[فضائل ماء زمزم]
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمبن والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
[فضائل ماء زمزم]
ان لماء زمزم فضائل كثيرة وعظيمة، وله عوائد حسنة كبيرة على شاربي هذا الماء الطاهر، ومن فضائله:ـ
1. ماء زمزم عين من عيون الجنة: فعن ابن عباس رضي الله عنهما، ان زنجياً وقع في زمزم فمات، قال: فانزل اليه رجلاً فاخرجه، ثم قال: انزفوا ما فيها من ماء، ثم قال للذي في البئر: ضع دلوك من قبل العين التي تلي البيت او الركن، فانها من عيون الجنة.
هذا فقد اخبر بن عباس رضي الله عنهما، ان ماء زمزم اصله من الجنة، وان كان هذا الاثر موقوفاً من كلام سيدنا ابن عباس الا ان هذا الوقف له حكم الرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم، لانه مما لا مجال للرأي فيه والاجتهاد.
وعن عبدة بنت خالد بن معدان عن ابيها، قال: انه كان يقال: ماء زمزم، وعين سلوان التي في بيت المقدس من الجنة.
وعن عبد الله بن عمرو قال: ان في زمزم عيناً في الجنة من قبل الركن، وقد قرر هذا المعنى وان زمزم اظهره الله من الجنة غياثاً لاسماعيل.
ان للعلماء في معنى هذا الحديث: ان ماء زمزم من الجنة مقال:ـ
فعن ابي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيْحان وجيْحان والفرات والنيل، كلُّ من انهار الجنة.
قال الامام النووي عند شرح هذا الحديث:ـ
واما كون هذه الانهار من ماء الجنة، فالاصح انها على ظاهرها، وان لها مادة من الجنة مخلوقة موجودة اليوم عند اهل السنة.
وروى الامام مسلم في صحيحه:ـ حين رُفِعَ صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى، فراى اربعة انهار تخرج من اصلها: نهران ظاهران، ونهرنان باطنان، قال صلى الله عليه وسلم: فقلت: يا جبريل ما هذه الانهار؟ قال: اما النهران الباطنان، فنهران في الجنة، واما الظاهران فالنيل والفرات.
وفي رواية اخرى للبخاري: انه راى في السماء الدنيا نهرين يطردان، فقال له جبريل: هما النيل والفرات، وقوله يطردان: أي يجريان.
ففي هذا الحديث ان اصل النيل والفرات من الجنة، وانهما يخرجان من اصل سدرة المنتهى، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان الى الارض، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها، وهذا لايمنعه العقل، وقد شهد به ظاهر الخبر فليعتمد.
وقال الحافظ ابن حجر: فرأى صلى الله عليه وسلم، هذين النهرين عند سدرة المنتهى مع نهري الجنة، ورآهما في السماء الدنيا دون نهري الجنة، .... والحاصل ان اصلها في الجنة، وهما يخرجان اولاً من اصلها، ثم يسيران الى ان يستقرا في الارض، ثم ينبعان، فأصل نبعهما من تحت سدرة المنتهى، ومقرهما في السماء الدنيا، ومنها ينزلان الى الارض.
وعلى هذا يكون المعنى ام ماء زمزم من الجنة على ظاهره، وانه ينزل من الجنة الى الارض بقدرة الله تعالى، وبكيفية الله اعلم بها.
وفي حقيقة الامر، ان هذا الربط بين ماء زمزم والانهار الاربعة، وانما هو لادراك وفهم معنى ان ماء زمزم من الجنة، والا فزمزم له فضائل وصفات خاصة به، والتي لا توجد في ماء غيره، من هذه الانهار او غيرها.
وهناك معان اخرى يحتملها اثر ابن عباس رضي الله عنهما، في ان ماء زمزم من عيون الجنة:ـ
فيحتمل ان يكون الحديث جرى مجرى التمثيل والمبالغة في تعظيم شأن هذا الماء المبارك، ويكون المعنى:ـ ان ماء زمزم لما فيه من الفضل العظيم، والخير الكبير، والكرامة العظمى، وما فيه من اليمن والبركة،يشارك مياه الجنة، فكأنه نزل منها، ولهذا تجد ان ماء زمزم ليس له مثيل في الدنيا في مزاياه وخصائصه، ويشترك ببعض الصفات مياه الجنة، ففيه كل غذاء، وفيه الشفاء، ولا يفنى ولا ينقطع، والى غير ذلك من الخصائص.
ويحتمل معنى آخر، وهو ان بعد خراب هذا العالم ينقل الى الجنة، فيكون فيها، تشريفاً له.
ويحتمل ان ماء زمزم يفضَّل على سائر المياه، كفضل الجنة على الارض، وبهذا الاحتمال الاخير يمكن ادراك نسبة الخيرية الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: خير ماء على وجه الارض ماء زمزم.
2.ظهور ماء زمزم بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام:ـ
¥