[وقفة مع نبي الله (يحيى) عليه السلام - للكاتب الإسلامي أبو خالد السياف -]
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال تعالى في يحيى عليه السلام {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} (7) سورة مريم
مما يقوله التاريخ في هذا الصدد: في العام 4 ق. م _ 39 م كانت فترة حكم و ولاية الملك (هيرودس انتيباس) اليهودي , بحيث شملت ولايته جميع البلدان الواقعة بين نهر الليطاني (لبنان) وبحر الجليل وعكا وصور ..
ومما قيل انه هو باني مدينة طبريا الفلسطينية (شمال شرق) , في العام 20م , إكراما للإمبراطور (طيباريوس).
ومن أعماله المخلة بالآداب الدينية يومذاك , زواجه من ابنة أخيه (أرسطو بولس) (هيروديا) , والتي كانت كما تقول المراجع التاريخية أنها كانت بارعة الجمال , وماجنة أيضا , وقيل أنها كانت فيما سبق , قد تزوجت عمها (هيرودس فيلبس) ثم تركته و تزوجت عمها (انتيباس) ... الأمر الذي عارضه واستنكره النبي العالم (يحيا) أو ما كان يعرف ب (يوحنا المعمدان) حسب التعريف الصليبي , واعتبر هذا الزواج واقعا في حكم الزنا , الأمر الذي دفع بالملك المنحرف الضال أن يرفض استنكار النبي يحيا , وقام باعتقاله وسجنه , إلى أن استغلت (هيروديا) يوم عيد ميلاد انتيباس , الذي كان يحتفل به كل عام , فأرسلت إلى منصة الاحتفال وصيفتها أو خادمتها (سالومي) التي كانت قد أنجبتها من زوجها الأول , لترقص أمامه , فأعجبه رقصها وأراد أن يكافئها , فطلبت منه أن يكافئها برأس النبي يحيا عليه السلام , (كما أوصتها هيروديا) .. الأمر الذي استجاب له انتيباس , وأمر بإحضار النبي , وقتله وقطع رأسه الشريف , وقدمه لها على طبق .. وذلك في العام 31م في قلعة ما يعرف ب (ماخيروس) المعروفة اليوم باسم (المكاور) الواقعة بجوار مأدبا على بعد 8كم شمال نهر الموجب في الأردن ..
وبهذا الفعل المنحرف الضال , لأسلاف بني قريظة والنظير وقينقاع , يتأكد لدينا أن هؤلاء القوم من اليهود (الذين حادوا عن دين ربهم) هم رؤوس الشر والعدوان منذ القدم , فليس بغريب عليهم أن يفعلوا أفاعيلهم الباطلة في حق الشعب الفلسطيني المسلم , و عليهم أن ينتظروا اليوم إماما مسلما سيأتيهم بعون الله , على صهوات المجد الإسلامي التليد , ليقطع رأس أحفاد من قطع رأس النبي يحيا عليه السلام.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (112) سورة الأنعام
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} (83) سورة الزخرف
هذا .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم / أبو خالد السياف
من أكناف بيت المقدس