تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكل شيء اذا ماتمّ (رثاء الأندلس)

ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:24 ص]ـ

لكل شيء اذا ماتمّ (رثاء الأندلس)

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحد ولا يدوم على حالٍ لها شان

يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ

وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان

أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟

وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟

وأين ما حازه قارون من ذهب وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟

أتى على الكُل أمر لا مَرد له حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا

وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ

دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ

كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ

فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ

وللحوادث سُلوان يسهلها وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ

دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ

أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ

فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)

وأين (قُرطبة) ٌ دارُ العلوم فكم من عالمٍ قد سما فيها له شانُ

وأين (حْمص) ُ وما تحويه من نزهٍ ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ

قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ

تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من! ;أسفٍ كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ

على ديار من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ

حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ

حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ

يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ

وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ؟

تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ

يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً كأنها في مجال السبقِ عقبانُ

وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ كأنها في ظلام النقع نيرانُ

وراتعين وراء البحر في دعةٍ لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ

أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ؟

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان؟

ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ؟

ألا نفوسٌ أبَّاتٌ لها هممٌ أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ

يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ

بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ

فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ

ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ

يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ

يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ

لمثل هذا يبكي القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[25 - 11 - 07, 10:30 م]ـ

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[26 - 11 - 07, 12:24 ص]ـ

لمثل هذا يبكي القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

أحسن الله إليك،

ورحم الله أبا البقاء الرندي، ولو بقي إلى زماننا لطالتْ مراثيه، لِمَا حلّ بساحاتنا وحاق بنا من غَزْوٍ مُدَمِّرٍ على جميع الأصعدة، وبكل ميدان!!

وقد وقعت بعض الهنات في ضبط بعض الأحرف، وصواب ختام المرثية:

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ * إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ

وقد عارض هذه المرثية الغالية شعراء كثيرون، حبذا لو ينشط بعض الكرام وينسخها هنا.

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[26 - 11 - 07, 06:25 ص]ـ

رثاء رائع ....

أردده مرارا وفي كل مرة أقول رثاء محزن وبرغم ذلك فإني متفائلة بهذه الأمة ولكن هذه المرة الوضع مختلف ...

اسأل الله أن يرحمنا ...

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ

يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ

لمثل هذا يبكي القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

والله إن لم يكن هناك دين يؤثر فأين الغيرة على أعراض المسلمات؟؟؟

لا دين ولا غيرة!!!

حشف وسوء كيلة هذه والله الرزية

ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 05:36 م]ـ

شعر جميل , حبذا لو ذكرت ترجمة لأبي البقاء الرندي ,

للإستفادة منه ,

ومعرفة أشعار أخرى له إن وجدت.

و أثابكم الله

ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 12 - 07, 02:05 م]ـ

القصيدة مصممة كخلفية للجهاز ...

http://www.almosamem.com/msm/msm/ynew4/given36-800.jpg

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير