كان ذلك في عهد حكومة الواجهة الشعبية أو الجبهة الشعبية وهي حكومة اشتراكية يسارية تنفس في ظلها أهالي المستعمرات بعض الشيء ومن بينهم الشعب الجزائري ولكن كما يقول الشاعر:
وللمستعمرين وإن لانوا ** قلوب كالحجارة لا ترق
ضاقوا ذرعا بهذا التكتل وراء المؤتمر، وهذا الاتحاد المفاجئ الذي لم يألفوه في هذا الشعب الذي مزقوا وحدته وقضوا على ترابطه، فكادوا له المكائد لتفريقه وتشتيته، وكان من بين المكائد اغتيال الشيخ ابن دالي كحول مفتي المالكية بالعاصمة، واتهام الشيخ العقبي وعباس التركي بالتحريض على قتله، ثم إلقاء القبض عليه وعلى عباس التركي وزجهما في سجن باربروس ـ سركاجي ـ مع المجرمين اللصوص والقتلة، ثم قدما للمحاكمة كمجرمين خطيرين سعيا في قتل أحد أعوان فرنسا وصنائعها الكبار، وهم يقصدون بذلك تلويث سمعة الشيخ الطيب العقبي وجماعة العلماء بالإجرام والفتك وسفك الدماء، ثم التضييق عليه وعليهم، وتنفير الناس منهم، وتفريق الجمع وصدع الشمل، لذلك التكتل وراء المؤتمر، وبالفعل انفصل النواب عن العلماء وعلى رأسهم الرئيس ابن جلول، ثم رفضت مطالب وفد المؤتمر الذي سافر إلى باريس وعاد بخفي حنين، وتشتت المؤتمر، وعكف الشيخ العقبي بعد ذلك الامتحان العسير في السجن وفي المحاكمة، ولما برأت ساحته العدالة وأفرجوا عنه لزم بيته مدة واعتدل في دعوته الدينية وتخلى عن السياسة وعن التعرض للسلطات الحاكمة، فلما جاءت الحرب العالمية الثانية سنة 1936 م رغب من جمعية العلماء أن تقدم برقية شواهد الولاء والإخلاص للحكومة تقية منه وحفاظا على الجمعية فيما يرى كما فعلت الهيئات والشخصيات لكي لا يقضى على الجمعية في الحرب، ولكن اقتراحه هذا لم يحض بالقبول ورفض من طرف الأغلبية، فاعتزل الشيخ الجمعية، وتقلصت حركته وسمعته، ولازم بيته وناديه إلى أن توفاه الله سنة 1960 م في خضم حرب التحرير المباركة.
رحمه الله رحمة واسعة
محمد الصالح رمضان
تحياتي
الطيب العقبي
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 08:06 م]ـ
فلما جاءت الحرب العالمية الثانية سنة 1936 م رغب من جمعية العلماء أن تقدم برقية شواهد الولاء والإخلاص للحكومة تقية منه وحفاظا على الجمعية فيما يرى كما فعلت الهيئات والشخصيات لكي لا يقضى على الجمعية في الحرب، ولكن اقتراحه هذا لم يحض بالقبول ورفض من طرف الأغلبية، فاعتزل الشيخ الجمعية، وتقلصت حركته وسمعته، ولازم بيته وناديه إلى أن توفاه الله سنة 1960 م في خضم حرب التحرير المباركة.
بل كما يقول الطيب العفبي رحمه الله:
لولا الحوادث قد حططن رحالا ... بحماي كنت الشاعر المفضالا
وسموت في طلب الكمال مبرِّزا ... وتركت خلفي في الحضيض رجالا
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:00 م]ـ
مالك بن نبي يتحدث عن:
تأثير العلماء الجزائريين العائدين من الحجاز:
لا بد من لفت النظر إلى الأثر الذي تركه في الحياة العلمية والدينية في الجزائر العلماء الجزائريون الذين عادوا إلى الجزائر بعد إقامة طويلة في الحجاز ونتوقف هنا فقط عند (شخصية) تحدث عنها مالك بن نبي في مذكراته: ألا وهوالشيخ الطيب العقبي
ولد الشيخ الطيب العقبي في شهر عام 1307 هـ/ 1890م في بلدة سيدي عقبة في الصحراء الجزائرية. هاجر مع عائلته إلى المدينة المنورة وتلقى العلم في المسجد النبوي ثم صار معلما في الجامع نفسه.
كتب في الصحافة العربية وتعرف على محب الدين الخطيب و شكيب أرسلان. عمل الشيخ الطيب العقبي مديرا على المطبعة الأميرية بعد الحرب العالمية الأولى وترأس جريدة القبلة الصادرة بمكة بعد رحيل محب الدين الخطيب إلى سوريا. عاد الشيخ الطيب العقبي إلى الجزائر في 4 مارس 1920 بينما بقي أخوه في الحجاز في خدمة الملك ابن سعود. استقر العقبي في بسكرة في الجنوب الجزائري، أسس جريدة صدى الصحراء في ديسمبر 1925، وكانت لها شهرة كبيرة في الشرق الجزائري وحرص ابن نبي على مطالعتها إلى درجة أنه كان يقلق كثيرا كلما حدث تأخر بسيط في صدور هذه الصحيفة، لم يتحدث ابن نبي عن جريدة الإصلاح وهي الجريدة الثانية التي أصدرها الشيخ العقبي في سنة 1927، والتي عرفت رواجا أكثر من الأولى. شارك الشيخ الطيب العقبي في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكان من ألمع قادتها وترأس هيئة
¥