تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إبراهيم الفيفاوي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:48 م]ـ

روى الحاكم وأبو يعلى والطبراني من طريق معلى بن مهدي عن أبي عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن ابن عباس:

أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفىء عنكم نار الحدثان فقال له: عمارة بن زياد رجل من قومه والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها قال: انطلق فانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجسلهم فيها وقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي قال: فخرجت كأنها جبل سعر يتبع بعضها بعضا واستقبلها خالد فضربها بعصاه حتى دخل معها الشق وهو يقول: بدا بدا بدا كل هدى بؤدى زعم بن راعية المعزي أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق قال فأبطأ عليهم فقال عمارة بن زياد والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج منها فقالوا إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال فدعوه باسمه فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فإذا مت فادفنوني فإذا مرت بكم عانة حمر فانبشوني فإنكم ستجدونني حيا فأخبركم بما يكون فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقالوا انبشوه فإنه قد أمرنا أن ننبشه فقال لهم عمارة بن زياد: تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا وقد كان خالد أخبرهم أن في عكن امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه وقال: لا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم.

قال أبو يونس قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذاك نبي ضيعه قومه وإن ابنته أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة أخي

قال الحاكم هذا حديث صحيح.

قال أبو إبراهيم: هذا الإسناد هو أجمع الأسانيد التي استوفت الخبر بجميع زياداته المتفرقة في الروايات!

ـــــــــــــــ

قراءة فيما سبق:

نبي الله خالد بن سنان العبسي وكما ذكر سابقاً بعثه الله في زمن الفترة بين عيسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت آيته ومعجزته أنه أطفأ نار الحرتين بعصاه بعدما اشتد أذاها على الناس، وكما يظهر من الحديث السابق أنه أوصى قومه بثلاث:

أولاها / عدم مناداته باسمه عند دخوله نار الحرة – عكوة حالياً بجوار قرية الحسيني - حتى يخرج عليهم من تلقاء نفسه ..

ثانيها / نبش قبره عند مرور الحمر، لإخراجه!

ثالثها / ألا يمس الألواح حائض!

ونرى مدى تضييع قومه لهذه الوصايا، فهاهو عمارة بن زياد الذي لم يقدر نبيه قدره، يخالف الوصية بعدما تحداه أنه يستطيع إطفاءها ويناديه باسمه بعد تأخره في داخل البركان وزعمه أن تأخره بسبب موته فيها، وهذا سوء ظن من عمارة ومن معه بنبيهم وشك في تأييد الله له وإعانته!!

ويستمر التهاون بوصايا نبي الله خالد، فبمجرد مناداته باسمه يخرج ممسكا برأسه من شدة ما أصابه من نار الحرة قائلاً لقومه: والله لقد قتلتموني!!

وإذا علمنا أن أرحم الناس بالناس في هذه الأرض هم أنبياء الله ورسله، فإننا نرى هذه الرحمة تتجلى في نبي الله خالد بن سنان الذي لم يدعو على قومه بعد مخالفتهم له وتضييع وصيته، بل تعدى ذلك إلى حرصه وإشفاقه عليهم بأن أوصاهم بنبش قبره عند مرور تلك الحمر التي وصفها لهم وصفاً دقيقاً - وهذه من آياته بأن اطلعهم على أمر مستقبلي سوف يحدث - ومع هذا تأتي هذه الحمر كما وصفها لهم ويرون ذلك الحمار الأبتر الذي أخبرهم به والذي هو الآية على نبش قبره، ويمتنعون من نبش القبر خوف الفضيحة والعار مضيعين للوصية ولمقام النبوة!

وكان من ضمن وصاياه لقومه أنه إذا أشكل عليهم شيء فليراجعوا تلك الألواح المحفوظة لدى امرأته وحذرهم من أن يمسها حائض، فلما احتاجوها طلبوها من امرأته بعد وفاته فأخرجتها لهم وهي حائض فذهب ما فيها من علم!

وهذا دليل على إهمالهم لجناب الوصية النبوية وإلا فإنه كان من المفترض أن يكون في حسبانهم سؤال المرأة هل هي طاهرة والحرص على حفظ الوصية ولكن وقع ما وقع!!

ـ[أبو إبراهيم الفيفاوي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:20 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير