8ـ أما الأفارقة؛ فالذي يظهر أن أول من قطع البحر من مسلمي إفريقيا الغربية كانوا من مملكة مالي، لأن شهاب الدين العمري قال في كتاب "مسالك الأبصار وممالك الأمصار" بأن سلطان مالي من سموسة لما ذهب للحج عام 1327م، ذهب يوزع الذهب في طريقه لحد أن ثمن الذهب رخص في مصر بسبب ما وزعه من الذهب، وأخبر بأن سلفه أنشأ مائتي سفينة وقطع المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى وأنابه عليه في حكم مالي ولم يعد قط. وبذلك بقي هو في الملك.
ب ـ شواهد التاريخ الغربي على الوجود الاسلامي المبكر في أمريكا:
ـ أما شواهد التاريخ الغربي على الوجود الاسلامي المبكر في أمريكا فكثيرة جدا
1ـ يقول "مييرا موس" في مقال في جريدة اسمها: "ديلي كلاريون"، " Daily Clarion"، في "بيليز"، وهي إحدى الجمهوريات الصغيرة الموجودة في أميريكا الوسطى، بتاريخ عام 1946م: "عندما اكتشف كريستوف كولومب الهند الغربية، أي: البحر الكاريبي، عام 1493م، وجد جنسا من البشر أبيض اللون، خشن الشعر، اسمهم: "الكاريب"، كانوا مزارعين، وصيادين في البحر، وكانوا شعبا موحدا ومسالما، يكرهون التعدي والعنف، وكان دينهم: الإسلام، ولغتهم: العربية! ". هكذا قال.
و بالطبع تم القضاء على هذا الشعب المسلم، و لم يبق منهم غير اسم تلك الجزر و التي لازالت تسمى ـ إلى هذا اليوم ـ جزر بالكاريبي، و كذلك اسم ذلك البحر الذي تقع فيه تلك الجزر "البحر الكاريبي" ليبقى هذان الاسمان دليلي إدانة خالدين للوحشية الغربية الهمجية.
أما الذين بقوا منهم – وذلك لمخالطتهم للهنود الحمر – فهم: شعب "الكاليفونا"، وقد بقوا إلى يومنا هذا في أمريكا الوسطى، ولا شك أن أصولهم إسلامية، لأن الكثير من العادات الإسلامية لا زالت فيهم.
2ـ و لما رسم الأوروبيون عام 1564م خريطة لأمريكا بعيد اكتشافها، ومنها خريطة لفلوريدا، وذلك، ذكروا فيها مدنا ذات أسماء توجد في الأندلس والمغرب. ولكي تكون أسماء عربية هناك، فبالضروري كانت هجرة عربية قبل المائة أو المائتي عام على الأقل. مثلا: في الخارطة هناك مدينة ميارقة، وواضح أنها تحريف لميورقة، وهي جزيرة من الجزر الشرقية المسماة الآن بالبليار، ومدينة اسمها كاديكا، وهي تحريف لقادس الواقعة جنوب الأندلس. وأخرى اسمها "مارّاكو" تساوي: مراكش ... إلخ.
3ـ وإلى يومنا هذا؛ هناك مدن وقرى في تلك المناطق اسمها: فاس، مراكش، تلمسان، سلا ... و لا يمكن أن تكون قد جاءت مع الرحالة الإسبان، فالخرائط البريطانية المبكرة تظهر وجود تلك الأسماء الأندلسية حتى قبل وصول الأسبان إليها.
4ـ كما أن ابراهام لينكولن الرئيس الأمريكي أحد زعماء الولايات المتحدة، الذي هو سليل شعب الميلونجونس، و الذين تبين أن أصولهم إسلامية من أندلسيي البرتغال و لدى تأمل صورته وصورة أفراد الميلونجونز ترى الشبه الكبير بينهم،، هاجروا من البرتغال في أوائل القرن السادس عشر؛ هرباً من محاكم التفتيش إلى البرازيل، فلما جاء البرتغاليون واحتلوا البرازيل؛ تابعتهم محاكم التفتيش، فركبوا البواخر وهربوا إلى أمريكا الشمالية، قبل أن يصلها الإنجليز، واختلطوا مع قبائل الهنود الحمر. غير أن الإنجليز لما عادوا عاملوهم معاملة الهنود الحمر، قتلا وإبادة، فهربوا إلى جبال الأبالاش.
واحد منهم اسمه: "بروند كينيدي"، " Brand Kennedy"، أخذ تمويلا من جامعة فرجينيا الغربية " West Virginia"، لدراسة أصول هؤلاء القبائل، ومن أين أتوا، لأنه واحد منهم. وبدءا من دراسة عاداتهم؛ اكتشف بأن أصولهم - كما ذكرت - من المسلمين الأندلسيين
و لا يبعُد أن يكون لنكولن لدى قيامه بتحرير السود أنه كان بذلك ينتصر بشكل ما لشعبه المضطهد من الجنس الأوربي البيض.
5ـ في عام 2003كتبت لويزا إيزابيل أل فيريس دو توليدو كتابا باللغةالأسبانية أسمته "من إفريقيا إلى أمريكا"، و المؤلفة سليلة إحدى أكبر العائلات الإسبانية، إذ هي دوقة مدينة سيدونسا،، ولا زالت تعيش في قصرها قريبا من مدينة سان لوقا دو باراميدا قرب نهر الوادي الكبير في الأندلس، لأن أجدادها كانوا حكام إسبانيا وكانوا جنرالات في الجيش الإسباني، وكانوا حكام الأندلس وأميرالات البحرية الإسبانية .. والأهمية في كونها دوقة لمدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها
¥