلاحهم وسعادتهم ونصرتهم في الدنيا والآخرة ولقد جاءت صفتهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يدعوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة" فهؤلاء أولياء الله تعالى الذين قال الله "أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"

وفي غزوة أحد

فقدَ ثنيتيْه في غزوة أُحد

يُروى أنه فقدَ ثنيتيْه في غزوة أُحد، حينما حاول أن ينزع الحلقتين المعدنيتين اللتين دخلتا في وجنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، ويذكر الرواة أن ثغره حسُن بذهابهما، حتى قيل: "ما رؤي هَتَم قط أحسن من هتم أبي عبيدة". (والهتم: كسر الثنايا، ورجل أهتم: مكسور الثنايا). وقد أبلى "أبو عبيدة" يومئذ بلاءً حسنًا، وكان يتقدم الصفوف، ويقاتل المشركين بشجاعة وبطولة نادرتين،

وقد وقال (صلى الله عليه وسلم): "ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه إلا أبا عبيدة".

قال عمر (رضي الله عنه) أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثله

عمر بن الخطاب أنه قال يوما لمن حوله تمنوا فقال بعضهم أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا فأنفقه في سبيل الله ثم قال تمنوا فقال رجل أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا أو زبرجدا أو جوهرا فأنفقه في سبيل الله وأتصدق ثم قال عمر تمنوا فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين قال عمر أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح

أبو عبيدة والخلافة

وحينما تُوفِّي النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أبو عبيدة من أقوى المرشحين لخلافته، فأتاه بعض المسلمين، ومنهم "عمر بن الخطاب"؛ ليبايعوه على الخلافة، إلا أنه أبى، وقال: "أتأتوني وفيكم ثالث ثلاثة"؛ يعني "أبا بكر الصديق".

وانطلق معه إلى السقيفة، حيث اجتمع الأنصار؛ ليختاروا من بينهم خليفة للمسلمين في المدينة قبل أن يذهب الأمر إلى المهاجرين، فلما عَلِم المهاجرون بذلك ذهبوا إليهم حتى لا يتحزَّب المسلمون وتقع الفتنة بينهم.

واحتدم النقاش بين الفريقين، وكاد الشر يتطاير بين المهاجرين والأنصار، ويحدث خلاف بينهم، وتشتعل الفتنة، فيتدخل "أبو عبيدة" لتسكين حدَّة النفوس، وتهدئة روع المؤمنين، وكان قد لزم الصمت طوال الوقت، فقال: "يا معشر الأنصار، كنتم أول من نَصَر وآزر؛ فلا تكونوا أول من بدَّل وغيَّر".

فنزلت تلك الكلمة الحكيمة بردًا وسلامًا على قلوب الأنصار، وكانت بمثابة النور الذي كشف للفريقين ما كادوا يقعون فيه من الفتنة والشقاق، فقال "بشير بن سعد" من زعماء "الخزرج" –وقد شرحت تلك الكلمات صدره-: "إنا والله وإن كنا أُولي فضيلةٍ في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا وطاعة نبينا، والكدح لأنفسنا، فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك، ولا نبتغي من الدنيا عرضًا، فإن الله وليُّ النعمة علينا بذلك. ألا إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) من قريش، وقومه أحقُّ به وأولى".

وهنا سارع "أبو عبيدة" بمبايعة "أبي بكر" فبايعه الجميع، وهكذا قدَّر الله لتلك الفتنة أن تموت في مهدها بفضل كياسة "أبي عبيدة"، ورجاحة عقله، وتواضعه، ونفاذ بصيرته، وقوة إيمانه، وإخلاصه لله عز وجل.

وهناك الكثير والكثير

ومن أراد الزيادة فإن المقام هنا لا يسمح

فإلى كتب السيرة والقراءة ليمتليء الرجل إيمانا وتمتليء المرأة إيمانا

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا

وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا

بالماء والثلج والبرد

لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته

ولا مبتلا إلا عافينه

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين

وارفع بفضلك رايتي الحق والدين

وصل اللهم على سيدنا محمد

وأقم الصلاة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير