تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 11:43 م]ـ

يقولون وأقول

مقال للشيخ الطيب العقبي

جريدة الشهاب، العدد 135 بتاريخ 16 فيفري 1927 م

يقولون:

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له"

" إنا لله وإنا إليه راجعون"

" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"

" الله أكبر"

" والله أحد، الله الصمد"

" إياك نعبد وإياك نستعين"

وغير هذا من كل الألفاظ التي أودع الله لنا فيها سر التوحيد وإفراده بالعبادة دون غيره، وهي عقيدة كل المسلمين الموحدين، ولكن ـ ويا للأسف ـ نجد الكثير ممن ينطق بهذه الجمل العالية والكلم الطيب الذي كان من واجبهم أن لا يعملوا إلا بمقتضاه، وأن لا يخالفوا بالفعل إلى ما سواه، نجدهم يدعون غير الله، لما لا يدعى له إلا الله، ويلجأون خاشعين ضارعين إلى سواه، ويصمدون لمن لا يستطيع كشف الضر عنهم ولا تحويلا ويستعينون بالأموات وحتى الجمادات والأشجار والنبات والكهوف والمغارات ... وقد ينسبون الحول والطول والضر والنفع والإعطاء والمنع لهذه الأشياء أو لأشياخهم أو للجن ... فيعظمون ويكبرون غير الله، حتى أنهم يحلفون بذلك الغير هيبة له وخوفا منه، ويقولون بعد هذا كله إنا مسلمون!! إنا مؤمنون!! ـ إعتمادا على تلك الألفاظ التي هم بها ينطقون، وإن كانوا بالفعل والقول لمعناها ومقتضاها يخالفون، وعنها ينأون، ولمن خالفهم في صنعهم ينهون.

وأقول لهم (بكل تؤدة وسكون):

إن كانت عقائدكم وأفعالكم تطابق ما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونطق به القرآن ويفهمه كل عربي من تلك الألفاظ الكريمة والجمل التي أنتم بها ناطقون، فإنكم ـ بلا شك ولا ريب ـ مسلمون ... فطابقوا بين ما تنطقون به من كل ألفاظ التوحيد وإخلاص العبادة، وبين ما تعملون وتفعلون لعلكم إلى الحق والحكم الصحيح تهتدون.

ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 08:52 م]ـ

استقالة الشيخ الطيب العقبي من الجمعية ... و حادثة الرسالة الملعونة

قال شاعر الجزائر الشيخ محمد العيد آل خليفة في حادثة الشقاق التي وقعت بين الجمعية و رئيسها الإمام عبد الحميد بن باديس من جانب،و بين الشيخ الطيب العقبي من جانب آخر،والتي نتج عنها استقالة هذا الأخير عن جمعية العلماء،و تبعتها أحداث كادت أن تذهب بريح الجمعية:

خصمان فيما يفيد الأمة اختلفا .... إيّاك أن تنقص الخصمين إياكَ

كلاهما في سبيل الله مجتهد .... فلا تذمن لا هذا و لا ذاكَ

عبد الرحمن دويب

ـــــــــــــــــ

كثير من الأحداث يتغاضى الكتّاب عن الحديث عنها لأنها كانت في وقت من الأوقات سببا في نشوء الخلاف،وذهاب ريح التعاضد و الوحدة بين المتآخين، أو سبيلا سلكه من يريد إحداث الفرقة بين المتعاطفين.

وهكذا اعتقد كثير من النّاس،بأن مثل هذه القضايا ممّا لا ينبغي إثارتها و لا الخوض فيها،فهي عندهم من جنس الأخبار التي يجب أن تُطوى و لا تُروى، و هكذا ضاعت عللُ المجتمعات، و جُهلت أدواؤها، وصار عالم المثالية يطغى على عالم الواقعية، في التحليل و التفكير و التنظير.

فكلما أراد كاتب أن يتصفح ليكتب عن أحداث من جنس موضوع مقالنا، عُدّ عمله هذا نشوزا، و أقام له بعض من لا يميّز بين الأشياء، حواجزَ فكرية، و صنع له أوهاما من العقبات، وبنى أمامه أسواراً من الموانع،تعطِّل عطاءه، و تمنع قلمه، من أن يستظهر الحقائق ليلتمس العبر، وكل هذا ينبىء عن العجز في التفكير، وقصور في الإستعداد و بلادة في الفهم.إذ قراءة الأحداث لمعرفة النفس البشرية و ما تنطوي عليه من خفايا، وكذا محاولة فهم سلوكيات الإنسان و تصرفاته، تعد من أهم المحاور التي تناول القرآن الحديثَ عنها.

نعم يصحّ هذا الزّعم،إذا كان الغرض من فتح مثل هذه الملفات هو إثارة غبار الفتنة لإحياء ما اندرس من سخائم الحقد في صدور النّاس،أو كان قصد الكاتب نشر المثالب و المعايب،،أمّا إذا كان الغرض هو استثمار مثلِ هذه الخلافات لتصحيح مسار العمل الجمعوي،أو استغلالها في معرفة الأدواء،لتجنب الأخطاء،و لِتنكّب الوقوع في نظائرها، فمثل هذه المقاصد الحسنة و الموجّهة،لا أظن عاقلا ينكرها،أو يرمي باللوم على من تصدّر للحديث عنها،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير