تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من ذكريات الزاهد فهد العبيد رحمه الله]

ـ[دحيم الفضل]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:31 ص]ـ

ورد في مسند الطيالسي حديث (إن لله عباداً مفاتيح للخير مغاليق للشر)، وهذا الحديث يأول على دعاة التوحيد والسنة الذين يدعون الناس إلى العقيدة الصافية ومن هؤلاء الدعاة الشيخ العابد الزاهد فهد بن عبيد آل عبدالمحسن (1322هـ - ت 1422هـ) فقد كان مقتفياً لطريقة السلف الصالح زاهداً في حطام الدنيا متقللاً منها عليه آثار السكينة ونور العلم وبهاء الطاعة، وكان في ميدان الدعوة منذ نعومة أظفاره داعياً إلى الله على بصيرة يتخلل الناس بالموعظة في أغلب مساجد بريدة فالمحاسن تبكيه والمناقب تُعزى فيه ولو عادت بنا الذكريات إلى مجالس فهد العبيد العطرات لسكبنا على تلك المجالس العبرات، فكان بعض الناس بشكل أسبوعي في مسجد أبوزعاق ببريدة قبل أكثر من 25 سنة، فيزدحم المسجد بالحضور فينقلنا ذلك المشهد إلى مجالس ومواعظ الإمام ابن الجوزي، رحمه الله، كان يستهل مجلسه بتوطئة عن الزهد في الدنيا وأنها ظل زائل وخيال زائر ثم يورد وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عمر: (كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)، كان يذهب إلى الأرياف في غرب بريدة على قدميه وذلك من أجل نفع الناس وإرشادهم ومناصحتهم، كان - رحمه الله - يقيم في منزله الطيني فيتردد عليه الناس من كل حدب وصوب فيفتح بابه لنفعهم ولا يتردد عن الوقوف معهم والشفاعة لهم، يذكر أنه لما تُوفي ابنه جلس في صدر المجلس يعظ الناس بالصبر والاستسلام لقدر الله وكأنه المُعزي لا المُعزَى له.

كان للشيخ فهد العبيد مراسلات كتابية مع جميع وشرائح المجتمع بداية من المواطن البسيط ومروراً بالوجهاء والأعيان ونهاية بالولادة والحكام ولقد وقعت على رسالة بعثها إلى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يوصيه فيها ببعض الوصايا القيمة. لو تتبعنا خصال الشيخ الحميدة وصفاته الطيبة لطال بنا المقام، رحمه الله رحمة واسعة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير