تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما ينبع البحر، فيضاف البحر للتفريق بينها وبين ينبع النخل؛ ولأنها تقع على ساحل البحر مباشرة، وهي ميناء المدينة، ورغم ماذكر من أنها قد عُرفت كميناء حتى قبل ميلاد المسيح عليه السلام وأنها كانت تسمى في كتب اليونان القديمة ( NERA) أو ( NEGRA) إلا أن ميناء الجار سبق ميناء ينبع على الأقل في الفترة الإسلامية المبكرة واكتسب شهرة كبيرة لم يكن لينبع الميناء وجود معه ولم يظهر ميناء ينبع إلا بعد انهيار واضمحلال الجار في أواخر القرن السادس الهجري، وعندما اختاره الأيوبيون عام 621هـ ميناءً رئيسياً للمدينة المنورة، ودفعوا ثمنه للأشراف الحَسنيين أصحاب ينبع، وعاود الأشراف الاستيلاء عليه وتنقلت السلطة على الميناء مابين الأشراف والأيوبيين والمماليك فيما بعد، وأصبح الميناء الثاني في الحجاز لنقل مؤن الحجاج، ومؤن عمارة الحرمين الشريفين بعد ميناء جُدة، وقد نشأ الميناء على نقطة تقع بين شرم ينبع في الشمال ومصب وادي الفرعة في الجنوب، ويقدر متوسط مابينهما (15كم) وبالتالي يصب في وادي ثمر، وهو بوابة المدينة المنورة، ومنفذ الحجاز الأوسط ويبعد شرم ينبع عن الميناء بحوالي 15كم شمالاً، وهو من المعالم الجغرافية الجميلة في ينبع، ويمتاز بمنظره الخلاب ومياهه الصافية، وتبرز حوله الصخور المرجانية، وهي بالتالي تساعد على حماية الشرم. وخليج ينبع لايزيد عرضه عن 3 كم، وأضيق أجزائه كم، وتنتشر فيه شعاب مرجانية وبينها جزر صغيرة، وانتشار الشعاب المرجانية في منطقة الميناء المائية ساهم في تمدد ممرات ضيقة نحو الشمال الشرقي والجنوب. ويتم الوصول إلى الميناء عن طريق قنال طوله 1609م وعمقه 10.36م. وساهم الموقع الطبيعي للميناء على تطور مهمة الميناء من مرحلة صيد إلى ميناء تجاري وعسكري من القرن السابع حتى القرن العاشر الهجري. (18)

ينبع في العهد النبوي: (على نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم):

من أولى الأحداث التي ارتبطت بينبع في هذا العهد المبارك (غزوة ودّان) التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث خرج غازياً في شهر صفر حتى بلغ ودان وهي بجوار الأبواء، يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانه فوادعته فيها بني ضمرة، ووادعه مخشى بن عمرو الضمري، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، ولم يلق كيداً، وهي أول غزوة غزاها. (19) ويذكر عبدالكريم الخطيب أن ودان هذه قرية منورة الغربية من ينبع البحر. (20)

كما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا حتى بلغ (بواط) من ناحية رضوى ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً فلبث بها بقية شهر ربيع الآخروبعض جمادى الأولى. ورضوى كما سبق ذكره جبل بينبع. (21)

ومن الرايات التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه باتجاه ساحل البحر الأحمر بهدف اعتراض قوافل قريش، سرية عبيدة بن الحارث، والتي عدها ابن هشام أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام، وسار بها حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة. (22)

ولقي بها جمعاً كبيراً من قريش إلا أنه لم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رمى فيها بسهم، فكان أول سهم رُمي به في الإسلام. (23)

وتلت هذه السرية سرية حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه إلى سيف البحر من ناحية العيص من المهاجرين، ولقي أبا جهل في ثلاث مئة راكب من أهل مكة إلا أن مجدي بن عمرو الجهني حجز بينهما، وكان موادعاً للفريقين، فلم يقع قتالٌ. (24)

غزوة العشيرة:

نزل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العشيرة من بطن ينبع غازياً، فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة، من السنة الثانية للهجرة وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً في تلك الغزوة وقال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مالك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب، فقد حدث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة؛ فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقام بها؛ رأينا أنُاساً من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل. فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبا اليقظان، هل لك في أن نأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت؛ قال: فجئناهم،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير