تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشام. (30)

ينبع في العهد المملوكي:

وفي العام 792هـ وفي خضم صراع الشريف عنان من أجل الوصول إلى الإمارة، وفي طريق عودته من مصر يرافقه مندوب تركي من السلطان لتقليده الإمارة بمكة مر بينبع، فشجعه أمير ينبع وبير بن مخبار على مشاركته في قتال بني إبراهيم حتى انتصروا عليهم، فتوجه عنان بعد ذلك إلى مكة. (31)

وفي العام 794هـ عين الشريف علي بن عجلان أميراً على مكة، لكن الأشراف بمكة كانوا على خلاف معه ولم يساندوا إمارته، فتركوا مكة عام 795هـ إلى بحرة قرب جُدة فلحقهم على بن عجلان إلى بحرة فرحلوا إلى جُدة أملاً في أن يستولوا على مركب سلطاني قادم من مصر، فلما علم بذلك اضطر إلى إعطائهم 400 غرارة قمح فلم يرضوا فزادهم مائة أخرى فرضوا وخرجوا من جُدة. وأدت هذه الصراعات إلى تضعضع الأمن في مكة وجُدة فما كان من التجار إلا أن نقلوا تجارتهم إلى ميناء ينبع. (32)

وفي ينبع وفي سنة 798هـ اضطر أميرها وبير بن مخبار إلى تسليم مبلغ ثلاثين ألف درهم مقابل ما استولى عليه من القمح وغيره إلى الشريف حسن بن عجلان الذي قدم من مصر وبرفقته جماعة من الترك ليقلدوه الإمارة في مكة بعد أن هدد أمير ينبع بالحرب. (33)

وفي سنة 809 تم القبض على عامل جُدة جابر الحراشي بأمر من أمير مكة، فصودرت أمواله وسجن بمكة، ثم أُخرج من السجن بشفاعة صاحب صنعاء، وأعيد إليه جزء من ماله، وتوجه إلى اليمن، وذكر النجم ابن فهد أن مكاسب أمير مكة من التجار والحراشي بلغت قرابة 40.000 مثقال.

وفي نفس العام في شهر رمضان وصل أميرا ينبع الشريفان وبير ومُقبل ابني مخبار إلى أمير مكة حسن معلنين ولاءهما له، وزال مابينهم من خلاف. وفي عام 812هـ عاد ولاؤهما له، وزال مابينهم من خلاف. وفي عام 812هـ عاد الحراشي إلى الأحداث وسعى جاهداً للانتقام من حسن بن عجلان بالذهاب إلى مصر وتشجيع السلطان على عزله إلا أن سعيه باء بالفشل، وأثناء عودته من مصر مع الحاج سكن ينبع وتقرب إلى ولاتها، وبنى لهم بها قلعة وسوراً ورغم ما اكتسبه من مال لكنه ما زال يرغب في العودة إلى مكة.

وفي العام 815هـ غضب أمير مكة من جابر الحراشي وسعى إلى إخراجه من ينبعَ لما بلغه من أنه يشجع حاكم اليمن على صرف المراكب من ميناء جُدة إلى ميناء ينبع، فكان أن خرج الحراشي من ينبع إلى مصر وأخذ يحرض السلطان المملوكي على أمير مكة حسن بن عجلان فلم تنجح محاولته وأُعيد إلى الحجاز برفقة الحاج مكبلاً بالحديد فعفا عنه أمير مكة، بل وفوض إليه أمر جُدة مرة أخرى.

ونال ينبع كذلك نصيبٌ من هذه الصراعات ومن ذلك ما حصل عام 825هـ عندما نزل الأمير جانبك الخازندار ينبع في شهر ذي الحجة لقتال الشريف مقبل أمير ينبع، وبرفقته عقيل بن وبير الحسني الذي منحه السلطان إمرة ينبع، واضطر مقبل بقبول عقيل شريكا له في الإمارة، فما أن غادر الحاج ينبع حتى عاد القتال بين الأميرين، وانتصر مقبل على عقيل ابن أخيه، ولما عاد الحاج إلى ينبع هاجم المماليك الأمير مقبل، وقتل في ذلك جماعة من الأشراف من بني حسن وكثر السلب والنهب في ينبع في الأشراف وغيرهم، وما إن خرجوا من ينبع حتى عاد مقبل لقتال ابن أخيه عقيل على الإمارة إلا أنه لم يتمكن من ذلك وهزم في عام 828 وحمل الشريف مقبل في الحديد إلى الإسكندرية وسجن بها. (34)

ومازالت ينبع منطلقاً لبعض الأحداث، فتقبل إليها الأحداث وتدبر فتحل في مينائها حملات الحجيج ويصطدم أمراؤها بأمراء الحج فيسيرون معهم أو يسيرون ضدهم، ومازالت ملاذاً لأمراء مكة والثائرين من أشرافها، فلا يمر عام دون أن يكون هناك ذكر لينبع في أحداث الحجاز الداخلية. وفي العام 827هـ وصل أمير الحاج المصري الأمير قرقماس في ربيع الأول إلى ينبع يحمل أمراً بعزل حسن بن عجلان وتولية علي بن عنان وأشرك معه أهل ينبع والصفراء والمدينة فالتقى بهم الأمير الجديد في ينبع ودخلوا مكة في جمادى الأولى وتوجه الأمير الجديد إلى جُدة لملاطفة التجار القادمين إليها وتشجيعهم على الرسو في ميناء جُدة. (35)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير