ثم أسس الشيخ ابن باديس صحيفة المنتقد واجتمع عليها الكتاب المصلحون، فسلوا سيف الانتقاد، بعد أن علموا أنه "لا يكون إصلاح إلا بالانتقاد" وقد كانت وجهتهم الأولى في النقد هي الاعتقادات.
يقول ابن باديس:" هنا اصطدمنا بزعماء الطرق وشيوخ الزوايا الاصطدام المعروف، لأنه إذا خلص التوحيد توجه الناس إلى ربهم الذي خلقهم وتركوهم، واعتقدوا فيهم أنهم مخلوقون مثلهم لا يضرون ولا ينفعون، إلى غير هذا مما ينتجه التوحيد الصحيح من تحرير العقول والأرواح والقلوب والأبدان3" فزعزعوا " عقائد كانت تحسب من صميم الإيمان" ونسفوا " صروحا مشيدة من الخرافات والأوهام" وزرعوا " البذرة الأولى لتطهير العقائد وتحرير الأفكار".
وكانت أول صحيفة دعت إلى تحرير الأمة من ضغط وتسلط زعماء الطرقية، أو حكومة القطب والغوث، هي صحيفة المنتقد، التي انبرت للكتابة فيها "أقلام كانت ترسل شواظا من نار على الباطل والمبطلين4".
ثم جاءت قصيدة العقبي، كالسيل الجارف، أو كالزلزال بما أحدثته من هزة عنيفة، وتحطيم لأوضاع مقدسة، يحدثنا عنها الشيخ مبارك يقول:" ابتداء الحرب على حكومة القطب ... قصيدة العقبي وتأثيرها في الأمة ... ولكن أتى الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن ـ من المنتقد ـ في نحره المشرق قصيدة " إلى الدين الخالص " للأخ في الله وداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخالطيبالعقبيـ أمد الله في أنفاسه ـ فكانت تلك القصيدة أول المعول المؤثر فيهيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ماحدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمودوالتقديس لكل خرافة في الوجود5" مما جاء فيها:
ماتت السنة فيهذي البلاد ** قبر العلم وساد الجهل ساد
وفشا داءاعتقاد باطل ** في سهول القطر طرا والنجاد
عبد الكل هواءشيخه ** حده ضل، فضل الاعتقاد
ثم عطلت المنتقد فخلفتها الشهاب ـ مرآة الإصلاح والمصلحين ـ لتمضي على نفس الخطة، وتواصل الجهاد، وكان العقبي، من محرري المقالات العظيمة بها، كما كان عميد الكتاب فيها، ولك أن تلتمس ذلك لمس اليد، إذا وقفت على هذه الكلمات والتصديرات التي كان يحررها ويثبتها صاحب الشهاب وإليك بعضها1 ـ الجزائر والأصالة الثورية ص 82 [2 ـ انظر الشهاب العدد 5 والعدد 7
ـ الشهاب العدد 32/ 11 ذي الحجة 1344 هـ[4 ـ الإبراهيمي سجل مؤتمر جمعية العلماء ص 51 [5 ـ رسالة الشرك ص 284
ـ[ابو يوسف الشافعي المصري]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:17 ص]ـ
شكرا جزيلاً على هذه المقال المفيد
ـ[سمير زمال]ــــــــ[17 - 01 - 08, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الفاضل
لكن لما لا تحاول انت وبعض اخوانك احياء احدى الجرائد التي كانت تخرجها الجمعية مثل الشهاب او المنتقد او الشريعة بنشرها من جديد وبيان عقيدة ومنهج الجمعية الحقيقي
ويؤسفنا ما نشاهد في مجلة البصائر مما حولوها اليه من فلاسف وعلم الكلام سياسة على خلاف منهج الجمعية الذي كان اصلاحي
ولم لا تشارك الاخوة في مجلة الاصلاح
واتمنى شيخنا ان تجعل فهرسة لجميع مؤلفاتك
واتمنى ان تصلحوا موقع منار الجزائر لانه يصعب البحث فيه
وهل كل مؤلفاتك موجودة في المكتبات ممكن اقتنائها؟