تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال في سورة الملك]

ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 02:47 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله .. قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} هل يفهم منه أن الرحمن يجير الكافرين من العذاب فيخرجون من النار مثلا؟؟

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 - 02 - 09, 03:13 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله

المراد بالعذاب الأليم في الدنيا وليس في الآخرة ...

ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:08 م]ـ

ما الدليل على تخصيص العذاب هنا بعذاب الدنيا؟؟

ـ[ابوعبدالله أحمد]ــــــــ[28 - 02 - 09, 01:47 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل

المقصود بالآية الكريمة كما ذكره الشيخ بن سعدي رحمه الله تعالى في تفسير سورة الملك:

لما كان المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم الذين يردون دعوته، ينتظرون هلاكه، ويتربصون به ريب المنون، أمره الله أن يقول لهم: أنتم وإن حصلت لكم أمانيكم وأهلكني الله ومن معي، فليس ذلك بنافع لكم شيئًا، لأنكم كفرتم بآيات الله، واستحققتم العذاب، فمن يجيركم من عذاب أليم قد تحتم وقوعه بكم؟ فإذًا، تعبكم وحرصكم على هلاكي غير مفيد، ولا مجد عنكم شيئًا. أ.ه

قال صاحب الكشاف: كان كفار مكة يدعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالهلاك، فأمر بأن يقول لهم: نحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين: إما أن نهلك كما تتمنون، فننقلب إلى الجنة، أو نرحم بالنصرة عليكم، أما أنتم فماذا تصنعون؟ من يجيركم - وأنتم كافرون - من عذاب أليم لا مفر لكم منه.

ثم أمره - سبحانه - للمرة الخامسة، أن يبين لهم أنه هو وأصحابه معتمدون على الله - تعالى - وحده، ومخلصون له العبادة والطاعة، فقال: {قُلْ هُوَ الرحمن آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا. .}

أى: وقل يا محمد لهؤلاء الجاحدين: إذا كنتم قد أشركتم معه الله - تعالى - آلهة أخرى فى العبادة، فنحن على النقيض منكم، لأننا أخلصنا عبادتنا للرحمن الذى أوجدنا برحمته، وآمنا به إيمانا حقا، وعليه وحده توكلنا وفوضنا أمورنا.

وقوله {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} مسوق مساق التهديد والوعيد أى: فستعلمون فى عاجل أمرنا وآجله، أنحن الذين على الحق أم أنتم؟ ونحن الذين على الباطل أم أنتم؟

فالمقصود بالآية الكريمة التهديد والإنذار، مع إخراج الكلام مخرج الإِنصاف، الذى يحملهم على التدبر والتفكر لو كانوا يعقلون.

أما قولك اخي الفاضل إن الكافرين يجيرهم المولى عز وجل و يخرجون من النار فلا أظن صحة ذلك، لانه سبحانه بين أن الكافرين مخلدين في نار جهنم

قال تعالى:

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ" س. البينة، وقال تعالى:

" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ"س. البقرة 160 و161، وغيرها من الآيات والأحاديث الكثيرة الدالة على تخليد أهل الكفر في النار.

وفقنا الله واياك لكل خير وأجارنا من عذابه.

ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 05:25 م]ـ

وعبدالله أحمد; "أما قولك اخي الفاضل إن الكافرين يجيرهم المولى عز وجل و يخرجون من النار فلا أظن صحة ذلك"

أخي الكريم أنا لم أقل شيئا وإنما طرحت سؤالا للمباحثة حتى نصل إلى نتيجة واضحة، وأنا لله الحمد أعلم أن الكفار الذين ماتوا على الكفر مخلدون في النار لكن هذا الإشكال وارد يحتاج إلى جواب؟؟ فقوله تعالى: {فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} سؤال كأن جوابه قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}

ونظيره قوله تعالى: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}

ـ[ابوعبدالله أحمد]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:50 م]ـ

السلام عليكم أخي الكريم ابو ابراهيم

أسأل الله العظيم ان يوفقنا وإياك لكل ما يحب ويرضى

سؤالك الواضح والمباشر -"هل يفهم منه أن الرحمن يجير الكافرين من العذاب فيخرجون من النار مثلا؟؟ "-هو ما جعلني أظن ذلك الفهم منك.

عموما أستاذي الكريم حسب علمي-رعاك الله- ان السؤال في قوله تعالى " فمن يجير الكافرين من عذاب أليم "

هو إستفهام إنكاري حيث انكر الله تعالى على المشركين معرفتهم الحق وانكارهم له.

فهو إستفهام بلاغي حيث يخرج فيه المتكلم عن معنى الاستفهام الاصلي لمعان اخرى تستفاد وتعرف من سياق الكلام كالنفي مثل قوله تعالى: "فمن يهدي من أضل الله "والتعجب مثل قوله تعالى: "ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق" والتقرير: " ألم نشرح لك صدرك" والوعيد والتهديد كقوله سبحانه:" ألم تر كيف فعل ربك بعاد "وغيرها ..

وقوله تعالى " فمن يجير الكافرين ... " جواب هذه الجملة وقع في جواب الشرط وهو " قل أرايتم إن أهلكني الله ومن معي"

وليس جوابه في الاية التي تليها.

أسأال الله ان يجمعنا بكم في دار الكرامة

وان يعفو عنا وعنكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير