تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فقد اطلعت على المقالة التي كتبها الأستاذ / فهد بن عامر الأحمد في جريدة الرياض عدد (13775) في 12/ 2/1427هـ وتحدث فيها عن خالد بن سنان وقرر من خلال عرضه أنه نبي عربي من نسل إسماعيل وذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال عنه (ذاك نبي ضيعه قومه) وذكر بعض معجزاته!! ... إلخ كما أنني اطلعت على بعض المنتديات في الشبكة العنكبوتية والتي تتحدث كذلك عن نبوته ولم أطلع على من رد على ذلك لذا أحببت بيان الحق في هذه المسألة فأقول مستعينا بالله تعالى:

لاشك أن هذا القول الذي ذكره أخونا الكاتب قد ذكره بعض المؤرخين ولكن العبرة بثبوت هذا الخبر من عدمه وهل كان هناك نبي بين عيسى -عليه السلام -ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث ذكر من ترجم لخالد بن سنان أنه بُعث قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن النبي - صلى الله عليه وسلم – رأى ابنته وسأل عنه فقالوا قد مات فقال (ذاك نبي ضيعه قومه) ومن ذلك ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: أني أطفىء عنكم نار الحدثان. قال: فقال له عمارة بن زياد -رجل من قومه -: والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها؟ قال:فانطلق وانطلق معه عمارة بن زياد في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها فقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي. فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا. قال: فاستقبلها خالد فضربها بعصاه وهو يقول: بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثناي بيدي. حتى دخل معها الشق قال: فأبطأ عليهم. قال: فقال عمارة بن زياد: والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد. قالوا: ادعوه باسمه. قال فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه فدعوه باسمه قال: فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانتبشوني فإنكم ستجدوني حيا. قال: فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقلنا: انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه. قال عمارة بن زياد: لا تحدث مضر إنا ننبش موتانا والله لا ننبشه أبدا. قال: وقد كان أخبرهم إن في عكن امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه. وقال: لا يمسهما حائض. قال: فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض. قال: فذهب بما كان فيهما من علم. قال فقال أبو يونس قال سماك بن حرب سأل عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ذاك نبي أضاعه قومه) وقال أبو يونس قال سماك بن حرب أن ابن خالد بن سنان أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال: (مرحبا بابن أخي). رواه الحاكم 2/ 655 و الطبراني في المعجم الكبير (11793) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه فإن أبا يونس هو الذي روى عن عكرمة هو حاتم بن أبي صغيرة وقد احتجا جميعا به واحتج البخاري بجميع ما يصح عن عكرمة ا. هـ وقد تعقب العلماءُ الحاكمَ ولم يرتضوا قوله وردوا تصحيحه فقال الذهبي: " منكر " ا. هـ وقال الحافظ ابن حجر: قلت لكن معلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم الرازي ا. هـ الإصابة 2/ 371 وقال الهيثمي: " رواه الطبراني موقوفا وفيه المعلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم قال: يأتي أحيانا بالمناكير قلت: وهذا منها " ا. هـ مجمع الزوائد 8/ 213

وعَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -قال: جَاءَتْ بنتُ خَالِدِ بن سِنَانَ إلى النبي -صلى اللَّهُ عليه وسلم- فَبَسَطَ لها ثَوْبَهُ وقال: (بِنْتُ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ). رواه الطبراني في المعجم الكبير (12250) وابن عدي في الكامل 6/ 46 والأصبهاني في التاريخ 2/ 149 قال ابن عدي: " وهذا الحديث لم يوصله فقال فيه عن ابن عباس غير قيس بن الربيع " ا. هـ وقال الذهبي: " قلت لا يصح هذا " ا. هـ ميزان الاعتدال 8/ 222 وقال الحافظ ابن حجر: " وقيس ضعيف من قبل حفظه " ا. هـ الإصابة 2/ 373.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير