(25) جاء ذلك من كلام جندب بن عبدالله رضي الله عنه؛ كما عند البيهقي في الشعب (10501) وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (300) بعد أن أورده من كلام جندب رضي الله عنه"وروي مرفوعاً، وروي عن الحسن مرسلاً" أ ه.
وقال العجلوني في كشف الخفاء (1 - 412): رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلاً، وذكره الديلمي في الفردوس، وتبعه ولده بلا سند عن علي رفعه، وقال ابن الغرس: الحديث ضعيف، ورواه البيهقي أيضاً في الزهد، وأبو نعيم من قول عيسى بن مريم، وفي رواية لولد أحمد بلفظ:"رأس الخطيئة حب الدنيا والنساء حبالة الشيطان والخمر مفتاح كل شر" ولأحمد في الزهد عن سفيان قال: كان عيسى بن مريم .. فذكره".
وقال السيوطي في تدريب الراوي (1 - 287):"حديث حب الدينا رأس كل خطيئة إما من كلام مالك بن دينار، كما رواه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان بإسناده إليه، أو من كلام عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم كما رواه البيهقي في الزهد، ولا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، إلا من مراسيل الحسن البصري كما رواه البيهقي في شعب الإيمان، ومراسيل الحسن عندهم شبه الريح، وقال شيخ الإسلام يعني ابن حجر: إسناده إلى الحسن حسن، ومراسيله أثنى عليها أبو زرعة وابن المديني، فلا دليل على وضعه والأمر كما قال".
وقال السخاوي في فتح المغيث (1 - 265):"حديث "حب الدنيا رأس كل خطيئة" رواه البيهقي في الزهد، وأبو نعيم في ترجمة الثوري من الحلية من قول عيسى بن مريم عليه السلام وجزم ابن تيمية بأنه من قول جندب البجلي رضي الله عنه، وأورده ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان له من قول مالك بن دينار، وابن يونس في ترجمة سعد بن مسعود التجيبي في تاريخ مصر له من قول سعد هذا، ولكن قد أخرجه البيهقي أيضاً في الحادي والسبعين من الشعب بسند حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلاً، وأورده الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا إسناد عن علي بن أبي طالب رفعه أيضاً، ولا دليل للحكم عليه بالوضع مع وجود هذا.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله تعالى عن معنى قول من يقول:"حب الدنيا رأس كل خطيئة" فهل هي من جهة المعاصي، أو من جهة جمع المال؟
فأجاب: ليس هذا محفوظاً عن النبي، ولكن هو معروف عن جندب بن عبدالله البجلي من الصحابة، ويذكر عن المسيح بن مريم عليه السلام، وأكثر ما يغلو في هذا اللفظ: المتفلسفة، ومن حذا حذوهم من الصوفية، على أصلهم في تعلق النفس إلى أمور ليس هذا موضوع بسطها، وأما حكم الإسلام في ذلك فالذي يعاقب الرجل عليه الحب الذي يستلزم المعاصي، فإنه يستلزم الظلم، والكذب، والفواحش، ولا ريب أن الحرص على المال والرئاسة يوجب هذا، كما في الصحيحين أنه قال: "إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا" وعن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" قال الترمذي: حديث حسن، فحرص الرجل على المال والشرف يوجب فساد الدين، فأما مجرد الحب الذي في القلب إذا كان الإنسان يفعل ما أمره الله به، ويترك ما نهى الله عنه، ويخاف مقام ربه، وينهى النفس عن الهوى؛ فإن الله لا يعاقبه على مثل هذا إذا لم يكن معه عمل وجمع المال، وإذ قام بالواجبات فيه، ولم يكتسبه من الحرام لا يعاقب عليه، لكن إخراج فضول المال، والاقتصار على الكفاية أفضل وأسلم، وأفرغ للقلب، وأجمع للهم، وأنفع في الدنيا والآخرة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أصبح والدنيا أكبر همه شتت الله عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح والآخرة أكبر همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه ضيعته، وأتته الدنيا وهي راغمة" أه من مجموع الفتاوى (11 - 108107).
وقال أيضاً ((18 - 123) "وما يرووه:"حب الدنيا رأس كل خطيئة" هذا معروف عن جندب ابن عبدالله البجلي، وأما عن النبي فليس له إسناد معروف".
وقال المناوي في فيض القدير (3 - 368):"ب الدنيا رأس كل خطيئة بشاهد التجربة والمشاهدة؛ فإن حبها يدعو إلى كل خطيئة ظاهرة وباطنة، سيما خطيئة يتوقف تحصليها عليها، فيُسكر عاشقَها حبُها عن علمه بتلك الخطيئة وقبحها، وعن كراهتها واجتنابها، وحبُها يوقع في الشبهات، ثم في المكروه، ثم في المحرم، وطالما أوقع في الكفر؛ بل جميع الأمم المكذبة لانبيائهم إنما حملهم على كفرهم حب الدنيا؛ فإن الرسل لما نهوا عن المعاصي التي كانوا يلتمسون بها حب الدنيا حملهم على حبها تكذيبهم، فكل خطيئة في العالم أصلها: حب الدنيا، ولا تنس خطيئة الأبوين، فإن سببها حب الخلود في الدنيا، ولا تنس خطيئة إبليس فإن سببها حب الرياسة التي هي شر من حب الدنيا، وكفر فرعون وهامان وجنودهما، فحبها هو الذي عمر النار بأهلها، وبغضها هو الذي عمر الجنة بأهلها، ومن ثم قيل: الدنيا خمر الشيطان فمن شرب منها لم يفق من سكرتها إلا في عسكر الموتى خاسراً نادماً"أ ه.
(26) أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب (2036) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1957) والطبراني في الكبير (19 - 12) برقم (17) وصححه ابن حبان (669) والحاكم ووافقه الذهبي (4 - 230).
وجاء مرسلاً عن محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أبن أبي شيبة في مصنفه (7 - 243) وقد بيّن ذلك الترمذي في جامعه (4 - 381).
وجاء أيضاً عن محمود بن لبيد عن عقبة ابن رافع عند أبي يعلى (6865) وجاء أيضاً عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج كما عند القضاعي في مسند الشهاب (1397) والطبراني في الكبير (4 - 252) برقم (4296) وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (4 - 61) برقم (4809) والهيثمي في الزوائد (10 - 285).
(27) أخرجه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه: مسلم (2962) وابن ماجه (3996) وابن حبان (6688).
(28) أخرجه الترمذي (35) وقال: هذا حديث حسن (2476) وأبو يعلى (502) وهناد في الزهد (758) ونقل المنذري في الترغيب والترهيب أن الترمذي قال عقبه:"حديث حسن غريب" وكذا الألباني في ضعيف الترمذي وضعفه الألباني (440) وفي ضعيف الجامع (4293) لكن معنى الحديث جاء في أحاديث أخرى بأسانيد جيدة.
¥