رحمه الله رحمة واسعة، ـ والله ـ لا تزال في ذاكرتي صورة محمد الطاهر فضلاء وذلك عند تكريم الجمعية للناشر التونسي الحبيب اللمسي وأعتقد أنه لفترة ليست بالبعيدة كنت رأيت فضلاء في شاشة التلفزيون، وكأنها البارحة، و لم أدر بوفاته إلا من بواسطتك، والله إنها خسارة لا تعوض، وبهذا لا ينعقد أملنا الآن في جمع آثار الطيب العقبي إلا على الأستاذ أحمد مريوش أعانه الله.
شكرا أخي الطيبي على التنبيه
تحياتي
الطيب العقبي
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 04:43 م]ـ
" إلى الدين الخاص" أو القصيدة السلفية"
للعلامة السلفي " الطيب العقبي"
إنها قصيدة مشهورة للعلامة الطيب العقبي عنوانها" إلى الدين الخالص" وهي من أعظم آثاره الخالدة، التي تعبر عن غيرته على هذا الدين واعتزازه بسلفيته، تلك القصيدة العصماء من الشعر الفائق والنظم الرائق في بيان الإعتقاد النقي والدين الخالص والمنهج السوي الذي يبتغي لكل مسلم أن يكون عليه، دبجها " سيف السنة وعلم الموحدين " ـ الطيب العقبي ـ كما وصفه بهذا الإمام ابن باديس وكانت هذه القصيدة معولا أتى على صروح وهياكل المقدسات الصوفية الطرقية.
يقول العلامة مبارك الميلي في كتابة الماتع:"رسالة الشرك ومظاهرة" ص 283:
" ولكن أتى الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن ـ يقصد من جريدة المنتقد ـ في نحره المشرق قصيدة " إلى الدين الخالص " للأخ في الله وداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي ـ أمد الله في أنفاسه ـ فكانت تلك القصيدة أول المعول المؤثر في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود"
والآن إليكم هذه القصيدة:
إلى الدين الخالص أو القصيدة السلفية
أيها الأقوام إن تبغوا الهدى ** ما لكم ـ والله ـ غير العلم هاد
حالة موجبة للإستعمار، وعظة موجبة للإعتبار:
ماتت السنة في هذي البلاد ** قبر العلم وساد الجهل ساد
وفشا داء اعتقاد باطل ** في سهول القطر طرا والنجاد
عبد الكل هواء شيخه ** حده ضل، فضل الإعتقاد
حكموا عاداتهم في دينهم ** دون شرع الله إذ عم الفساد
لست منهم لا، و لامني همو ** ويلهم يا ويلهم يوم المعاد
يوم يأتي الخلق في الحشر وقد ** نشروا نشر فراش وجراد
يوم لا تنفعهم معذرة ** ولظى مأواهم بئس المهاد
يصهر الساكن في أطباقها ** كلما أحرق منه الجلد عاد
وكل الله بمن حل بها ** جمع أملاك غلاظ وشداد
أكلهم فيها ضريع، شربهم ** من حميم لبسهم فيها سواد
كلما فكرت في أمرهم ** طال حزني وتغشاني الهساد
نصيحة غالية:
أيها الأقوام إن تبغوا الهدى ** ما لكم ـ والله ـ غير العلم هاد
إنني أنصحكم نصح امرئ ** ما له غير التقى والخوف زاد
كلما ينقص يوما عمره ** خوفه من هول يوم الحشر زاد
ما زرعتم في غد تلقونه ** ليس يجدي ندم يوم الحصاد
اعتقاد نقي واتصاف به:
أيها السائل عن معتقدي ** يبغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا ** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه ** فتعم الأرض نجدا و وهاد
لست ممن يرتضي في دينه ** ما يقول الناس زيد أو زياد
ليس يرضى الله من ذي بدعة ** عملا إلا إذا تاب وهاد
بل أنا متبع نهج الألى ** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته ** ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنه خير الورى ** عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعو إلى الله ولي ** أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكم لا أسأل الأجر و لا ** أبتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى ** واعتقادي سلفي ذو سداد
خطتي علم وفكر ونظر ** في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد ** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد
اعتقاد شركي وبراءة منه:
لا أرى الأشياخ في قبضتهم ** كل شيء بل همو مثل العباد
وعلى من يدعي غير الذي ** قلته إثبات دعوى الإتحاد
قال قوم:" سلم الأمر لهم ** تكن السابق في يوم الطراد
تنل المقصود، تحظى بالمنى ** وترى خيلك في الخيل الجياد"
قلت:" إني مسلم ـ ياويحكم ـ ** ليس لي إلا إلى الشرع انقياد
قولكم هذا هراء أصله ** ما روت هند وما قالت سعاد
أنا لا أسلم نفسي لهم ** لا، ولا ألقي إليهم بالقياد
¥