تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه البادرة قدرها نابليون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة.

وفي 16 تشرين الاول 1860م اعترفت الماسونية في عدة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذ ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين، وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا.

وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: (لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية:

_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله؟

_ ماهي واجباته تجاه الانسانية؟

_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية؟

كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ... كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث.

وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية.

عام 1865 و خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينة Amboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه (هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية)

و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي.

حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل. بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم. لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ...... "

رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد

الدكتور انطوان عاصي

هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة.

ثانياً = في عهد مخلص باشا:

بعد أحداث سنة 1860 في جبل لبنان صارت دمشق عاصمة ولاية سورية في الدولة العثمانية، و خلال حقبة تسلط جمعية الاتحاد و الترقي على الدولة العثمانية كانت الجمعية تعين الولاة و المتصرفين من الماسونيين أنفسهم، فعُين مخلص باشا الماسوني والياً على دمشق، و الذي بدأ بنشر الماسونية بسرعة وجرأة عاليتين.

وكان الأمير عبدالقادر قد انتقل الى الشام قبل ذلك بأربع سنين، فقرَّبه مخلص باشا من أجل علاقته بالقنصلية الفرنسية، و اطلاعه على المحافل الماسونية الفرنسية.

و مع أن الأمير لم يكن ـ في ذلك الوقت ـ عضوا في المحافل الماسونية، إلاَّ أن مخلص باشا ألقى إليه مقاليد نشر المبادئ الماسونية في الشام، و قد أشار إلى ذلك مورخ الماسونية شاهين مكاريوس في كتابه المقتطف.

ـ ورأى الأمير عبدالقادر عند ذلك وجوب التنسيق مع محفل الأهرام الأكبر المصري، مما جعله يشد الرحال للاجتماع بالماسونيين هنالك.

يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير