تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندما قامت الدولة اليهودية، نشطت الحركة الصهيونية في ترويج مسألة الهيكل لليهود من خلال جعله شعاراً رسمياً للدولة اليهودية (نجمة داود)، وتأويل نصوص توراتية وتلمودية لكي تتواءم ومقتضيات هذه المسألة، وتجنيد الطاقات والإمكانات المادية والبشرية الهائلة، للبدء في مرحلة البحث عن الهيكل وأنقاضه، فأنشئت مراكز الأبحاث الخاصة بذلك، وأقيمت الدراسات المختلفة المتعلقة بمكان وشكل وتصاميم الهيكل. وعلى الصعيد العملي، فقد قامت العصابات الصهيونية وبدعم حكومي بعمل عشرات الحفريات تحت أسوار وساحات المسجد الأقصى، في الوقت الذي كانت فيه مجموعة هندسية أخرى تشيد هيكلاً جديداً في منطقة وادي عربة مشابهاً للهيكل القديم، وهي بانتظار اللحظة المناسبة لنقله وتثبيت أركانه على أنقاض المسجد الأقصى - حسب مصادر صحفية -. وعلى الصعيد العملي أيضاً، فقد نشطت عشرات المنظمات المتطرفة والتي تحمل أسماء ذات علاقة بالهيكل المزعوم، في التآمر على المسجد الأقصى وترويع المصلين المسلمين فيه، وكثير هي الحالات التي تم فيها ارتكاب الاعتداء تلو الآخر، والمجزرة تلو الأخرى على ساحات المسجد وداخل أسواره، ومن أشهر هذه المنظمات:

جماعة (غوش إيمونيم): ومعناها كتلة الإيمان وتطلق على نفسها حركة التجديد الصهيوني، ومؤسسها موشي ليفنغر.

منظمة (يشيفات أتريت كوهانين): أي (التاج الكهنوتي)، ومؤسسها الحاخام إبراهام يتسحاق كول.

حركة الاستيلاء على الأقصى.

منظمة (سيودس شيسون): وتظهر بشكل جمعية خيرية تدعمها وزارتي المعارف والدفاع الصهيونيتين.

مجموعة (أل هار هاشم): ومعناها (إلى جبل الله).

جماعة (أمناء الهيكل).

مؤسسة (الهيكل المقدس).

حركة (إعادة التاج لما كان عليه).

مجموعة (حشمونائيم).

حركة (أمنا): أي الأمانة أو الميثاق.

حركة (كاخ).

جمعية صندوق جبل الهيكل.

حركة "الموالون لساحة المعبد".

إضافة إلى العشرات من الحركات والمنظمات السرية والعلنية الأخرى ..

الحفريات:

لأهمية الموضوع، لا بد من التعرض للحظة للحفريات الصهيونية المستمرة في منطقة المسجد الأقصى، بحثاً عن آثار الهيكل المزعوم، وفي هذه المسألة موضوعان:

هيكل سليمان عليه السلام: ويعتقد اليهود أنه مكان المسجد الأقصى المبارك وهو اعتماد لا أصل له لأسباب جمة، على رأسها أن مساحته - وفق تقديرات مهندسيهم- تفوق موقع المسجد الأقصى. وثانيها أن لا أثر صغير أو كبير للهيكل في مكان المسجد، وهو اعتراف المسؤولة عن الحفريات الصهيونية في المكان "إيلات مازار" المتخصصة بالبحث عن الهيكل بقولها: "إننا لا نعرف عن مكان الهيكل شيئا ولم نصل إلى ذلك بتاتا".

وسبب آخر، أن الحفريات لم تقتصر على البحث عنه في حفرية واحدة أو اثنتين، بل تعددت لتبلغ أكثر من خمسة وستين حفرية في المدينة منذ العام 1967م، وقد عرض معظمها "دان باهط" في أطلسه عن القدس مع تواريخها.

أما الموضوع الثاني، فهو الحفريات ذاتها، وهي نوعان: الأول ظاهر للناس عامة و الثاني خفي عنهم. أما الظاهر فهو النفق الذي افتتح في شهر أيلول من العام 1996م، والواقع تحت سور المسجد الأقصى الغربي، وعلى امتداد بدايته من ساحة حائط البراق وهو ما يدعوه اليهود بالحائط الغربي لهيكل سليمان الذي لا دلالة ظاهرة عليه، وينتهي شمالي مئذنة الغوانمة في طريق المجاهدين المسماة بـ (طريق الآلام).

وأما الحفريات الخفية –على ما يبدو– فهي أوسع رقعة، ولا تقل عن الأولى خطراً، بل تزيدها، وهي تحت ساحات المسجد الأقصى من الغرب إلى الشرق، وأخرى باتجاه مبنى المسجد الأقصى وأخرى باتجاه قبة الصخرة، وهذه الحفريات لها آثار مادية ومعنوية على المسجدين وساحاتهما وعلى روادهما من المصلين المسلمين.

الخاتمة:

وأخيراً، وبناء على ما سبق، فإن الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام في بيت المقدس، لم يكن لليهود باعتبارهم يهوداً، ولم يبنه سليمان لهدف عنصري أو طائفي أو قومي .. إنما لعبادة الله وطاعته. وهذا معناه أن الإسلام بمعناه الخاص الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم) هو الوارث لحكم سليمان (عليه السلام)، لأن هدف محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يسلم معه الناس لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير