[ align=justify] وبدأ يشعل ثورته التي يحميها الإنجليز، وانضم إليه بعض رجال الفكر وشباب القادة الذين اشترطوا عدم المساس بالخلافة، واستمر القتال عاما ونصف العام ضد اليونانيين، استعار خلالها أتاتورك الشعار الإسلامي ورفع المصحف، وأعلن الحلفاء أثناءها حيادهم، أما الإنجليز فكانوا يعملون جهدهم لإنجاح هذه الثورة، فبعد تجدد القتال بين أتاتورك واليونانيين في (1340هـ = 1921م) انسحبت اليونان من أزمير ودخلها العثمانيون دون إطلاق رصاصة، وضخمت الدعاية الغربية الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به المسلمون وتعلقت به الآمال لإحياء الخلافة، ووصفه الشاعر أحمد شوقي بأنه "خالد الترك" تشبيهًا له بخالد بن الوليد.
وعاد مصطفى كمال إلى أنقرة حيث خلع عليه المجلس الوطني الكبير رتبة "غازي"، ومعناه الظافر في حرب مقدسة، وهو لقب كان ينفرد به سلاطين آل عثمان، فتعزز موقفه الدولي والشعبي، ووردت عليه برقيات التهاني من روسيا وأفغانستان والهند والبلدان الإسلامية المختلفة، وسار العالم الإسلامي فخورًا بثورة مصطفى كمال سنوات عدة، استغلها في كسب عواطف المسلمين وأموالهم بعدما كسا ثورته لباسًا إسلاميًا سواءً في أحاديثه أو في معاملته للزعماء المسلمين مثل الزعيم الليبي أحمد السنوسي.
إلغاء الخلافة الإسلامية
[وبعد انتصارات مصطفى كمال انتخبته الجمعية الوطنية الكبرى رئيسًا شرعيًا للحكومة، فأرسل مبعوثه "عصمت باشا" إلى بريطانيا (1340هـ = 1921م) لمفاوضة الإنجليز على استقلال تركيا، فوضع اللورد كيرزون – وزير خارجية بريطانيا – شروطه على هذا الاستقلال وهي: أن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي، وأن تلغي الخلافة الإسلامية، وأن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة، وأن تختار تركيا لها دستورا مدنيًا بدلاً من الدستور العثماني المستمدة أحكامه من الشريعة الإسلامية.
نفذ أتاتورك ما أملته عليه بريطانيا، واختارت تركيا دستور سويسرا المدني، وفي (ربيع أول 1341هـ = نوفمبر 1922م) نجح في إلغاء السلطنة، وفصلها عن الخلافة، وبذلك لم يعد الخليفة يتمتع بسلطات دنيوية أو روحية، وفرض أتاتورك آرائه بالإرهاب رغم المعارضة العلنية له، فنشر أجواء من الرعب والاضطهاد لمعارضيه، واستغل أزمة وزارية أسندت خلالها الجمعية الوطنية له تشكيل حكومة، فاستغل ذلك وجعل نفسه أول رئيس للجمهورية التركية في (18ربيع أول 1342هـ = 29 أكتوبر 1923م) وأصبح سيد الموقف في البلاد.
وفي (27 رجب 1342هـ = 3 مارس 1924م) ألغى مصطفى كمال الملقب بأتاتورك الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية، وأغلق كثيرًا من المساجد، وحوّل مسجد آيا صوفيا الشهير إلى كنيسة، وجعل الأذان باللغة التركية، واستخدم الأبجدية اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلاً من الأبجدية العربية.
وكانت هذه الإجراءات المتتابعة منذ إسقاط الخلافة تهدف إلى قطع صلة تركيا بالعالم الإسلامي بل وصلتها بالإسلام، ولم يقبل المسلمون قرار أتاتورك بإلغاء الخلافة؛ حيث قامت المظاهرات العنيفة التي تنادي ببقاء هذا الرباط الروحي بين المسلمين، لكن دون جدوى.
حاول "حسين بن علي" حاكم الحجاز تنصيب نفسه خليفة للمسلمين، لكن الإنجليز حبسوه في قبرص، كما عمل الإنجليز على فض مؤتمر الخلافة بالقاهرة، وإلغاء جمعية الخلافة بالهند .. وهكذا نجحت أحقاد الغرب في إلغاء الخلافة الإسلامية التي لم تنقطع منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم).
* مصادر البحث وللاستزادة:
http://islamonline.org/arabic/histor...rticle09.SHTML
http://islamonline.org/Arabic/histor...rticle14.shtml
( منقول)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:43 م]ـ
اطلعت اطلاعا سريعا على هذا البحث الموجز الجميل و لعل لي عودة ... لكن:
ذكر محمد قطب حفظه الله ان اعداء الاسلام عندما الغوا الخلافة و ارادوا اماتة الشعوب الاسلاميه الحية فسلموا اغلب الدول العربية للعسكريين الذين بحكمونها بالحديد و النار، و هذا مشاهد
و الناقص هذا مثال حي وجرائمه معلومه.
و انصح بقراءة مذكرات السلطان عبد الحميد - رحمه الله - فبقدر ما فيها من الحقائق فكذلك فيها من الالم و رثاء الخلافة ما لا تتحمل العين حبس دمعها معه.
ـ[صخر]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:39 ص]ـ
جميل
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 05 - 07, 12:51 م]ـ
بارك الله فيك على الموضوع
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[14 - 05 - 07, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي محمد المبارك
اطلعت اطلاعا سريعا على هذا البحث الموجز الجميل و لعل لي عودة ... لكن:
ذكر محمد قطب حفظه الله ان اعداء الاسلام عندما الغوا الخلافة و ارادوا اماتة الشعوب الاسلاميه الحية فسلموا اغلب الدول العربية للعسكريين الذين بحكمونها بالحديد و النار، و هذا مشاهد
و الناقص هذا مثال حي وجرائمه معلومه.
و انصح بقراءة مذكرات السلطان عبد الحميد - رحمه الله - فبقدر ما فيها من الحقائق فكذلك فيها من الالم و رثاء الخلافة ما لا تتحمل العين حبس دمعها معه.
جزاك الله خيرا اخي الحبيب على الربط الجيد ... فان الاستاذ محمد قطب من افضل من كتب في قضية سقوط الخلافة وتداعى الامم على الامة الاسلامية حتى صرنا الى ما نحن فيه الان.
واسال الله تعالى وتقدس ان يحشر هذا الملعون "اتاتورك" مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الاسفل من النار .. وان يعيد الامة الى ما كانت عليه .. وان يرد كيد الاعداء من اليهود والنصارى والعلمانيين في نحورهم.
¥